في
ذلك الصباح جاءتني رسالة على جوالي تقول: ( يا بخت اللي صباحو معاكي)
فالتفت
الى زميلي الذي يجلس قبالتي وابتسمت في سري، إذ أنني لم اجامله ابدا ولم اكن ارتاح
له نهائيا، وقلت في نفسي ربما هو محظوظ...
او
ربما ان هناك من يحسدني على اننا نعمل سويا، لم اكن انتبه الى الجانب الانساني في
زميلي ( رامي) ، كنت دوما احس به ثقيل الظل دمث الاخلاق، لا احب هكذا نوع من
الناس، لكني سرعان ما فكرت به كإنسان له من يحبه ويخاف عليه ويحسده يومه، ثم فكرت
في نفسي قليلا، هل انا محظوظة لأننا نعمل سويا في هذا المكتب؟؟؟؟
هل
هناك من يحسد رامي على ان صباحه معي؟؟؟
هل
هناك من يحسدني على اجتماعي برامي في هذا المكان الصغير؟؟؟
ابتسمت
وقلت له بعد تفكير طويل:
رامي....
هل سبق وقال لك احد ما ( نيال اللي حواليك فيك) أو ( يا بخت اللي صباحو معاك) او
(نيال قهوتك اللي على مكتبك فيك) أو...........أو.................
قال
بهدوء بليغ...كثيرون..!!!
وبعد
صمت طويل رأيته يسرد لي بعضا مما يعيش مع أهله ورفاقه وعائلته ..
لم
اعلم انه محبوب عند رفاقه.. خجلت من نفسي لأني لم اعطه أي اهتمام ...كنت دوما
اتلاشى أي حديث معه ، لا احبه او ربما لا ارتاح له،،......
خجلت لأني لم اعامله كباقي زملائي..
بعد وقت طويل اكاد اجزم انه قبل لحظات بسيطة من انتهاء الدوام.. قلت:
رامي..اسفة
لأني لم اعرفك حق المعرفة رغم اننا نعمل سويا منذ شهور، لكني صدقا لم أر فيك الا
الظل الثقيل..اعذرني ربما كنت بحاجة لهذه الرسالة منذ زمن بعيد..
ما
اريد قوله اعزائي ان هناك من نعيش معهم ولا نعرفهم وهناك من نحيا لأجلهم ولا
يعرفوننا.. لا تجعلو هذه الفرصة تأتيكم بعد فوات الاوان..
رامي
كان زميل ولكني اليوم اراه بصورة مختلفة أكاد اعتبره أخ عزيز وصديق صدوق؟؟!!!!!!
فهل
تأخر وقت الفهم السليم لمن حولنا.؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتمنى
ألا يطول سوء فهمنا لهم
وأتمنى
ان تصلنا رسائل الخير كل يوم لنتأمل حياتنا أكثر....
همسة
من همسات الياسمين