السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشهد : سارة فتاة تعيش دائما في قلق واكتئاب فهي تفكر في يومها الذي مضى وفي مستقبلها الذي لم يأتي، ولا تدرك قيمة اليوم الذي تعيشه وتعمل من أجله. وفي يوم من الأيام فكرت في التغيير وبدأت تقرأ وتتعلم وتبحث عن أسباب السعادة ومقوماتها ومن خلال بحثها اكتشفت إنه هناك عنصر وركن مهم من أركان السعادة وهو: فاقتنعت وأحضرت ورقة وقلما وكتبت تلك العبارة وألصقتها بجدار غرفتها ومن يومها أصبحت تشعر بالفرح والسرور والنشاط ، وابتعدت عن إدمان الشكوى وأصبحت لديها همة ونشاط. سارة : هل لك أن تخبرينا عن العنصر الذي كان سبب في سعادتك وتغيير حياتك؟ نعم ، غاليتي. سألخص لك ماتعلمته من خلال النقاط التالية: * يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.)) كنت أصحو من نومي وأتذكر ذلك الحديث وأشعر بأني ولله الحمد والمنة في أمن وأمان وصحة وعافية وعندي مالذ وطاب من القوت ويكفي لسنين ، وأتأمل حال غيري ممن هم يرقدون على الأسرة البيضاء ومن يعيشون في فزع وخوف وأشعر بالراحة فانصرف لتحقيق أهدافي. * تعلمت إنه جسم الإنسان له احتياجات في عدة جوانب: ( الروحي _ العقلي _ العاطفي _ الجسدي ) وبالتالي يؤكد العلماء على ضرورة التوازن مابين تلك الجوانب بحيث لايطغى جانب على أخر. ومن هنا حين أشعر بالهم والحزن والملل أفكر في نفسي أي الجوانب تحتاج إلى زاد حتى أستمر. وبعد التفكير أرى أنني لم أتعلم خلال يومي ولم أقرأ ولو صفحة واحدة فعقلي فااااااارغ ويحتاج إلى زاد حتى أبتعد عن التفكير في الأمور التافهة والأمور التي تضايقني. وبعض الأحيان أشعر بأني بحاجة إلى الإكثار من ذكر الله تعالى فتتنزل السكينة على قلبي وربما أحتاج إلى ممارسة أي نوع من الرياضة حتى أروح عن نفسي. وهكذا تعلمت إنه كل يوم لابد وأن أوازن بين حاجاتي. * لابد أن أحصر تفكيري في اليوم الذي أعيشه فقط وأحرص على مايلي: قراءة ولو صفحة واحدة من القران يوميا ومما ورد في ذلك: ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) رواه مسلم. الإكثار من ذكر الله عزوجل، الاهتمام بنظافة البيت ونظافتي الشخصية إقامة الصلوات في أوقاتها ، زيارة مريض ، مساعدة الأخرين، بر الوالدين تهذيب أخلاقي ، العفو والصفح عمن أسأء إلي ، صلة الأرحام. " وهكذا شعرت بأنه يومي مليء بالأمور الواجبة عليا فعلها ولم يصبح لدي مجال للتفكير فيما مضى وأحسست بالراحة. وهنا تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم: (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) وتذكر/ي: من أروع ماقيل: لليوم فقط سأعيش فيا ماضٍ انتهى وذهب أغرب كشمسك، فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة،لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الآبدين. ويامستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتفاعل مع الأحلام، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غدا لاشيء، لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن شيئا مذكورا. د. عائض القرني. ختاما: إن أصبت فمن فضل ربي ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان تمنياتي لكم بالسعادة في الدارين ودي لكم |