التسامح مفتاح السعادة
يفسر البحث العلمي و الاجتماعي دلائل كثيرة حول معنى التسامح ..
على بأنه كمفهوم يتضمن القدرة على إيقاع العقوبة ,
إلى جانب القرار الواعي بعدم استخدام تلك القدرة ,
و أن يسمح للشخص بإطلاق مشاعره السلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية ..
و التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب حالة ما
أو أي شي قد يكون حدث في الماضي ..
التسامح مفتاح السعادة و الطمأنينة و الراحة , التسامح أقوى تأثيراً من الانتقام ..
إن مسألة التسامح ترتبط بشكل كبير بشخصية الإنسان ..
فهناك أشخاص قادرون على النسيان بسرعة و التجاوز عن أخطاء الآخرين ..
و هناك من لا يستطيعون ذلك ..!
و من أجل التعرف على دلالة أخرى عن
ماهية العلاقة بين العفو و التسامح , و بين الانهزامية و الخضوع ,
علينا أن نعي مفهوم التسامح كحالة اجتماعية بين الناس ..
و ذلك مطلوب و بشكل دائم دون أن يكون لذلك تأثير على الكرامة ,
أو التهاون في الحقوق , و بالتالي يجب أن يستخدم الأسلوب المناسب
في كثير من المواقف , بحيث لا يتمادى المخطئ في خطأه ..
و يشير الخبراء إلى أن هنالك خطوات تساعدنا على التسامح ..!
تتمثل في الاسترخاء و الهدوء , و التفكير بعمق في التجربة ..
و أن تكون لدينا الرغبة في التسامح و أن نقرر أن نكون متسامحين
مع أنفسنا أولاً و مع الآخرين ..
و علينا أن نقتنع بأن أخطاء الماضي هي تجربة مفيدة للمستقبل ..
و بأن تغير اعتقادنا بالناس بحيث كل شخص له صفاته ..
و أننا بشر خطاءون , فجميعنا نخطئ و يجب علينا ألتماس العذر للآخرين ..
بالإضافة إلى استخدام الحوار العقلاني الهادف ..
و التهدئة مع الأشخاص , و احترام حرية الآخرين و أن نمتلك رحابة الصدر ..
و في دراسة نشرت عن مجلة دراسات السعادة اتضح أن ..
هناك علاقة وثيقة بين التسامح و المغفرة و العفو من جهة ,
و بين السعادة و الرضا من جهة أخرى ..
و أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر تسامحاً مع غيرهم ,
و أنهم أقل الأشخاص انفعالاً ..
و خلصت دراسة أخرى إلى أن الأشخاص المتسامحون
لا يعانون من ضغط الدم , و انتظام أكثر في عمل القلب ,
و لديهم قدرة على الإبداع أكثر ,
فقد ثبت علمياً أن التسامح و عدم الحقد يؤدي إلى
تقوية القلب و جهاز المناعة عند الإنسان , كذلك يتجنب الشخص المسامح
الكثير من الأحلام المزعجة و القلق و التوتر ,
الذي يسببه التفكير المستمر بالانتقام ممن أساء إليه ..
علينا أن نتسامح مع كل الناس حتى مع من يعتبرون أن هذا التسامح ضعفاً ..
و هناك عدة طرق للتفاهم مع أمثال هؤلاء الناس ..!
كالمصارحة , و التعبير عن أن هناك ما يضايقنا ,
و برأيي أن ذلك له دور كبير في صحة الجسد و الطمأنينة و راحة البال ..
و قد وجد بعض علماء النفس أن أفضل منهج لتربية الطفل السوي
هو التسامح معه , فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية يتلقاها الطفل ,
و بتكرارها يعود نفسه على التسامح أيضاً ,
و بالتالي يبتعد عن ظاهرة الانتقام المدمرة ..
أن أغرس في ابني صفة التسامح , فهو مطلب أساسي في طريقة تعامل الناس مع بعضهم ..
و لا يعني التسامح أن يفرط الإنسان في حقه ,
و لكن ,أن يتجاوز الإحساس بالحقد و الكراهية و الانتقام ,
و التسامح صفة حث عليها الإسلام , و أمرنا أن نكون متسامحين ,
و بذلك أسعى أن يتربى ابني ضمن هذا المبدأ ..
التسامح شأن عظيم لأننا كلنا خطاءون و نحتاج كثيراً إلى من يصفح عنا ,
فكلنا نخطئ و كلنا نذنب , و كلنا نحتاج إلى المغفرة ..
و مهما قسونا و تعرضنا للقسوة في حياتنا
> يبقى التسامح هو الحل الأنجح لسعادتنا <
فلنكن متسامحين مع أنفسنا و مع الآخرين ..
مما لا شك فيه أن للتسامح آثار عظيمة على الفرد و المجتمع ,
فهو يعطي راحة النفس و طمأنينة القلب و هدوء البال وسلامة الأعصاب ,
و صحة الجسد و السعادة و بالتالي يتطهر المجتمع من
> أمراض الحقد و الحسد و الضغينة <
و يا رب نكون كلنا متسامحين