كحك تتشح السواد ... والحزن يخيم على أهلها بعد استشهاد 8 من أبنائها تحت أنقاض منزل الدرب الأحمر
كتب / مصطفى منسى ووفاء سعيد :
أبت حكومة الحزب الوطني الحاكم فى مصر يوما ما إن يكون لها نقطه بيضاء فى سجلها الأسود ومما لاشك فيه أن وراء كل حادثه أو كارثة أو مصيبة تحل بالبلاد أو العباد إلا وكان ورائها هذه الحكومة ؛ بعد إن أصبح الفساد هو القاعدة وما دون ذلك هو الاستثناء .
امتد الفساد من الذمم الخربة إلى قتل الأبرياء من اجل سرعه الكسب الحرام وإقامته مبانى مخالفه تنهار على رؤؤس سكانها رغم توصيل كافه المرافق لها بالرشوة والمحسوبية وبعدها صدور قرارات بالا ذاله دون التنفيذ والتي كانت السبب في أن يلقى 8 من الشباب حدفهم تحت انقاد غرفه تحولت إلى كومه من التراب فى حى الدرب الأحمر وسط مدينه القاهرة فجر يوم الأربعاء الماضى الموافق 14 يوليو الجارى 2010 عندما استيقظ مواطنى الدرب الأحمر على صوت ارتطام وهزه ثقيلة هرع الأهالي على أثرها ليجدوا حجره العمال قد تحولت اى كومه من التراب وسط سماع استغاثات وأصوات تنبعث من تحت الاتقاد أسرع المواطنين فى الاتصال ل بشرطه النجدة التي أخطرت شرطه الإنقاذ والدفاع المدنى فى محاوله من الاهالى لاستخراج المصابين وانتشال الجثث بعد تأخر سيارات الحماية المدنية ولصعوبة وصولها لمكان الحادث لضيق الحارة التى تأوي المنكوبين الذى راح ضحيته 8 من الشباب وأصابه 4 تم نقلهم إلى مستشفى احمد ماهر لفظ احدهم أنفاسه عقب وصوله للمستشفى وجميعهم من قرية كحك قبلي بمحافظه
الفيوم الذين كانوا يعملون فى فرن بلدي بهذه المنطقة المنكوبة ويقطنون هذه الغرفة المشئومة .
تطايرت الأخبار إلى أهالي الضحايا والمصابين .
استيقظ اهالى القرية على حاله من الفزع والصراخ وحاله من الذهول من شده هول الكارثة خاصة وان الضحايا أعمارهم تتراوح مابين 17 إلى 22 عاما؛ هرع اهالى كحك إلى القاهرة وتم نقل جثث الضحايا وشيعت كل أسره شهيدها إلى مثواه الأخير حيث تم دفنهم فى مقابر القرية مساء الأربعاء الماضي بعد إن خرجت القرية عن بكره أبيها فى مواكب جنائزيه تشاب لها الولدان شيبا.
وقرر الدكتور جلال سعيد محافظ الفيوم الذى لم يكن يعلم بالحادث ألا بالصدفة مما يؤكد إن مجلس الوزراء لم يكن قد استيقظ بعد . قرر المحافظ صرف 10 الآلف جنيه لكل شهيد وأقامه سرادق عزاء جماعي كبير لتلقى اسر الشهداء فيه العزاء؛ لكن الاهالى قاطعوا سرادق الحكومة وتلقوا عزاء ذويهم أمام منازلهم ولم يكن متواجدا بالسرادق لتقبل عزاء المحافظ سوى عدد قليل من أبناء القرية على أنهم أقارب الشهداء بعد إن احتشد السرادق بالعديد من القيادات التنفيذية والشعبية الذين كانوا فى استقبال المحافظ ؛ وبعد مغادره المحافظ ظل السرادق خاويا من تقبل العزاء.
تقع قرية كحك بحرى على ساحل بحيرة قارون فى الجنوب الغربي من مدينه الفيوم والتي تبعد بحوالي 35 كم وهى أحدى قرى مركز يوسف الصديق بعد انفصالها عن مركز ابشواى ويبلغ عدد سكانها 50الف نسمه وتقع فى حوزتها ما يقرب من 10 عزب ويعتمد نسبه 80 % على مهنه الصيد فى بحيرة قارون وان نسبه إل 20% الباقية تعمل بالزراعة فى مساحات صغيره ما بين 6 إلى 12 قيراط إلى فدانين ثم انخفض أنتاج البحيرة إلى 100 ك من الإنتاج السمكي فى اليوم الواحد خلاف فترات الغلق التي تمنع الصيد بالبحيرة لده 4شهور فى العام .
وأصبح اسم قرية كحك غير مرغوب فيه من قبل الجهات الأمنية بالرغم من مرور ما يقرب من 20 عاما على أحداث قرية كحك الشهيرة التي نسجت منها أجهزه الأمن خيوطا لا ينطوى نهايتها بعد؛ فبمجرد ذكر اسم قرية كحك تزداد الحساسية فى التعامل مع هذه الجهات ناهيك عن تلفيق القضايا لمواطنين أبرياء وكان أخر هؤلاء الضحايا هو الشهيد عبد الله السيد عوض الله الذى لفق له احد ضباط قسم شرطه عابدين تهمه حيازة سلاح ابيض .
كانت هذه هى أهم الأسباب لعوامل عديدة حلت بنكباتها على اهالى القرية خاصة بعد حملات الاعتقالات عقب أحداث كحك الشهيرة التي نالت أكثر من 800 مواطن لا يزالون فى السجون والمعتقلات وتواجه أسرهم الفقر والأمراض والتسرب من التعليم لقلة ذات اليد التي أغلتها حكومة الحزب الوطني الحاكم فى مصر وبفضلها تحولت بحيرة قارون إلى بحيرة لمياه راكدة من مخلفات الصرف الصحي والزراعي المحملة بالمبيدات المتسرطنة التي قتلت اسماك هذه البحيرة التي تزيد مساحتها على 55 آلف كيلو متر مربع فضلا عن استمرار وضع يد وزاره الزراعة عليها وتبعيتها لها واستمرارا لهذا الفساد ترفض وزاره الزراعة ألحاق هذه البحيرة والبحيرات الأخرى لوزارة الري والموارد المائية ومعهد علوم البحار والمصايد التي يمكن لهذه الجهة إنقاذها وأعاده الحياة لها مره ثانيه ؛ حتى يعود أنتاجها السمكي المختلف والذي يحظى بشهره عالميه كبيره ويعود إليها أبناء هذه القرى الذين يعملون بالصيد مره أخرى ويعود الرزق لأهله وتنتعش هذه الأسر الفقيرة لتعاود نشاطها فى الحياة طبقا لحق المواطنة المزعوم من قبل الحزب الحاكم ويرحل الفقر وتختفي الأمية وتنعدم البطالة إذا أرادت ذلك هذه الحكومة .
