كتب د. عمرو عبيد
( الأداء قدر الحاجة )
.. هذه الجملة تختصر أى حديث حول أداء أغلب الفرق الإفريقية المشاركة فى
النسخة الحالية المقامة بأنجولا ، ولم تظهر معظم الفرق بمستواها المعهود
الذى رج جنبات القارة منذ بضعة شهور قليلة خلال التصفيات النهائية المؤهلة
الى كأس العالم وتلك البطولة أيضا .. فلم تكن الفرق المتأهلة الى
المونديال العالمى بعد أشهر قليلة عند حسن الظن بها ، واقتصد لاعبوها
كثيرا فى مجهودهم وحماسهم خوفا من أى اصابة قاسية قد تحرمهم من الظهور فى
المحفل العالمى ، لتتعالى الأصوات من الجديد حول ضرورة تعديل توقيت اقامة
البطولة ، وخاصة التى تسبق المونديال كل أربعة أعوام .. وزاد البعض بان
طالب بأن تكون البطولة مؤهلة الى كأس العالم فى العام الذى يسبق المونديال
، فهل يتحقق هذا على أرض الواقع !
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
قد
نستثنى من هذا بعض المباريات القليلة وبعض الفرق ، فقد ظهرت "مصر" بمستوى
مقبول وخاصة مع مرورها بنجاح من حمى البداية أمام "نيجيريا" وسارت بثبات
لتدخل معترك الأدوار النهائية مواجهة "الكاميرون" والتى قدمت بعض اللمحات
الجيدة خلال بعض فترات مبارياتها وبالتأكيد ستكون مواجهة نارية فى الدور
الثانى ، كما ظهرت "كوت ديفوار" بمظهر جيد فى المباراة الثانية أمام غانا
لتعلن أنها عندما ترغب فى اللعب والفوز تحقق ذلك ، بينما ظهر منظم البطولة
"أنجولا" بشكل منطقى وسط جماهيرها وعلى أرضها ، ولكن مغامرتها يجب أن تكون
محسوبة بشدة امام "غانا" فى الدور القادم بالرغم من عدم ظهور النجوم
السوداء بشكل مرضى ... وقد نتوقع الافضل خلال الادوار القادمة ، الحاسمة !
وبعيدا
عن الاثارة الغائبة عن تلك البطولة بشكل كبير – عكس البطولة النارية
السابقة 2008 – فان الاثارة نشأت بسبب لوائح الاتحاد الافريقى المنظمة
للبطولة والتى أثارت جدلا كبيرا جعل منها ( نجم الدور الأول ) ، ففوجئ
الجميع بصعود "الجزائر" على حساب "مالى" – المجموعة الأولى - رغم
تعادلهم فى النقاط وتفوق ايجابى لصالح الاخير فى الفارق التهديفى ، ولكن
لائحة الاتحاد التى تمنح الأفضلية للفريق صاحب النتيجة الايجابية فى
المواجهة المباشرة هى من سمحت لفريق "الجزائر" أن يصعد ولديه ( هدف واحد )
فقط وعليه ( 3 أهداف ) بينما حرمت "مالى" صاحبة الأهداف السبعة وبستة
أهداف فى مرماها ... وهو الأمر الذى تكرر فقط فى ترتيب المجموعة الرابعة ،
حيث منحت اللوائح الأفضلية لـ"زامبيا" فى تصدرها على حساب "الكاميرون"
نظرا لفارق التهديف الخاص بالفرق الثلاثة المتساوية فى النقاط بعد استبعاد
منتخب "تونس" ... وبعيدا عن الاتفاق أو الاختلاف مع تلك اللوائح ، فانها
واضحة منذ البداية ولا شبهة تواطؤ فيها ولا محاباة لأى فريق على حساب
الآخر ، وان كانت ضربة قاصمة للعب الهجومى واللعب الحقيقى الذى دوما تصر
عليه كل البطولات العالمية ..
كما
أن الدور الأول ، شهد للمرة الثانية فى التاريخ ، اقامة 21 مباراة فقط بعد
انسحاب منتخب "توجو" من البطولة قبل بدايتها مباشرة بعد الحادث الذى تعرضت
له حافلة الفريق فى وقت مبكر قبل بدء البطولة ، وبذلك شاركت فى البطولة
الحالية 15 دولة فقط مثلما كان الحال فى بطولة "جنوب افريقيا 1996" والتى
شهدت انسحاب "نيجيريا" وقتها لأسباب سياسية ، وان كان كل العذر لمنتخب
"توجو" فى النسخة الحالية ... وسنستعرض سريعا اجمالى أرقام واحصائيات الدور الاول من البطولة الحالية ..
*
شهد الدور الأول من البطولة الحالية أقل عدد مباريات تحقق فيها الفوز (14)
مباراة مقارنة بآخر بطولتين وحتى بطولة 96 والتى أقيمت بمشاركة 15 فريقا
أيضا ... ونسبة تحقيق الفوز فى الدور الاول للبطولة الحالية ( 66% ) فقط !
.. واحتفظت بطولة 2006 والتى أقيمت بمصر بأكبر عدد من مباريات الفوز
بالدور الأول ..
