عزيزي .. هل أنت تفكر جيدا ؟؟
لا
تغضب عزيزي القارئ ، فلهذا العنوان الصادم ما يبرره وله عندي غرض في نفس
يعقوب ، أولاً علينا أن نعترف بأن الحمار – المحترم – من أذكى الحيوانات
وأكثرها فطنة ،
وإنما نسب إسمه واختزاله للغباء الإنساني لهو جريمة عظيمة
تناهز الهولوكوست في
فظاعتها ويجب أن نعاقب جانيها بما قد تجنى على أصحاب
الذيول . ثانيا ، أتحدى أن ينكر
أحدكم جاذبية العنوان الكاسحة للعيون
المارة والمتكاسلة على هذه الصفحة ، وإن كان
غرضي الاستفزاز فقط لدفعك
للقراءة فقد نجحت وأصاب اجتهادي ، ولي على ذلك أجر ،
المهم أنه بعد هذه
المقدمة الحمارية علي أن أدخل في الموضوع .
بالتأكيد
الكل في عالمنا العربي من أعظم المتابعين للإعلام بكل وسائله خاصة إذا ما
أغرقت
في التفاهة والسطحية ، ولهذا الحديث مقام آخر لا يناسبه هذا المقال ،
ومن ضمن هذا
الإعلام إعلام يمس الحياة اليومية للمواطن العربي بشكل مباشر
ودون تورية أو محسنات
تحجب عنا ما قصد منه ، سواء في حياتنا السياسية أو
الثقافية أو الإجتماعية ، ولا يغيب
عن فطنت سعادتكم مدى أهمية الإعلام
البالغة في نقل الرسالة – أي رسالة – إلى جمهوره
، فحديث الشاشات – بالذات –
حديث ذو شجون يغوي قبل أن يطرب ، ولما يدور على
جهاز تلفازك فعل السحر في
تكوينك وقولبتك كما أريد لك أن تكون ، وبما أن هذا الأمر لا
شك في معلوميته
من قبل جمهور الإعلام المُخوَّرف – على وزن المُسَيَّس – فإن ثبوته لدى
أرباب الصنعة والمستفيدين منها أمر في حد التجديف والتهريف ، بالتأكيد يأتي
في جحافل
المستفيدين من آلة الإعلام المرعبة الكثيرين ، في مقدمته
بالتأكيد ملاك هذا الجهاز وهم في
الأغلب في بلادنا حكوماتنا الكريمة ،
وهناك أهل المال والأعمال ، ويحاول أن يجاورهم
أصحاب السياسة والفكر
بأشكاله ، المهم أنه مع التباين في أهداف أهل الإعلام وتنوع مادته
، تجد
الجمهور الكريم مثلي ومثلك لا يملك في بلادنا إلى حق المتابعة ، والمتابعة
السلبية
بشكل كبير ، وتجد أحدنا فاغراً فاهه كالمعاتيه لا يدري ولا يريد
شيئاً غير متابعة بلا معنى
، تهدف – هذا إن هدفت – إلى إشباع الشهوات أو
قتل الأوقات ، فمن هروب تارة من واقع
مرير أسود كلون فنجان قهوة الصباح
وأشد لعالم من خيال ، في أغلبه على تلفزيوناتنا
سطحي و "عبيط" ، إلى هروب
من كبت على كبت إلى دنيا غير الدنيا !!