أوفد الأستاذ احمد جبيلى رئيس حزب الشعب الديمقراطى رئيس مجلس أداره وتحرير جريده شعب مصر الالكترونية و ابن محافظه الفيوم ؛ الزميل مصطفى منسى مدير التحرير للتقديم واجب العزاء لأهالي اسر الشهداء الثمانية الذين لقوا حدفهم بسبب إهمال حكومة الحزب الوطني الحاكم وقد اصدر الحزب بيانا أدان فيه محافظى القاهرة والفيوم الأول لتقاعسه فى تنفيذ قرار الإزالة للعقار المنكوب وحمله مسئوليه أرواح الشهداء الثمانية والثاني لفشله الزر يع فى أداره شئون المحافظة وارتفاع نسبه البطالة والفقر وإهماله للثروة السمكية التي تعتبر هى مصدر الرزق لأهالي كحك والمنطقة المحيطة بالبحيرة وندد البيان باتجاه وزاره الداخلية فى السعي قدما لاعتقال أبناء كحك لقرابة 20عاما دون الإفراج عنهم.
أكد عبد التواب السيد على خريج كليه التربية شقيق الشهيد عيد السيد على إن شقيقه يبلغ من العمر 17 عاما وكان طالبا بالثانوية العامة وحصل على مجموع 94% وكان أمله أن يكون إعلاميا لكن القدر شاء دون ذلك فشقيقي يعمل فى صناعه الخبز فى احد الأفران البلدية بحى الدرب الأحمر بالقاهرة منذ نعومه أظافره فجميعنا نعمل ونحن فى الدراسة ونكافح من اجل الحصول على لقمه العيش؛ حتى إن سمعت الخبر المشئوم بسقوط سقف الغرفة التي كانوا يقطنون بها فقد راح شقيقي ضحية البحث عن لقمه العيش رغم المضايقات التي نتعرض لها جميعا عندما نعمل بالقاهرة خاصة بعدما وضعت أجهزه الأمن قرية كحك وأبناءها تحت المجهر وضيقت عليهم الخناق بعدما شهدت القرية أحداثا واضطرابات أمنيه منذ عام 1992 عندما اتهمت أجهزه الأمن بالفيوم أبناء قرية كحك بمقتل المرحوم المقدم احمد علاء الضابط بأمن الدولة والذي كان مكلفا بملف الجماعات الإسلامية بالفيوم فى ذلك الوقت ومنذ بدء نشاط الدكتور عمر عبد الرحمن أستاذ التفسير السابق بجامعه الأزهر والذي فصل منها بسبب أفكاره التي كانت تتعارض مع أفكار الدولة المصرية اللبرالية .
ويضيف محمد سعد احد أقارب الشهداء انه عقب مقتل الضابط احمد علاء توجهه أنظار الأمن إلى قرية كحك وبأوامر عليا صبت الدولة غضبها على اهالى القرية التي شهدت معارك دامية بعد مهاجمه الأمن لها والذي أسفر عن وقوع 22 قتيلا وأيضا مقتل شوقي الشيخ أمير جماعه الشوقيين فى ذلك الوقت والذى لقى حتفه داخل احد المساجد بقرية سنرو مسقط رأسه وسقط معه30 فرد من جماعته وعلى أثرها تولى من بعده أماره الجماعة الشيخ شعبان عطية وبدا الأمن بحمله اعتقالات موسعه لأعضاء هذه الجماعة وان أبناء قرية كحك لا ينتمون لهذه الجماعة من قريب ولا من بعيد وأنهم مسلمون كبقية المسلمين فلنا أخوه وأولياء أمور وأقارب اقتضت بهم السجون والمعتقلات منذ عام1992دون اى ذنب اقترفوه.
ويقول سيد أيوب ابن خال الشهيد عيد أننا فى القاهرة نواجهه صعوبات بالغه فى الحصول على فرصه العمل فانا ضعيف البصر ولم يتقبلني احد من أصحاب الورش أو المصانع كعامل والتحقت بالعمل فى نفس الفرن البلدي الذى كان يعمل فيه الشهداء الثمانية فقد نجاني القدر لان الواقعة حدثت وأنا فى الفيوم ومن بين هذه المضايقات قيام ضابط بقسم شرطه عابدين بتلفيق تهمه حيازة سلاح ابيض للشهيد عبد الله السيد عوض الله لا لشئ ولكن لكونه من قرية كحك التي لا تزال فى وجهه نظر الآخرين قرية إرهابيه رغم إنها غير ذلك تماما . والقرية تعانى من نقص فى الخدمات على سبيل المثال غلق مركز شباب القرية وان القرية حصلت مؤخرا على اسم القرية الأولى بين قرى مركز يوسف الصديق ( القرية النموذجية ) فهى اسم ليس على مسمى .
ويؤكد سعيد محمد كامل والد الشهيد عبد الرحمن الذى يبلغ من العمر 18 عاما وهو حاصل على دبلوم تجاره وكان يعمل مع زملائه فى نفس الفرن ويقيم فى نفس الغرفة .
أنا لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل فى حكومة الحزب الوطني الحاكم وتقاعس محافظ القاهرة فى تنفيذ قرار الازاله الصادر منذ أكثر من 10 سنوات والشهداء لم يعلموا بوجود مثل هذا القرار وكانت هذه هى النهاية
أبنى كان يساعدني فى مصاريف البيت لاننى رجل مسن لا استطيع العمل كما انه لا يوجد عمل من الأصل بعد خلو البحيرة من الأسماك وعدم وجود مياه رى لزراعه الأراضي التي كنت اعمل أجيرا لدى احد أصحابها .
ويقول السيد عوض الله والد الشهيد عبد الله وعمره 20 عاما الذى خرج هو وابن عمه عمار البالغ من العمر 20 عاما للعمل فى القاهرة لدى احد أبناء القرية الذى استأجر فرن للخبز البلدي من صاحبه وجلب معه العمال من أبناء القرية وكان ابنا وابن آخى من بينهم وقد استأجر لهم غرفه بالمنزل المنكوب الذى راح ضحيته 8 من أبناء شباب القرية أقول( عوضي على الله )
أبنى كان يساعدني فى لقمه العيش وأنا رجلا مريض لا استطيع الكسب وترك لي إخوته وعددهم 8 منهم 6بنات من بينهم بنت مخطوبه كان متكفلا أمام أهل عريسها بتجهيزها ولكن أبنى راح ضحية إهمال الحكومة .
أما السيدة سعديه محمد السيد والده الشهيد عيد سيد على فلم تستطيع أن تتحدث معنا لهول الكارثة والفجيعة التي أصابتها وفقدانها فلذة كبدها الذى يساعدها فى جلب الرزق بعد إن تحولت القرية إلى جحيم وهجرها الناس للسعي على لقمه العيش .
