ما وراء ظهور آيات قرآنية على جسد رضيع في داغستان؟





ما وراء ظهور آيات قرآنية على جسد رضيع في داغستان؟ Dagistan_babyنشرت
وكالة إنترفاكس الروسية مؤخراً خبراً عن ظهور آيات من القرآن الكريم على
جسد طفل رضيع يعيش مع عائلته في منطقة كيزليارفي داغستان (داغستان:
إحدى التقسيمات الإدارية لجمهورية روسيا الفيديرالية والتي يغلب عليها
المسلمون، وتجاور إقليم الشيشان)، كان ذلك في 15 أكتوبر 2009، وبعد أن نشر
الخبر وعرضه تلفزيون Vesti انتشر في المنتديات العربية كالنار في الهشيم
وبعض المواقع الإسلامية حيث وصفته بعضها بالمعجزة الإلهية، وتجمهر العديد
من الداغستانيون حول منزل ذلك الطفل بدعوة التبرك فيه ولذلك قررت السلطات
حراسة المنزل على مدار الساعة. وفيما يلي عرض للخبر وفرضيات تفسيره:

نص الخبر
ظهرت
آيات قرآنية وأحاديث نبوية على جلد رضيع اسمه علي وله من العمر تسعة أشهر
مما دفع أبويه العلمانيين إلى العودة لممارسة شعائر الدين الإسلامي.
وسارعت وسائل الإعلام الروسية مؤخرًا في تناقل الخبر، وقالت: إن الأطباء
لم يجدوا تفسيرًا لهذه الحالة. وقال ممثل مسجد قرية كراسنو –
اوكتيابرسكايا بداغستان لوكالة "نوفوستي" الروسية: "يوجد في القرية طفل
يبلغ من العمر 9 أشهر، تظهر على جسمه آيات قرآنية ثم تختفي". وأضاف: "رزقت
عائلة ياكوبوف التي تقطن في قرية كراسنو –اوكتيابرسكايا بمنطقة كيزلار
طفلاً أطلقوا عليه اسم علي، وبعد بضعة أيام من ولادته بدأت تظهر على جسمه
كتابات عربية". وتقول والدة الطفل مدينة ياكوبوفا: إنه بعد الولادة ظهر
على فم الطفل ورم دموي، وعندما زال الورم ظهرت مكانه كلمة "الله"، مضيفة:
"الكتابة تظهر يومي الاثنين و الجمعة، وفي هذه الأثناء ترتفع درجة حرارة
الطفل إلى 40 درجة مئوية حيث يبدأ بالصراخ والبكاء، وتبقى هذه الكتابة مدة
3 أيام ثم تختفي لتظهر بعدها كتابات جديدة".ولم يجاهر الوالدان بهذا الأمر
إلى أن ظهرت على جسم الطفل عبارة : "سنريهم آياتنا". وتضيف والدة الطفل أن
علي هو الطفل الثاني في العائلة، ولم نلاحظ هذه الحالة مع أخته الطفلة
الأولى".من جانبه، قال ممثل الإدارة الدينية للمسلمين في داغستان: إنه
"مندهش كالآخرين"، أما عبدالله إمام مسجد القرية فأكد أن هذه العلامات من
عند الله تعالى.

فرضيات التفسير
عندما
نقف أمام خبر يوصف بالمعجزة الإلهية علينا أن نبذل جهداً ولو ضئيلاً في
التحقق منه. وحسب ما ما هو متوفر لدينا من معلومات (لم نتحقق من مصداقية
الفحوص الطبية) يمكننا وضع إحدى الفرضيتين التاليتين:

1- مخلوقات علوية
قد
يؤمن البعض بأن الكتابات القرآنية التي ظهرت من تلقاء نفسها (حسب ما زعم
الخبر) قد تكون معجزة إلهية وبالتالي ربما تكون مخلوقات علوية نورانية
كالملائكة أو الجن الصالح مسؤولة عنها ولكن نطرح هنا نطرح السؤال التالي :
لماذا يتطلب ذلك معاناة الطفل ؟ خصوصاً وأن الله رحيم ولا يحتاج لأن يعذب
طفلاً ليظهر معجزة أمام البشر ،إعتماداً على عرفناه عن المعجزات القديمة
في الكتب السماوية . وهل إنتهى عصر المعجزات ويرتبط ترافق المعجزات فقط مع
الأنبياء والرسل ؟

2- خبر مفتعل لهدف دعوي
هل
نحن أمام شكل جديد من الكتابات التي سبق أن رأيناها في أخبار تتحدث عن
ظهور آيات قرأنية في جذوع الشجر وشهد العسل ..الخ؟ ولماذا نفترض دائماً أن
في الأمر معجزة خصوصاً وأن هناك عدداً من الناس يستخدمون مبدأ :"الغاية
تبرر الوسيلة" الذي طرحه ميكيافيللي في كتابه "الأمير" وذلك لنشر كلمة
الدين أو الدعوة مهما اختلف الأسلوب المتبع وحتى وإن تطلب الأمر إبتكار
خدعة وخصوصاً في ذلك الإقليم الذي يوجد فيه من يفكر في الإنفصال عن روسيا
والعودة للجذور الإسلامية على غرار ما حدث في إقليم الشيشان المجاور؟ وهل
أساء البعض فهم مقولة الإسلام :"إنما الأعمال بالنيات " فوفقاً لذلك الفهم
الخاطئ نستطيع إذن فعل أي شيئ (وأن كان أسلوباً فيه خداع والحرب خدعة)
لتحقيق هدفنا النبيل المتمثل في نشر رسالة الإسلام . غير أن الإسلام براء
من تلك الأفعال إن كانت مؤكدة، وربما تكون تلك الكتابات قد ظهرت على جسد
الطفل الرضيع المسكين بفعل فاعل وعبر استخدام قلم يملك مستودع صغيراً من
الحمض الكاوي (الأسيد) عوضاً عن الحبر ، وطبعاً تلك الكتابة ستسبب
إحمراراً (حسب ما هو ظاهر في الصورة) وتحتاج لثلاثة أيام لكي تتلاشى إن
تمت باستخدام جرعة مخففة ومحددة من الأسيد، ومن ثم مواصلة الكتابة وفق
آيات جديدة والطفل هنا هو الضحية ، يتألم ويتعذب وترتفع حرارته ربما بسبب
تأثير تلك المادة في جسمه. وللعلم استخدم الحمض الكاوي (الأسيد) سابقاً
لافتعال معجزات على الطراز الكاثوليكي المسيحي وهذا نجده في آثار الصلب Stigmata وخادمة الصوفانية في دمشق حيث كان راحة اليد وأجزاء من الجسد تنزف دماً لمحاكاة آثار الصلب لدى المسيح (بحسب الإعتقاد المسيحي
)