السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أجلس وحدى فى حالة من التأمل
وفجأة دون سابق إنذار آتى وجلس على الكرسي المجاور لي
ودونما استئذان استرسل بالكلام
كيف حالك! كيف هي الاحوال!
هل أنت راضٍ عن نفسك!
استدرت برأسي إلى الجهة الاخرى
وحاولت أن أتجاهل كلامه لي
ولكنه كان شديد الاصرار
تابع كلامه
لم تجبني هل أنت راضٍ عن نفسك
كم مضى من الوقت لم نجلس سويا
كم مر و لم نتكلم كما كنا بالسابق
أم أنك أردت أن أبقى مستتراً عنك
أجبني !!
هل لازلت محافظا على الصلاة!
هل لازلت تصلي نفل وتصلي ركعتين من الليل!
هل لازلت تحاول حفظ كتاب الله أم أنها لازالت أمنية!
هل تصوم أثنين وخميس أم أنها أيضاً
من الأمنيات التي لم تتحقق!
أجبني لا تخجل فأنت يجب أن تتكلم !!
وكنت أتجاهل كلامه ووجوده حتى
أو أني لم أملك أي رد حقيقة لأقدمه له
تابع أسئلته المحرجة لي !!
كيف هي الأوضاع مع الأهل هل حفظت رضى والديك!
أم أنك تتذمر من أي كلمة أو توجيه أو عبارة يقدمانها لك!
هل انكببت على أقدام والدتك مقبلاً لها قبل ذهابها إلى الحج!
أم أنك ودعتها كأنها بزيارة لأحد أقاربك!
كيف هي صلة الرحم هل تزور شقيقك وشقيقتك!
أم أنها بالمناسبات والأحزان فقط!
هل تتطمئن على كبار السن من أقاربك!
هل تتكلم بالهاتف معهم لتسأل عن أحوالهم!
ولكني بصراحة لم أرد على أية إجابة
تابع غير منتظر إجابة مني فهو لا يريد الإجابة
بقدر ما يريد أن يقول ما في باله !!
دعني أسألك عن النت فهو شغلك الشاغل وصديقك المقرب كما تقول
كم بلغ عد الاصدقاء وكم صديقة لديك وكم ليلة تسهر لتتكلم
بأمور مخجلة أم أنك تكتب بالنت ما لا تفعله بنفسك!
عند تلك الكلمة أخفضت رأسي لأنها قد تكون الأقرب إلى الحقيقة !!
أخبرني هل لازلت تكتب بمنتدى حبيبتى مين
وتعظ الناس ولا تعظ نفسك !!
أجبني لا تخجل ولكني لم أجبه أبداً
وأخذ يسأل ويسأل ويسأل ويكثر بالالحاح ويعيق تفكيري
تارة عن الأخلاق وتارة عن الأمانة وتارة عن الحب
وتارة عن الأمل وتارة عن الأحلام
تارة يبكيني وتارة يزعجني وتارة يجعلني كأني بزاوية مظلمة
تارة أبكي على نفسي وتارة أبكي من نفسي
وتارة أبكي على ما فاتني
وتارة أغمض عيني علني أنتهي منه وتارة وتارة وتارة
حتى أني فكرت أن أتناول أقرب سلاح لأقتله
ولكني لا أستطيع أن أبقيه مستتراً
فهو ضميري نعم ضميري كان جليسي وكان مؤنبي ومعاتبي
وكان من يذكرني بما حصل مني وما أخطأت !!
أخي أختي إن لم نترك لضمائرنا مجال أن تعاتبنا
لن نترك لأنفسنا مجال للارتقاء بالذات
فلا تبرر أخطاؤك بأي مبرر !!
فلا تبرر تقاعسك عن الصلاة بالنسيان ولا تبرر السرقة بالحاجة
ولا تبرر الزنا بالتسلية ولا تبرر الخصومة بالانتقام ولا تبرر
القتل بالقوة ولا تبرر ضحكك وافتراسك لبنات الناس بأنهن
هن من بدأن بذلك ولاتبرري خلعك حجابك بالوقت
فلا تدري نفسٌ أي وقت تموت
ولاتبرري كلامك معه وسهرك معه على المسنجر سواء
كان بغرض أم بالتسلية ولا تقولي حب ولا تخلعي
ضميرك وتقفلي عليه أبداً
كلنا خطاؤون وكلنا مذنبون وليس فينا المعصوم أبداً
وكلنا ننسى ونتسلى ونتلاعب بالحقائق
فلنعجل إلى العودة ولنعمل جاهدين على أن
نسأل عن ضمائرنا
ولا نتركها بعيدة وغائبة !!