أعظم صورة لبر الوالدين
أخي...
إن ظننت أنك عرفت محتوى الموضوع من
عنوانه ...
... فقد أخطأت..
إن الموضوع أكبر وأهم من ذلك بكثير..
إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من
النار إن كنت فيها ولا تعلم..
وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن
تعلم..
لماذا؟؟!!
تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض
واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر
الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة
قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في
الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:
الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان،
ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة
والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية
والإيلاد..
وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن
هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:
وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا
به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو
أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر
للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا
ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:
أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا
...
إن الأمر أعظم من هذه الحجج
الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:
وقوله تعالى:
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته
أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن
جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا
معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )
لقمان 14-15يني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب
علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي
الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتع: قَدِمَتْ عليّ
أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) متفق عليه.
الموضوع خطيييييييييييير..
اسمع هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط
الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج
وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر،
ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً،
قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من
الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني
هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة،
ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن
يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة
هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان
المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه
العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن
العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه
العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.
عقوق .. عقوق .. عقوق..
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..
وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:"" كل
معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له
في الدنيا، وكما تدين تدان ""
إخواني ..
إن هذا الكلام ليس جديداً..
بل هي من المواثيق التي أخذت على
أهل الكتاب من قبلنا..
قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني
إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى
والمساكين وقولوا للناس حسناً) [البقرة: 83].
ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..
لحظة ..
مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..
الموضوع أكبر من ذلك بكثير..
أنه من أهم مداخل الآخرة..
فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله
تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت:
ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.
أسمعتم..
إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها
مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..
يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية
في كل مكان..
يا من يرى الإنتهاكات اليومية
للمسلمين..
يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار
المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..
يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف
المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..
يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا
تستطيع..
هل سمعت هذا الحديث:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل
بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك
فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
هل سمعتم..
حاج ومعتمر ومجاهد..
مهلاً..
ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه
وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟
قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].
بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث
ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة
المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟
يعني توقع منهما بعض التصرفات التي
تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في
الحقيقة .
ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم
من عندنا..
أو شيء يمكن فعله أو تركه..
كلا إخواني..
إنه واجب علينا..
نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..
ولا ننسى الأيام التي قضوها في
التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..
ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..
أما عرفت قلب الأم..... أسمع هذه القصة:
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي
عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع
الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته
وغير هيئته ...فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا
الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..
يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي
ترحمه.
ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع
العقوق بالأمهات...
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق
عضؤ هيئة كبار العلماء .
عليك بالدعاء لهما دائما
أخي..
من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي..
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
فأنا لم أعتد عليه من قبل!!
أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك
فهو الذي يعينك على كل معروف..
وإليك بعض صور البر التي أراها قد
تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا للجنة..
خاطب والديك بأدب.
أطع والديك دائما في غير معصية مهما
كان الطلب.
تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما،
ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.
حافظ على سمعة والديك وشرفهما
ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.
أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما،
كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.
أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم
قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.
لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب
أن تبين لهما الصواب.
لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما
وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.
إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل
رأسيهما وأيديهما.
ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن
مساعدة أبيك في عمله.
لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان
الأمر مهما.
لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت
نومهما وراحتهما.
لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما
في الطعام والشراب.
لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا
عملاً لا يعجبك.
لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما،
واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.
لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا
تمد رجليك في حضرتهما.
لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو
كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.
لا تبخل بالنفقة على والديك حتى
يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.
أكثر من زيارة والديك وتقديم
الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.
احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى
في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.
إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف
بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا
تزعجهما .
إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك
حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا
للجانبين سرا
إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما
وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.
إذا اختلفت مع أبويك في الزواج
والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.
دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر،
فاحذر دعائهما بالشر.
تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه
قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب
أباه ويسب أمه) متفق عليه.
زر والديك في حياتهما وبعد موتهما،
وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما
كما ربياني صغيرًا.
لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره
أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.
إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع
بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .
أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا
ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .
أظهر التودد لوالديك ... وحاول
إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .
إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع
بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن
لم يأذن لك فلا تتذمر ..
إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت ..
وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .
أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً ...
ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..
وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا
قبل الآخرة..
قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب
يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله
يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
ولا ننسى شيئاً هاماً وهو الدعاء
لهما..
فكم له من أجر..
وكم يساعدك على البر..
إني أدعوكم جميعاً إخوتي في الله ألا تخرجوا من هذا الموضوع إلا وقد عاهدتم
الله أنه من كان بينه وبين والديه شنآن
أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن
كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا اللحظة أن تبذلوا وسعكم في
بر والديكم.أيها البارين .......... اثبتوا
أيها العاقين .......... توبوا
أيها الغافلين.......... باشروا
إن ظننت أنك عرفت محتوى الموضوع من
عنوانه ...