ويقول رشاد عوض الله والد الشهيد عمار الطالب بكلية الآداب جامعه الفيوم أن ابني مثله مثل أبناء القرية خرج للعمل منذ إن كان عمره 8 سنوات وهو يعمل لمساعده نفسه للإنفاق على الدراسة حتى لا يتسرب من التعليم وقد كبر والتحق بكلية الآداب وبدا يتحمل مسئولية الإنفاق على الأسرة خاصة أننى كنت اعمل أجير لدى احد الملاك الذى طردني بعد أزمة مياه الرى وعدم وصولها إلى قرية كحك فهى فى النهايات وجفت الأرض وترك الناس القرية ويقدر عددهم ما بين 1000و1500 للعمل فى القاهرة كعمال فى المخابز وعمال تراحيل ولا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل
وتقول أحدى سيدات القرية أن النساء يرتدين النقاب بنسبه 90% وهى السمة ألغالبه على نساء القرية فهن بطبيعتهن متدينات وبسطاء وليس لهن علاقة باى انتماءات لاى جماعه إسلاميه ولكن الفكرة عن قرية كحك لدى البعض إنها قرية إرهابيه متشددة فى اتجاهاتها الدينية نظرا لان القرية مصنفه لدى وزاره الداخلية بأنها قرية متطرفة إرهابيه ومعقل للإرهاب والإرهابيين وهم من هذا كله براءة كبراءه الذئب من دم ابن يعقوب وان القرية لا يوجد بها ارهابى أو متطرف واحد لكن الخزي والعار لحق بهذه الحكومة والحكومات السابقة المصرية على مدار 20 عاما تترك المرأة المعيلة تواجهه وتسارع الفقر والجوع حتى افترس الجهل والمرض أفراد أسرتها وما كان إمامها إلا أن تسعى لجلب الرزق لإطعام أطفالها الصغار أما لتغيب الزوج فى السجون أو لكبر سنه وعدم استطاعته العمل ولم تجد المرأة المعيلة سوى بيع القليل من الحلوى وقدر الفول المدمس لتحقق عائد ما بين 5 إلى 8 جنيه يوميا .
هذه المأساة تعيشها قرية كحك قبلى لقرابة 20 عاما منذ الأحداث الأمنية حتى مجيء اللواء محمد مجدي قبيصى محافظا للفيوم الذى اخذ على عاتقه حل ولو جزء من مشاكل هذه القرية فقد استطاع خلال فتره وجيزة أن يجعل من قرية كحك قرية نموذجيه وجلب الأموال والمشروعات إليها لكن قرار نقله محافظا للبحر الأحمر نسف هذا الحلم رغم انه كان يعمل بإمكانيات متواضعة إلا انه كان دائم السعى لتغيير ما يسمى بالتاريخ الأسود لقرية كحك وأعاده وضعها على خريطة الاستثمارات وإتاحة فرص العمل أمام الشباب لتعويضهم عما لحق بهم من ذل وهوان والسعى لدى القيادة السياسية لفتح ملفات المعتقلين من أبناء كحك وإعادة النظر فيه مره أخرى بمعرفه وزير الداخلية حبيب العادلى والإفراج عن من يستحق الإفراج عنه ووعد قبيصى فى أكثر من مناسبة ومحفل هذا السعى المشكور عليه وتكفل المحافظة ورجال الأعمال بتوفير أكشاك لبيع السلع والمساهمة بمد هذه الأسر بالجاموس والأبقار والمواشي وأعاده هيكلة المشروعات الخدمية بالقرية التي حرمت منها سنين طويلة وانه حان الوقت لتصحيح هذه الأفكار خاصة أن الأحداث السابقة مر عليها قرابة إل 20 عاما مع وجود نشئ جديد أوشك إن يكون عمره 20 عاما جيل مثقف وواعي لكن بنقل اللواء قبيصى محافظا للبحر الأحمر ضاع هذا الحلم أمام أبناء كحك ورغم أهميه هذه الخطوة من وجهه نظر رجل عسكري من الطراز الأول أهميه هذا الأمر إلا أن الدكتور جلال سعيد المحافظ الحالى لم يكن على هذا القدر من ثقافة وحنكة رجل عسكرى يدرك خطورة استمرار كحك إذا مابقت على هذا الحال و لم تتغير فكرته جلال سعيد عن اهالى كحك والزى فشل فى مواصلة ما انتهى إليه سلفه اللواء مجدى قبيصى وترك القرية تغرق فى همومها ومشاكلها وتفرغ لأناره المياه للأسماك ببحر يوسف وترك كحك حالكة الظلام وتفرغ أيضا لإنشاء ما يسمى بالممشى السياحى الذى انفق عليه ملايين الجنيهات لإعمال لا تجلب جنيه واحد للمحافظة كان أولى بها قرية مثل كحك لأقامه مشروعات تنموية لأهالي قرية كحك فمن يحاسب محافظ الفيوم على مشروعاته الفاشلة هل صديقه احمد نظيف افشل رئيس وزراء تولى شئون مصر أم حكومة الحزب الوطني التي اغتاله السلطة وحكم البلاد بقانون الطوارئ طوال فتره حكم الرئيس مبارك لمصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآلاف بقرية كحك بحري بالفيوم يشيعون ضحايا منزل القاهرة المنهار
عبد الرحمن مسعد..أحد ضحايا إنهيار العقار
شيع الآلاف من أهالي قرية كحك بحري بالفيوم جثامين 7 من شباب القرية الذين راحوا ضحية منزل الدرب الأحمر بالقاهرة وهم «عيد السيد علي» ـ 18 سنة ـ طالب بالصف الثالث الثانوي، و«سعد السيد كامل رمضان» ـ 22 سنة، وابن عمه «عبد الرحمن سعد محمد كامل» ـ 18 سنة ـ طالب بالصف الثاني الثانوي التجاري، و«هشام محمد حسانين علي» ـ 22 سنة ـ فران، و«عبد الله السيد عوض الله» ـ 20 سنة ـ عامل، وابن عمه «عمار رشاد عوض الله» ـ طالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة الفيوم قسم التاريخ ـ و«تامر محمد عوض» من قرية المقراني ـ 33 سنة ـ متزوج ولديه 3 بنات، وقد وصلت جثامين الضحايا إلي القرية مع صلاة العشاء مساء أمس الأول ـ الأربعاء ـ في 4 سيارات إسعاف من القاهرة في ظل غياب قيادات المحافظة الشعبية أو التنفيذية أو الأمنية ووسط حالة من الذهول قام أهالي القرية بدفن جثامين الشباب الذين لم تتجاوز أعمار بعضهم 16 عاما، كانوا جميعا يعملون في مخبز بمنطقة الدرب الأحمر يستأجره أحمد عيد البلة ـ أحد أبناء قرية كحك ـ وجميع العاملين به من أبناء القرية.
