أهالي البرلس حينما قطعوا الطريق الدولي في مظاهرات العطش
"عملوها البرالسة".. عبارة تتردد الآن على لسان الشارع المصري بعد أن قام الصيادون المصريون المختطفون بالصومال -وأغلبهم من قرية "البرلس" بمحافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة)- بتحرير أنفسهم بأيديهم وقتل اثنين من القراصنة وأسر أربعة آخرين.
ما فعله الصيادون كان مفاجأة لكل من لا يعرف أهالي البرلس وتاريخهم في التصدي لمن يعتدي عليهم أو يجور على حقوقهم، ولكنه كان بمثابة حادثة معتادة لسكان القرية الذين قادوا مظاهرات العطش منذ عامين وقطعوا الطريق الدولي احتجاجا على انعدام مياه الشرب بقريتهم إلى أن دفعوا السلطات لتزويدهم بالمياه النقية.
ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد لأهالي البرلس، فلا زال المتابعون للشأن السياسي المصري يتذكرون أن واحدا من أبناء القرية كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، والتقى الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وراح ينتقد أداءه لمدة نصف ساعة، وقد أصبح بعد تخرجه واحدا من رموز المعارضة المصرية.
هذا الطالب هو حمدين صباحي، الذي أصبح الآن كاتبا صحفيا ونائبا برلمانيا بمجلس الشعب المصري عن دائرة البرلس والحامول، والذي أكد لـ(إسلام أون لاين.نت) أن "ما فعله الصيادون المصريون المختطفون بالصومال لم يكن مستغربا بالنسبة لأهالي قريتنا الذين لهم مواقف عديدة على مدار التاريخ تؤكد رجولتهم وشجاعتهم في التصدي للظلم".
ومن هذه المواقف -تابع صباحي- "مظاهرات العطش التي قادها أهالي البرلس في العام قبل الماضي، وقطعوا خلالها الطريق الدولي الساحلي بمحاذاة البحر المتوسط، وأجبروا الحكومة المصرية على أن تنهي محطة مياه الشرب في وقت قياسي، وأصبحت الآن دائرة الحامول والبرلس بها ما يكفيها ويزيد عن حاجتها من المياه".
وأضاف صباحي: "كما قاموا العام الماضي باحتجاجات ضد قرارات محافظ كفر الشيخ لمنعه توزيع الدقيق على المخابز، وفي هذا العام قام الصيادون البرالسة بتحرير أنفسهم من أيدي مختطفيهم من القراصنة الصوماليين دون انتظار تدخل الدولة المصرية أو وزارة الخارجية".
وأردف: "كما أن أهالي البرلس كان من بينهم شهداء في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 1995، وكانوا أول من استخدم السلالم الخشبية لدخول لجان الانتخابات التي يمنعهم الأمن من دخولها".
أناس طيبون
ولفت صباحي إلى أنه "رغم قدرة أهالي البرلس على أخذ حقهم بأيديهم، فإنهم أناس طيبون، ولكن حين يشعرون بالإهانة أو أن حقهم ضائع ينتفضون دفاعا عن كرامتهم وحقوقهم، وهذا واضح على مدار التاريخ المعاصر".
واتفق معه الحاج عبده بكري، صياد من أهالي البرلس، الذي أوضح أن "الصيادين المصريين الذين اختطفهم القراصنة قد ضربوا مثلا رائعا في التصدي للمعتدين عليهم، ولأن معظم الصيادين المختطفين ينتمون لقريتنا فإنهم جعلونا نشعر بالفخر الشديد".
وأوضح بكري أن "جميع أهالي القرية سيخرجون في استقبال الصيادين الأبطال العائدين من الصومال، وسيكون الاستقبال رسميا وشعبيا بالغ الحفاوة، تقديرا لما قاموا به من عمل بطولي تحدثت عنه كل وسائل الإعلام الدولية، واعتبره الجميع معركة فشلت في خوضها أعتى الأساطيل البحرية العسكرية".
حيلة مصرية
وكان قراصنة صوماليون قد اختطفوا مركبي الصيد المصريين "ممتاز 1" و"أحمد سمارة" في 27 مارس الماضي وعلى متنهما 33 صيادا، وطالب الخاطفون بفدية قدرها 5 ملايين دولار، خفضت إلى 800 ألف دولار، وباءت جميع محاولات فك أسر الصيادين بالفشل بعدما تمسك القراصنة بالمبلغ الأخير.
وفي ظل اتهامات للحكومة بغياب أي دور فاعل لها لحل الأزمة سافر الحاج حسن خليل صاحب مركب الصيد "ممتاز1" إلى الصومال قبل نحو شهر، وهناك أوهم القراصنة بأنه سوف يدفع لهم الفدية، في حين أنه كان قد استأجر ما يزيد عن 10 مسلحين صوماليين قال للقراصنة إنهم جاءوا لحمايته من أي غدر محتمل.
وما إن صعد خليل إلى المركب حتى قام المسلحون بتبادل إطلاق النار مع الخاطفين، بينما قام الصيادون المحتجزون باستخدام كل ما تناله أيديهم من آلات حادة وهاجموا القراصنة، ما أسفر عن مقتل 2 وأسر 4 منهم.
وغادر الصيادون المصريون المياه الصومالية على الفور، وينتظر وصول المركبين إلى ميناء "السويس" المصري خلال ثلاثة أيام.
اية رايكم فشعب البرلس هنقول بلطجة عشان اللى عملوة فالطريق الدولى ولا شعب طيب بيحب ياخد
حقة ومش بيسكت على الاستهانة بادميتو وانسانيتو وعندة عزة نفس وشعب جميل بجد
مستنية ردودكم ارجوكم