... فقد أخطأت..
إن الموضوع أكبر وأهم من ذلك بكثير..
إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من
النار إن كنت فيها ولا تعلم..
وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن
تعلم..
لماذا؟؟!!
تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض
واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر
الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة
قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في
الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:
الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان،
ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة
والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية
والإيلاد..
وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن
هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:
وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا
به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو
أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر
للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا
ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:
أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا
...
إن الأمر أعظم من هذه الحجج
الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:
وقوله تعالى:
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته
أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن
جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا
معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )
لقمان 14-15يني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب
علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي
الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتع: قَدِمَتْ عليّ
أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) متفق عليه.
الموضوع خطيييييييييييير..
اسمع هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط
الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج
وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر،
ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً،
قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من
الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني
هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة،
ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن
يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة
هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان
المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه
العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن
العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه
العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.
عقوق .. عقوق .. عقوق..
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..
وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:"" كل
معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له
في الدنيا، وكما تدين تدان ""
إخواني ..
إن هذا الكلام ليس جديداً..
بل هي من المواثيق التي أخذت على
أهل الكتاب من قبلنا..
قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني
إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى
والمساكين وقولوا للناس حسناً) [البقرة: 83].
ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..
لحظة ..
مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..
الموضوع أكبر من ذلك بكثير..
أنه من أهم مداخل الآخرة..
فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله
تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت:
ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.
أسمعتم..
إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها
مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..
يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية
في كل مكان..
يا من يرى الإنتهاكات اليومية
للمسلمين..
يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار
المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..
يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف
المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..
يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا
تستطيع..
هل سمعت هذا الحديث:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل
بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك
فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
هل سمعتم..
حاج ومعتمر ومجاهد..
مهلاً..
ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه
وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟
قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].
بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث
ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة
المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟
يعني توقع منهما بعض التصرفات التي
تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في
الحقيقة .
ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم
من عندنا..
أو شيء يمكن فعله أو تركه..
كلا إخواني..
إنه واجب علينا..
نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..
ولا ننسى الأيام التي قضوها في
التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..
ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..
أما عرفت قلب الأم..... أسمع هذه القصة:
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي
عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع
الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته
وغير هيئته ...فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا
الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..
يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي
ترحمه.
ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع
العقوق بالأمهات...
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق
عضؤ هيئة كبار العلماء .
عليك بالدعاء لهما دائما
أخي..
من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي..
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
فأنا لم أعتد عليه من قبل!!
أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك
فهو الذي يعينك على كل معروف..
وإليك بعض صور البر التي أراها قد
تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا للجنة..
خاطب والديك بأدب.
أطع والديك دائما في غير معصية مهما
كان الطلب.
تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما،
ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.
حافظ على سمعة والديك وشرفهما
ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.
أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما،
كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.
أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم
قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.
لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب
أن تبين لهما الصواب.
لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما
وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.
إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل
رأسيهما وأيديهما.
ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن
مساعدة أبيك في عمله.
لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان
الأمر مهما.
لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت
نومهما وراحتهما.
لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما
في الطعام والشراب.
لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا
عملاً لا يعجبك.
لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما،
واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.
لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا
تمد رجليك في حضرتهما.
لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو
كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.
لا تبخل بالنفقة على والديك حتى
يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.
أكثر من زيارة والديك وتقديم
الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.
احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى
في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.
إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف
بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا
تزعجهما .
إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك
حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا
للجانبين سرا
إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما
وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.
إذا اختلفت مع أبويك في الزواج
والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.
دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر،
فاحذر دعائهما بالشر.
تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه
قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب
أباه ويسب أمه) متفق عليه.
زر والديك في حياتهما وبعد موتهما،
وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما
كما ربياني صغيرًا.
لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره
أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.
إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع
بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .
أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا
ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .
أظهر التودد لوالديك ... وحاول
إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .
إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع
بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن
لم يأذن لك فلا تتذمر ..
إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت ..
وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .
أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً ...
ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..
وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا
قبل الآخرة..
قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب
يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله
يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
ولا ننسى شيئاً هاماً وهو الدعاء
لهما..
فكم له من أجر..
وكم يساعدك على البر..
إني أدعوكم جميعاً إخوتي في الله ألا تخرجوا من هذا الموضوع إلا وقد عاهدتم
الله أنه من كان بينه وبين والديه شنآن
أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن
كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا اللحظة أن تبذلوا وسعكم في
بر والديكم.أيها البارين .......... اثبتوا
أيها العاقين .......... توبوا
أيها الغافلين.......... باشروا