وقد التقت «الدستور» أهالي وأسر الضحايا وعاشت ليلة كاملة مع أهالي القرية الذين لم يفيقوا بعد من هول الصدمة، وفي منزل الضحية «عيد السيد علي» ـ 18 سنة ـ أكدت والدته «سعدية محمد السيد» أن ابنها طالب بالصف الثاني الثانوي، وكان من المقرر أن يعود إلي القرية يومها لمعرفة نتيجته ودرجات الثانوية بعد نجاحه وتفوقه إلا أنه لم يعد، ووسط حالة من البكاء ظلت الأم الثكلي تدعو لابنها وتذكر أنه كان يساعدها ويساعد إخوته في مصاريف البيت. وأشار شقيقه الأكبر وليد إلي أن شقيقه عيد كان حافظا لكتاب الله وكان متفوقا وكانت أمنيته أن يلتحق بكلية التجارة لتميزه في الرياضيات والحاسب الآلي، وأوضح أن شقيقه اعتاد منذ أن كان في الصف الثاني الإعدادي السفر للعمل في القاهرة ومساعدة أسرته في حين شن هجوما حادا علي المعاملة القاسية التي تعرضوا لها في مستشفي المنيرة والمتاعب التي واجهتهم لحين استلام جثث ذويهم، مشيرا: إننا انتظرنا أكثر من 12 ساعة لإنهاء إجراءات استلام الجثث وتعرضنا للمتاجرة بنا من جانب الموظفين بالمستشفي والذين لم يقوموا بأي إجراء إلا بعد دفع المقابل المادي لهم وتحملنا 300 جنيه عن كل جثة مقابل نقلها من القاهرة في سيارة الإسعاف ولم نجد أي مسئول من محافظة القاهرة لتيسير الإجراءات أو حتي المعاونة في نقلهم من المستشفي إلي محافظة الفيوم، ووسط بكاء حاد قال: لقد اتصل بي قبل وفاته بساعات ليطمئن علي والدته ونتيجة الثانوية العامة.
وقد فجر سيد أيوب محمد حسين ـ أحد عمال المخبز والذي نجا من الحادث، مفاجأة أنه كان معهم وغادر المنزل ليلة سقوطه وأن هذا المنزل استأجرناه بـ200 جنيه في الشهر ويقيم به 16 فردا من العاملين بالمخبز ويصل عدد المقيمين فيه أحيانا إلي 40 فردا، وإنه متهالك ولا يوجد به سوي حجرة كبيرة وبلا دورة مياه، وإنه كان من طابقين وبعد صدور قرار الإزالة له تمت إزالة الطابق العلوي والإبقاء علي الطابق الأرضي، وأنهم استأجروا المنزل منذ شهر أكتوبر الماضي وكانوا يعيشون فيه بالرغم من انتشار الهوام فيه ولكن رخص إيجاره هو السبب في الصبر عليه.
أما والد الضحية عبد الرحمن سعد محمد كامل؛ فأكد أن ابنه يعمل في الأجازة الصيفية بالمخبز وهو طالب بالصف الثاني الثانوي التجاري وأنه مرض بكهرباء زيادة في المخ قبل سفره بأيام، وطلبت منه عدم السفر للعمل إلا أنه قام بالسفر للقاهرة لمساعدتي. خاصة أنه المسئول عن الإنفاق علي أشقائه وأنا مريض منذ 30 عاما بشلل رباعي، وظروف المعيشة تتطلب من أولادي مساعدتي.. ويؤكد الوالد المكلوم أنه قبل وفاة ابنه بيوم واحد أحس بمرارة في حلقه وانقباض في صدره حتي سمع بالخبر المشئوم.
وشن أحمد تحيف حسن ـ عم الضحية سعد السيد كامل ـ هجوما حادا علي المسئولين في البلد محملهم مسئولية قتل هؤلاء الشباب الذين يهاجرون ويتركون بيوتهم بالرغم من صغر سنهم بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب الرزق بسبب انهيار الثروة السمكية في بحيرتي قارون والريان، واضطر لترك مدرسته والعمل لمساعدة والده الذي يعمل سائقا خاصا في السعودية براتب 700 ريال ولا يعلم حتي الآن بوفاة ابنه الأكبر، فبالرغم من اتصاله المتكرر بنا فإننا لم نستطع إخباره بالوفاة، وأشار عمه الثاني رحيل السيد كامل ـ إمام مسجد ـ إلي أن الدولة تخلت عن أبنائها تماما وتركتهم للضياع فأين رئيس الحي الذي ترك منزلا منهارا طوال هذه الفترة وأين محافظ القاهرة؟.. هؤلاء يجب أن يحاكموا.. وأين دور الدولة، فأكثر من 75% من شباب قرية كحك مهاجرون للعمل خارج القرية والتي لا توجد فيها سوي النساء وكبار السن من الرجال نظرا للفقر الشديد الذي تعانيه القرية والتي يعمل أغلب سكانها إما بصيد الأسماك، وقد انهارت هذه المهنة بسبب انهيار بحيرات الفيوم، أو بالأفران كعمال لمساعدة أهاليهم حتي إن غالبية أبناء القرية يتركون التعليم للعمل ومساعدة أسرهم بسبب شدة الفقر.
وفي منزل رشاد عوض الله رزق ـ والد الضحية عمار وعم الضحية عبد الله ـ دخل الرجل في نوبة من البكاء الهستيري وأكد أن ابنه انتهي منذ يومين فقط من امتحاناته في الفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة الفيوم بقسم التاريخ وكان في سبيل إنهاء إجراءات تحويله إلي كلية الآداب جامعة حلوان للالتحاق بقسم الصحافة.. ويتحسر الأب علي ابنه الأكبر الذي احتسبه عند الله ولم تستطع والدته «عواطف مصطفي رزق» الحديث من شدة البكاء لكنها ظلت تدعو لابنها ولم يفتر لسانها عن الدعاء له.
أما السيد عوض الله رزق ـ والد الضحية عبد الرحمن ـ فأشار إلي أن ابنه اشتري شبكته منذ أيام وكانت خطبته قبل شهر رمضان وأنه أكبر أبنائي الذي ينفق علي الأسرة خاصة أنني مريض بالسكر، وأكد أن ابنه حاصل علي دبلوم تجارة منذ عامين وهو يعمل مع أبناء القرية في الفرن بينما لم تستطع والدته «نجاة علي جودة» الحديث من سوء حالتها الصحية والنفسية.
وقد قام الدكتور جلال مصطفي سعيد ـ محافظ الفيوم ـ بزيارة أهالي الضحايا وتقديم واجب العزاء لهم كما قرر صرف إعانة عاجلة 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي تصرف فور انتهاء إجراءات شهادات الوفاة، كما أكد في اتصال هاتفي مع «الدستور» أنه لم يكن يعلم بأن الحادث به أبناء الفيوم حتي يقوم بمساعدتهم في إنهاء إجراءات الدفن وإرسال سيارات إسعاف لنقل الضحايا وقدم تعازيه لأهاليهم.