*
تم تسجيل ( 54 ) هدف خلال الدور الأول بمعدل ( 2.5 هدف / مباراة ) ، وهو
أقل من بطولة 1996 والتى شهدت 21 مباراة أيضا فى الدور الاول وشهدت تسجيل
56 هدف ، بينما ظلت بطولة 2008 هى الأعلى تسجيلا خلال الدور الأول ( 70
هدف ) !
*
30 هدف تم احرازهم خلال الشوط الثانى بينما سجلت الفرق 24 هدف فقط فى
الشوط الأول ، واكتسح الربع ساعة الاخير كل أوقات تسجيل الأهداف ( 13 هدف
) ووضح تماما اصرار الفرق على التسجيل حتى اللحظات الأخيرة ، وهى سمة
تكررت فى الكثير من البطولات الكبيرة السابقة وحتى بعض الدوريات الكبرى ،
وأقل توقيت لاحراز الاهداف كان هو الربع ساعة الأول فى كل المباريات (7
أهداف ) فقط
*
أحرز المهاجمون 63 % من اجمالى أهداف الدور الأول ، بينما شارك لاعبو
الوسط فى التهديف بـ 20 % من الاجمالى .... و شهدت البطولة احراز
المدافعين لـ 9 أهداف ، منها هدفين ذاتيين ( الأول لداريو كان الموزمبيقى
لصالح مصر ، والثانى للكاميرونى أورلين شيدجو لصالح تونس ) !
*
تصدر قائمة الهدافين الأنجولى "فلافيو" بثلاثة أهداف ولا يزال فريقه فى
البطولة بينما غادر "سيدو كيتا" البطولة بنفس الرصيد ، ويتواجد الكثير من
اللاعبين ممن يمتلكون "هدفين" فى جعبتهم ( منهم عماد متعب ومحمد ناجى و
صامويل ايتو ) .. والأخير لا يزال يحطم أرقامه التهديفية بعد احرازه هدفين
خلال الدور الاول ليستمر فى الابتعاد بصادرة هدافى كل البطولات الافريقية
برصيد أصبح ( 18 هدف ) حتى الآن !
*
6 ركلات جزاء سجل منها أهداف ، كان نصيب "أنجولا" منها اثنتين فى مباراة
واحدة وكانت فى لقاء الافتتاح امام مالى وانتهت بالتعادل (4/4) .. وسجلت (
غانا ، نيجيريا ، بنين و زامبيا ) الركلات الأربعة الاخرى ..
*
أكبر نتيجة فى الدور الاول ، كانت التعادل (4/4) فى اللقاء الافتتاحى ،
وأكبر فوز تحقق مرتين بنفس النتيجة ( 3 / 0 ) وفاز بتلك النتيجة منتخب
"مالاوى على الجزائر" و "نيجيريا على موزمبيق" ..
*
المجموعة الاولى هى الأفضل تهديفيا ( 18 هدف ) ، بينما المجموعة الرابعة
كانت الأعنف والأكثر حصدا للبطاقات (27 ) .. والبطولة حتى الآن شهدت 3
حالات طرد ، والطريف أن بطاقتين حمراويتين أشهرتا فى المجموعة الثانية
التى شهدت 3 مباريات فقط حصدها المنتخب الافوارى والمنتخب البوركينى ،
والأطرف أن الفريق المنافس فى المرتين كان "غانا" ! .. البطاقة الحمراء
الثالثة كانت من نصيب "تونس" فى لقاء الكاميرون الأخير .
*
أفضل خط هجوم حتى الآن ، هو خط هجوم المنتخب المصرى ( 7 أهداف ) و معه
منتخب مالى بنفس العدد ولكن يتفوق المنتخب المصرى بفارق تهديفى ايجابى هو
الأكبر فى البطولة حتى الآن ( + 6 ) ، ثم منتخب "أنجولا" بستة أهداف ...
وأفضل خطوط الدفاع كانت لفرق ( مصر ، كوت ديفوار و بوركينا فاسو ) وسكن
مرمى كل منها هدف واحد فقط .. وان كانت الأفضلية للمنتخب المصرى للعبه 3
مباريات بينما لعب الفريقين مبارتين فقط فى مجموعتهما الثانية ! ..
والمنتخب المصرى هو الوحيد الذى تمكن من حصد 9 نقاط كاملة فى الدور الأول
بين كل فرق المجموعات !
* أسوأ خط دفاع هو لـ "موزمبيق" وسكن شباكه 7 أهداف ، بينما جاءت بوركينا فاسو كأسوأ خط هجوم ولم تحرز أى اهداف
*
منتخبا موزمبيق وتونس هما الأكثر حصدا للبطاقات ( 11 بطاقة لكل منهما )
وزادت تونس ببطاقة حمراء ، بينما كان المنتخب المصرى هو صاحب لقب اللعب
النظيف عن جدارة خلال الدور الاول وحصد بطاقة صفراء واحدة فقط ! وتم
استخدام "85" بطاقة ملونة حتى الآن منها 82 بطاقة صفراء بمعدل ( 4 بطاقات
/ مباراة ) ..
*
أكثر المباريات عنفا وحصدا للبطاقات كانت مباراة "تونس والكاميرون" وشهدت
اشهار 8 بطاقات صفراء وواحدة حمراء ، فى حين أن مباراة "مصر ونيجيريا" هى
أقل المباريات حصدا للبطاقات وشهدت اشهار بطاقة صفراء واحدة فقط كانت من
نصيب المنتخب النيجيرى
!