إستعراض
سريع لبرامج التلفاز التي تنتشر بسرطانية في بيوتنا العربية : أغاني هابطة
تظهر أجساد داعرة لفتيات الفاترينات وحاليا بنجاح لفتيان كغلمان السلطان
!! ، برامج
مسابقات تعد بمصباح علاء الدين وتحقيق كل الأحلام بمال سهل وكل
ماعليك فعله هو
شراء هذا المنتج أو الاتصال على هذا الرقم !! ، فتاوي دينية
لكل من له لحية وطاقية ،
يفتي لمكالمة ليتبعها ألف جاهل دون قيد أو رقيب
!! ، برامج لحوار أشبه بحوار الطرشان
، كل يسمع نفسه فقط وحين يصمت أحد
المحاورين الأفاضل فتأكد أنه إما ينتظر دوره أو
يلتقط أنفاسه !! ، مباريات
لكرة قدم محلية في الأغلب – بالتأكيد اتضح العيب فيها فهي
محلية - !! ،
مسلسلات ودراما رهانها الرابح دائما وأبدا هو أن المشاهد الفاضل لن يكون
إلا عبيط آخر يهوى الفرجة على حياة غيره !! ، واقع مزيف بدعوى أن ماينقل هو
تلفزيون الواقع ، وكأن هذا ماينقصنا ، واقع "مصروف عليه" من فتيات وفتيان
يعشن
تحت سقف واحد لنقاش حوار موضوعي عن : أنهي فصطان أحلى ، ومين بيحب مين
،
وممكن أبوسك !! في سبيل البحث عن خليفة للعندليب أو فريد وثومة ،
والسمان الذين
يودون للعالم مشاركتهم حميتهم بحثا عن المال !! ، إعلانات
بلا قيمة وقمة في التفاهة تبذل
الغالي والنفيس من المال وأجساد الحريم
العارية لتقنعك بأن حياتك بلا معنى إن لم تأكل
لبان الدلوعة أو لو لم تطبخ
بسمنة السم الهاري !! ، القائمة تطول ويمكنك عزيزي
المشاركة بالأفكار
التافهة التي تعرض لنا ولا تنفذ ، فقد برعنا في استيلادها من رحم
الموت
نفسه .
ماذا
عن الأخبار ؟ هي إما كئيبة لا تحمل إلا أخبار الموت والدمار أو الذل
والفشل والتخبط
العربي في كل المجالات ، وإما مصنوعة على هوى الحكام
البواسل ، لتكتب تاريخ ساخر
عن أن قائدنا العظيم " مفيش زيه " "وما جابتهوش
ولادة " وأن الشمس تطلع بطوعه ،
وأننا نرفل في خيره ، أو أنه أهدانا بعرق
ساعده هذا الكبري أو تلك المجاري .. إف .
بالتأكيد هناك العدد الغير قليل
لكل السادة منافقي وأبواق السلطة ، ومهرجي البلاط
الموجودين منذ سحيق الأزل
، والذين لا يتعبون من ذكر نجاحات الزعيم وأفضاله ، ومن
خداعنا المرير بأن
" كل شي تمام وعال العال " !!
كل
هذا والسيد الفاضل المشاهد العربي الكريم الألمعي ، مازال فاغراً لفاهه
كالعبيط ، يراقب
بلا كلل أو ملل ، ويساق كالخروف لما أريد له أن يساق إليه
بلا حول منه ولا قوة ، أحيانا
أتعاطف مع الجمهور الذي أنتمي إليه وأقول :
ماذنبنا نحن ؟؟ حتى هذه الهيافات تريدون
منعنا منها ؟؟ يكفينا واقعنا
المبعث للخجل !! وأحيانا أتقمص فاشلا بكل تأكيد شخص لقمان
الحكيم بما خفى
من الأسرار ، وأقول : علينا أن نرفض هذا ونرده ، وان نبحث ونطلب
البديل
الذي يليق بنا وبثقافتنا ، لا أدري ،، المهم أنه وفي كل الحالات ستجد أي
متابع لحال
مواطننا العربي أمام إعلامه يسأله بإستغراب شديد : عزيزي .. هل
أنت حمار ؟؟ أعتقد أني
الوحيد الحمار إن كان لدي اعتقاد أن أحدهم سيوافقني
الراي … أكتفي بهذا القدر فقد بدأ
المسلسل العربي ويجب أن أعرف هل تقتل
"فتكات" بنت أخوها ، أم تهرب لتتزوج إبن
خالة عم صديقتها ؟؟