كتب / مصطفى منسى ووفاء سعيد :
أبت حكومة الحزب الوطني الحاكم فى مصر يوما ما إن يكون لها نقطه بيضاء فى سجلها الأسود ومما لاشك فيه أن وراء كل حادثه أو كارثة أو مصيبة تحل بالبلاد أو العباد إلا وكان ورائها هذه الحكومة ؛ بعد إن أصبح الفساد هو القاعدة وما دون ذلك هو الاستثناء .
امتد الفساد من الذمم الخربة إلى قتل الأبرياء من اجل سرعه الكسب الحرام وإقامته مبانى مخالفه تنهار على رؤؤس سكانها رغم توصيل كافه المرافق لها بالرشوة والمحسوبية وبعدها صدور قرارات بالا ذاله دون التنفيذ والتي كانت السبب في أن يلقى 8 من الشباب حدفهم تحت انقاد غرفه تحولت إلى كومه من التراب فى حى الدرب الأحمر وسط مدينه القاهرة فجر يوم الأربعاء الماضى الموافق 14 يوليو الجارى 2010 عندما استيقظ مواطنى الدرب الأحمر على صوت ارتطام وهزه ثقيلة هرع الأهالي على أثرها ليجدوا حجره العمال قد تحولت اى كومه من التراب وسط سماع استغاثات وأصوات تنبعث من تحت الاتقاد أسرع المواطنين فى الاتصال ل بشرطه النجدة التي أخطرت شرطه الإنقاذ والدفاع المدنى فى محاوله من الاهالى لاستخراج المصابين وانتشال الجثث بعد تأخر سيارات الحماية المدنية ولصعوبة وصولها لمكان الحادث لضيق الحارة التى تأوي المنكوبين الذى راح ضحيته 8 من الشباب وأصابه 4 تم نقلهم إلى مستشفى احمد ماهر لفظ احدهم أنفاسه عقب وصوله للمستشفى وجميعهم من قرية كحك قبلي بمحافظه
الفيوم الذين كانوا يعملون فى فرن بلدي بهذه المنطقة المنكوبة ويقطنون هذه الغرفة المشئومة .
تطايرت الأخبار إلى أهالي الضحايا والمصابين .
فزع أهالى كحك
استيقظ اهالى القرية على حاله من الفزع والصراخ وحاله من الذهول من شده هول الكارثة خاصة وان الضحايا أعمارهم تتراوح مابين 17 إلى 22 عاما؛ هرع اهالى كحك إلى القاهرة وتم نقل جثث الضحايا وشيعت كل أسره شهيدها إلى مثواه الأخير حيث تم دفنهم فى مقابر القرية مساء الأربعاء الماضي بعد إن خرجت القرية عن بكره أبيها فى مواكب جنائزيه تشاب لها الولدان شيبا.
مقاطعه سرادق المحافظ وتقبل العزاء
وقرر الدكتور جلال سعيد محافظ الفيوم الذى لم يكن يعلم بالحادث ألا بالصدفة مما يؤكد إن مجلس الوزراء لم يكن قد استيقظ بعد . قرر المحافظ صرف 10 الآلف جنيه لكل شهيد وأقامه سرادق عزاء جماعي كبير لتلقى اسر الشهداء فيه العزاء؛ لكن الاهالى قاطعوا سرادق الحكومة وتلقوا عزاء ذويهم أمام منازلهم ولم يكن متواجدا بالسرادق لتقبل عزاء المحافظ سوى عدد قليل من أبناء القرية على أنهم أقارب الشهداء بعد إن احتشد السرادق بالعديد من القيادات التنفيذية والشعبية الذين كانوا فى استقبال المحافظ ؛ وبعد مغادره المحافظ ظل السرادق خاويا من تقبل العزاء.
الفقر.. الإرهاب.. الأمية.. البطالة
تقع قرية كحك بحرى على ساحل بحيرة قارون فى الجنوب الغربي من مدينه الفيوم والتي تبعد بحوالي 35 كم وهى أحدى قرى مركز يوسف الصديق بعد انفصالها عن مركز ابشواى ويبلغ عدد سكانها 50الف نسمه وتقع فى حوزتها ما يقرب من 10 عزب ويعتمد نسبه 80 % على مهنه الصيد فى بحيرة قارون وان نسبه إل 20% الباقية تعمل بالزراعة فى مساحات صغيره ما بين 6 إلى 12 قيراط إلى فدانين ثم انخفض أنتاج البحيرة إلى 100 ك من الإنتاج السمكي فى اليوم الواحد خلاف فترات الغلق التي تمنع الصيد بالبحيرة لده 4شهور فى العام .
وأصبح اسم قرية كحك غير مرغوب فيه من قبل الجهات الأمنية بالرغم من مرور ما يقرب من 20 عاما على أحداث قرية كحك الشهيرة التي نسجت منها أجهزه الأمن خيوطا لا ينطوى نهايتها بعد؛ فبمجرد ذكر اسم قرية كحك تزداد الحساسية فى التعامل مع هذه الجهات ناهيك عن تلفيق القضايا لمواطنين أبرياء وكان أخر هؤلاء الضحايا هو الشهيد عبد الله السيد عوض الله الذى لفق له احد ضباط قسم شرطه عابدين تهمه حيازة سلاح ابيض .
كانت هذه هى أهم الأسباب لعوامل عديدة حلت بنكباتها على اهالى القرية خاصة بعد حملات الاعتقالات عقب أحداث كحك الشهيرة التي نالت أكثر من 800 مواطن لا يزالون فى السجون والمعتقلات وتواجه أسرهم الفقر والأمراض والتسرب من التعليم لقلة ذات اليد التي أغلتها حكومة الحزب الوطني الحاكم فى مصر وبفضلها تحولت بحيرة قارون إلى بحيرة لمياه راكدة من مخلفات الصرف الصحي والزراعي المحملة بالمبيدات المتسرطنة التي قتلت اسماك هذه البحيرة التي تزيد مساحتها على 55 آلف كيلو متر مربع فضلا عن استمرار وضع يد وزاره الزراعة عليها وتبعيتها لها واستمرارا لهذا الفساد ترفض وزاره الزراعة ألحاق هذه البحيرة والبحيرات الأخرى لوزارة الري والموارد المائية ومعهد علوم البحار والمصايد التي يمكن لهذه الجهة إنقاذها وأعاده الحياة لها مره ثانيه ؛ حتى يعود أنتاجها السمكي المختلف والذي يحظى بشهره عالميه كبيره ويعود إليها أبناء هذه القرى الذين يعملون بالصيد مره أخرى ويعود الرزق لأهله وتنتعش هذه الأسر الفقيرة لتعاود نشاطها فى الحياة طبقا لحق المواطنة المزعوم من قبل الحزب الحاكم ويرحل الفقر وتختفي الأمية وتنعدم البطالة إذا أرادت ذلك هذه الحكومة .
شعب مصر تقدم العزاء لأسر الشهداء
أوفد الأستاذ احمد جبيلى رئيس حزب الشعب الديمقراطى رئيس مجلس أداره وتحرير جريده شعب مصر الالكترونية و ابن محافظه الفيوم ؛ الزميل مصطفى منسى مدير التحرير للتقديم واجب العزاء لأهالي اسر الشهداء الثمانية الذين لقوا حدفهم بسبب إهمال حكومة الحزب الوطني الحاكم وقد اصدر الحزب بيانا أدان فيه محافظى القاهرة والفيوم الأول لتقاعسه فى تنفيذ قرار الإزالة للعقار المنكوب وحمله مسئوليه أرواح الشهداء الثمانية والثاني لفشله الزر يع فى أداره شئون المحافظة وارتفاع نسبه البطالة والفقر وإهماله للثروة السمكية التي تعتبر هى مصدر الرزق لأهالي كحك والمنطقة المحيطة بالبحيرة وندد البيان باتجاه وزاره الداخلية فى السعي قدما لاعتقال أبناء كحك لقرابة 20عاما دون الإفراج عنهم.
كحك تحت مجهر وزاره الداخلية
أكد عبد التواب السيد على خريج كليه التربية شقيق الشهيد عيد السيد على إن شقيقه يبلغ من العمر 17 عاما وكان طالبا بالثانوية العامة وحصل على مجموع 94% وكان أمله أن يكون إعلاميا لكن القدر شاء دون ذلك فشقيقي يعمل فى صناعه الخبز فى احد الأفران البلدية بحى الدرب الأحمر بالقاهرة منذ نعومه أظافره فجميعنا نعمل ونحن فى الدراسة ونكافح من اجل الحصول على لقمه العيش؛ حتى إن سمعت الخبر المشئوم بسقوط سقف الغرفة التي كانوا يقطنون بها فقد راح شقيقي ضحية البحث عن لقمه العيش رغم المضايقات التي نتعرض لها جميعا عندما نعمل بالقاهرة خاصة بعدما وضعت أجهزه الأمن قرية كحك وأبناءها تحت المجهر وضيقت عليهم الخناق بعدما شهدت القرية أحداثا واضطرابات أمنيه منذ عام 1992 عندما اتهمت أجهزه الأمن بالفيوم أبناء قرية كحك بمقتل المرحوم المقدم احمد علاء الضابط بأمن الدولة والذي كان مكلفا بملف الجماعات الإسلامية بالفيوم فى ذلك الوقت ومنذ بدء نشاط الدكتور عمر عبد الرحمن أستاذ التفسير السابق بجامعه الأزهر والذي فصل منها بسبب أفكاره التي كانت تتعارض مع أفكار الدولة المصرية اللبرالية .
ويضيف محمد سعد احد أقارب الشهداء انه عقب مقتل الضابط احمد علاء توجهه أنظار الأمن إلى قرية كحك وبأوامر عليا صبت الدولة غضبها على اهالى القرية التي شهدت معارك دامية بعد مهاجمه الأمن لها والذي أسفر عن وقوع 22 قتيلا وأيضا مقتل شوقي الشيخ أمير جماعه الشوقيين فى ذلك الوقت والذى لقى حتفه داخل احد المساجد بقرية سنرو مسقط رأسه وسقط معه30 فرد من جماعته وعلى أثرها تولى من بعده أماره الجماعة الشيخ شعبان عطية وبدا الأمن بحمله اعتقالات موسعه لأعضاء هذه الجماعة وان أبناء قرية كحك لا ينتمون لهذه الجماعة من قريب ولا من بعيد وأنهم مسلمون كبقية المسلمين فلنا أخوه وأولياء أمور وأقارب اقتضت بهم السجون والمعتقلات منذ عام1992دون اى ذنب اقترفوه.
ويقول سيد أيوب ابن خال الشهيد عيد أننا فى القاهرة نواجهه صعوبات بالغه فى الحصول على فرصه العمل فانا ضعيف البصر ولم يتقبلني احد من أصحاب الورش أو المصانع كعامل والتحقت بالعمل فى نفس الفرن البلدي الذى كان يعمل فيه الشهداء الثمانية فقد نجاني القدر لان الواقعة حدثت وأنا فى الفيوم ومن بين هذه المضايقات قيام ضابط بقسم شرطه عابدين بتلفيق تهمه حيازة سلاح ابيض للشهيد عبد الله السيد عوض الله لا لشئ ولكن لكونه من قرية كحك التي لا تزال فى وجهه نظر الآخرين قرية إرهابيه رغم إنها غير ذلك تماما . والقرية تعانى من نقص فى الخدمات على سبيل المثال غلق مركز شباب القرية وان القرية حصلت مؤخرا على اسم القرية الأولى بين قرى مركز يوسف الصديق ( القرية النموذجية ) فهى اسم ليس على مسمى .
ويؤكد سعيد محمد كامل والد الشهيد عبد الرحمن الذى يبلغ من العمر 18 عاما وهو حاصل على دبلوم تجاره وكان يعمل مع زملائه فى نفس الفرن ويقيم فى نفس الغرفة .
أنا لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل فى حكومة الحزب الوطني الحاكم وتقاعس محافظ القاهرة فى تنفيذ قرار الازاله الصادر منذ أكثر من 10 سنوات والشهداء لم يعلموا بوجود مثل هذا القرار وكانت هذه هى النهاية
أبنى كان يساعدني فى مصاريف البيت لاننى رجل مسن لا استطيع العمل كما انه لا يوجد عمل من الأصل بعد خلو البحيرة من الأسماك وعدم وجود مياه رى لزراعه الأراضي التي كنت اعمل أجيرا لدى احد أصحابها .
ويقول السيد عوض الله والد الشهيد عبد الله وعمره 20 عاما الذى خرج هو وابن عمه عمار البالغ من العمر 20 عاما للعمل فى القاهرة لدى احد أبناء القرية الذى استأجر فرن للخبز البلدي من صاحبه وجلب معه العمال من أبناء القرية وكان ابنا وابن آخى من بينهم وقد استأجر لهم غرفه بالمنزل المنكوب الذى راح ضحيته 8 من أبناء شباب القرية أقول( عوضي على الله )
أبنى كان يساعدني فى لقمه العيش وأنا رجلا مريض لا استطيع الكسب وترك لي إخوته وعددهم 8 منهم 6بنات من بينهم بنت مخطوبه كان متكفلا أمام أهل عريسها بتجهيزها ولكن أبنى راح ضحية إهمال الحكومة .
أما السيدة سعديه محمد السيد والده الشهيد عيد سيد على فلم تستطيع أن تتحدث معنا لهول الكارثة والفجيعة التي أصابتها وفقدانها فلذة كبدها الذى يساعدها فى جلب الرزق بعد إن تحولت القرية إلى جحيم وهجرها الناس للسعي على لقمه العيش .
ويقول رشاد عوض الله والد الشهيد عمار الطالب بكلية الآداب جامعه الفيوم أن ابني مثله مثل أبناء القرية خرج للعمل منذ إن كان عمره 8 سنوات وهو يعمل لمساعده نفسه للإنفاق على الدراسة حتى لا يتسرب من التعليم وقد كبر والتحق بكلية الآداب وبدا يتحمل مسئولية الإنفاق على الأسرة خاصة أننى كنت اعمل أجير لدى احد الملاك الذى طردني بعد أزمة مياه الرى وعدم وصولها إلى قرية كحك فهى فى النهايات وجفت الأرض وترك الناس القرية ويقدر عددهم ما بين 1000و1500 للعمل فى القاهرة كعمال فى المخابز وعمال تراحيل ولا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل
ظاهره النقاب
وتقول أحدى سيدات القرية أن النساء يرتدين النقاب بنسبه 90% وهى السمة ألغالبه على نساء القرية فهن بطبيعتهن متدينات وبسطاء وليس لهن علاقة باى انتماءات لاى جماعه إسلاميه ولكن الفكرة عن قرية كحك لدى البعض إنها قرية إرهابيه متشددة فى اتجاهاتها الدينية نظرا لان القرية مصنفه لدى وزاره الداخلية بأنها قرية متطرفة إرهابيه ومعقل للإرهاب والإرهابيين وهم من هذا كله براءة كبراءه الذئب من دم ابن يعقوب وان القرية لا يوجد بها ارهابى أو متطرف واحد لكن الخزي والعار لحق بهذه الحكومة والحكومات السابقة المصرية على مدار 20 عاما تترك المرأة المعيلة تواجهه وتسارع الفقر والجوع حتى افترس الجهل والمرض أفراد أسرتها وما كان إمامها إلا أن تسعى لجلب الرزق لإطعام أطفالها الصغار أما لتغيب الزوج فى السجون أو لكبر سنه وعدم استطاعته العمل ولم تجد المرأة المعيلة سوى بيع القليل من الحلوى وقدر الفول المدمس لتحقق عائد ما بين 5 إلى 8 جنيه يوميا .
نجح قبيصى وفشل سعيد
هذه المأساة تعيشها قرية كحك قبلى لقرابة 20 عاما منذ الأحداث الأمنية حتى مجيء اللواء محمد مجدي قبيصى محافظا للفيوم الذى اخذ على عاتقه حل ولو جزء من مشاكل هذه القرية فقد استطاع خلال فتره وجيزة أن يجعل من قرية كحك قرية نموذجيه وجلب الأموال والمشروعات إليها لكن قرار نقله محافظا للبحر الأحمر نسف هذا الحلم رغم انه كان يعمل بإمكانيات متواضعة إلا انه كان دائم السعى لتغيير ما يسمى بالتاريخ الأسود لقرية كحك وأعاده وضعها على خريطة الاستثمارات وإتاحة فرص العمل أمام الشباب لتعويضهم عما لحق بهم من ذل وهوان والسعى لدى القيادة السياسية لفتح ملفات المعتقلين من أبناء كحك وإعادة النظر فيه مره أخرى بمعرفه وزير الداخلية حبيب العادلى والإفراج عن من يستحق الإفراج عنه ووعد قبيصى فى أكثر من مناسبة ومحفل هذا السعى المشكور عليه وتكفل المحافظة ورجال الأعمال بتوفير أكشاك لبيع السلع والمساهمة بمد هذه الأسر بالجاموس والأبقار والمواشي وأعاده هيكلة المشروعات الخدمية بالقرية التي حرمت منها سنين طويلة وانه حان الوقت لتصحيح هذه الأفكار خاصة أن الأحداث السابقة مر عليها قرابة إل 20 عاما مع وجود نشئ جديد أوشك إن يكون عمره 20 عاما جيل مثقف وواعي لكن بنقل اللواء قبيصى محافظا للبحر الأحمر ضاع هذا الحلم أمام أبناء كحك ورغم أهميه هذه الخطوة من وجهه نظر رجل عسكري من الطراز الأول أهميه هذا الأمر إلا أن الدكتور جلال سعيد المحافظ الحالى لم يكن على هذا القدر من ثقافة وحنكة رجل عسكرى يدرك خطورة استمرار كحك إذا مابقت على هذا الحال و لم تتغير فكرته جلال سعيد عن اهالى كحك والزى فشل فى مواصلة ما انتهى إليه سلفه اللواء مجدى قبيصى وترك القرية تغرق فى همومها ومشاكلها وتفرغ لأناره المياه للأسماك ببحر يوسف وترك كحك حالكة الظلام وتفرغ أيضا لإنشاء ما يسمى بالممشى السياحى الذى انفق عليه ملايين الجنيهات لإعمال لا تجلب جنيه واحد للمحافظة كان أولى بها قرية مثل كحك لأقامه مشروعات تنموية لأهالي قرية كحك فمن يحاسب محافظ الفيوم على مشروعاته الفاشلة هل صديقه احمد نظيف افشل رئيس وزراء تولى شئون مصر أم حكومة الحزب الوطني التي اغتاله السلطة وحكم البلاد بقانون الطوارئ طوال فتره حكم الرئيس مبارك لمصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآلاف بقرية كحك بحري بالفيوم يشيعون ضحايا منزل القاهرة المنهار
عبد الرحمن مسعد..أحد ضحايا إنهيار العقار
شيع الآلاف من أهالي قرية كحك بحري بالفيوم جثامين 7 من شباب القرية الذين راحوا ضحية منزل الدرب الأحمر بالقاهرة وهم «عيد السيد علي» ـ 18 سنة ـ طالب بالصف الثالث الثانوي، و«سعد السيد كامل رمضان» ـ 22 سنة، وابن عمه «عبد الرحمن سعد محمد كامل» ـ 18 سنة ـ طالب بالصف الثاني الثانوي التجاري، و«هشام محمد حسانين علي» ـ 22 سنة ـ فران، و«عبد الله السيد عوض الله» ـ 20 سنة ـ عامل، وابن عمه «عمار رشاد عوض الله» ـ طالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة الفيوم قسم التاريخ ـ و«تامر محمد عوض» من قرية المقراني ـ 33 سنة ـ متزوج ولديه 3 بنات، وقد وصلت جثامين الضحايا إلي القرية مع صلاة العشاء مساء أمس الأول ـ الأربعاء ـ في 4 سيارات إسعاف من القاهرة في ظل غياب قيادات المحافظة الشعبية أو التنفيذية أو الأمنية ووسط حالة من الذهول قام أهالي القرية بدفن جثامين الشباب الذين لم تتجاوز أعمار بعضهم 16 عاما، كانوا جميعا يعملون في مخبز بمنطقة الدرب الأحمر يستأجره أحمد عيد البلة ـ أحد أبناء قرية كحك ـ وجميع العاملين به من أبناء القرية.
وقد التقت «الدستور» أهالي وأسر الضحايا وعاشت ليلة كاملة مع أهالي القرية الذين لم يفيقوا بعد من هول الصدمة، وفي منزل الضحية «عيد السيد علي» ـ 18 سنة ـ أكدت والدته «سعدية محمد السيد» أن ابنها طالب بالصف الثاني الثانوي، وكان من المقرر أن يعود إلي القرية يومها لمعرفة نتيجته ودرجات الثانوية بعد نجاحه وتفوقه إلا أنه لم يعد، ووسط حالة من البكاء ظلت الأم الثكلي تدعو لابنها وتذكر أنه كان يساعدها ويساعد إخوته في مصاريف البيت. وأشار شقيقه الأكبر وليد إلي أن شقيقه عيد كان حافظا لكتاب الله وكان متفوقا وكانت أمنيته أن يلتحق بكلية التجارة لتميزه في الرياضيات والحاسب الآلي، وأوضح أن شقيقه اعتاد منذ أن كان في الصف الثاني الإعدادي السفر للعمل في القاهرة ومساعدة أسرته في حين شن هجوما حادا علي المعاملة القاسية التي تعرضوا لها في مستشفي المنيرة والمتاعب التي واجهتهم لحين استلام جثث ذويهم، مشيرا: إننا انتظرنا أكثر من 12 ساعة لإنهاء إجراءات استلام الجثث وتعرضنا للمتاجرة بنا من جانب الموظفين بالمستشفي والذين لم يقوموا بأي إجراء إلا بعد دفع المقابل المادي لهم وتحملنا 300 جنيه عن كل جثة مقابل نقلها من القاهرة في سيارة الإسعاف ولم نجد أي مسئول من محافظة القاهرة لتيسير الإجراءات أو حتي المعاونة في نقلهم من المستشفي إلي محافظة الفيوم، ووسط بكاء حاد قال: لقد اتصل بي قبل وفاته بساعات ليطمئن علي والدته ونتيجة الثانوية العامة.
وقد فجر سيد أيوب محمد حسين ـ أحد عمال المخبز والذي نجا من الحادث، مفاجأة أنه كان معهم وغادر المنزل ليلة سقوطه وأن هذا المنزل استأجرناه بـ200 جنيه في الشهر ويقيم به 16 فردا من العاملين بالمخبز ويصل عدد المقيمين فيه أحيانا إلي 40 فردا، وإنه متهالك ولا يوجد به سوي حجرة كبيرة وبلا دورة مياه، وإنه كان من طابقين وبعد صدور قرار الإزالة له تمت إزالة الطابق العلوي والإبقاء علي الطابق الأرضي، وأنهم استأجروا المنزل منذ شهر أكتوبر الماضي وكانوا يعيشون فيه بالرغم من انتشار الهوام فيه ولكن رخص إيجاره هو السبب في الصبر عليه.
أما والد الضحية عبد الرحمن سعد محمد كامل؛ فأكد أن ابنه يعمل في الأجازة الصيفية بالمخبز وهو طالب بالصف الثاني الثانوي التجاري وأنه مرض بكهرباء زيادة في المخ قبل سفره بأيام، وطلبت منه عدم السفر للعمل إلا أنه قام بالسفر للقاهرة لمساعدتي. خاصة أنه المسئول عن الإنفاق علي أشقائه وأنا مريض منذ 30 عاما بشلل رباعي، وظروف المعيشة تتطلب من أولادي مساعدتي.. ويؤكد الوالد المكلوم أنه قبل وفاة ابنه بيوم واحد أحس بمرارة في حلقه وانقباض في صدره حتي سمع بالخبر المشئوم.
وشن أحمد تحيف حسن ـ عم الضحية سعد السيد كامل ـ هجوما حادا علي المسئولين في البلد محملهم مسئولية قتل هؤلاء الشباب الذين يهاجرون ويتركون بيوتهم بالرغم من صغر سنهم بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب الرزق بسبب انهيار الثروة السمكية في بحيرتي قارون والريان، واضطر لترك مدرسته والعمل لمساعدة والده الذي يعمل سائقا خاصا في السعودية براتب 700 ريال ولا يعلم حتي الآن بوفاة ابنه الأكبر، فبالرغم من اتصاله المتكرر بنا فإننا لم نستطع إخباره بالوفاة، وأشار عمه الثاني رحيل السيد كامل ـ إمام مسجد ـ إلي أن الدولة تخلت عن أبنائها تماما وتركتهم للضياع فأين رئيس الحي الذي ترك منزلا منهارا طوال هذه الفترة وأين محافظ القاهرة؟.. هؤلاء يجب أن يحاكموا.. وأين دور الدولة، فأكثر من 75% من شباب قرية كحك مهاجرون للعمل خارج القرية والتي لا توجد فيها سوي النساء وكبار السن من الرجال نظرا للفقر الشديد الذي تعانيه القرية والتي يعمل أغلب سكانها إما بصيد الأسماك، وقد انهارت هذه المهنة بسبب انهيار بحيرات الفيوم، أو بالأفران كعمال لمساعدة أهاليهم حتي إن غالبية أبناء القرية يتركون التعليم للعمل ومساعدة أسرهم بسبب شدة الفقر.
وفي منزل رشاد عوض الله رزق ـ والد الضحية عمار وعم الضحية عبد الله ـ دخل الرجل في نوبة من البكاء الهستيري وأكد أن ابنه انتهي منذ يومين فقط من امتحاناته في الفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة الفيوم بقسم التاريخ وكان في سبيل إنهاء إجراءات تحويله إلي كلية الآداب جامعة حلوان للالتحاق بقسم الصحافة.. ويتحسر الأب علي ابنه الأكبر الذي احتسبه عند الله ولم تستطع والدته «عواطف مصطفي رزق» الحديث من شدة البكاء لكنها ظلت تدعو لابنها ولم يفتر لسانها عن الدعاء له.
أما السيد عوض الله رزق ـ والد الضحية عبد الرحمن ـ فأشار إلي أن ابنه اشتري شبكته منذ أيام وكانت خطبته قبل شهر رمضان وأنه أكبر أبنائي الذي ينفق علي الأسرة خاصة أنني مريض بالسكر، وأكد أن ابنه حاصل علي دبلوم تجارة منذ عامين وهو يعمل مع أبناء القرية في الفرن بينما لم تستطع والدته «نجاة علي جودة» الحديث من سوء حالتها الصحية والنفسية.
وقد قام الدكتور جلال مصطفي سعيد ـ محافظ الفيوم ـ بزيارة أهالي الضحايا وتقديم واجب العزاء لهم كما قرر صرف إعانة عاجلة 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي تصرف فور انتهاء إجراءات شهادات الوفاة، كما أكد في اتصال هاتفي مع «الدستور» أنه لم يكن يعلم بأن الحادث به أبناء الفيوم حتي يقوم بمساعدتهم في إنهاء إجراءات الدفن وإرسال سيارات إسعاف لنقل الضحايا وقدم تعازيه لأهاليهم.