يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.. البقرة آية 186. فعن أبن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قالت اليهود كيف يسمع ربنا دعائنا يا محمد وانت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام وغلظ كلّ سماء مثلُ ذلك ؟ فنزلت هذه الآية.
وقال الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فننادية؟ فنزلت، وقال عطاء وقتادة لما نزل قوله تعالى: {وقال ربكم أدعوني أستجب لكم}.. غافر آية 60. قال يا قوم: في أي ساعة ندعوه؟ فنزلت أي إذا سألك عبادي عن المعبود فاخبرهم يا محمد أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي وأنه قريب من اوليائه بالإفضال والأنعام، لقد امر الله عباده بالدعاء وحض عليه وسماه عبادة ووعد بانه يستجيب لهم.
فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان الله إذا بعث نبياً قال: أدعني أستجب لك. وقال لهذه الامه أدعوني أستجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له: ما جعل عليك في الدين من حرج. وقال لهذه الامة: ما جعل عليكم في الدين من حرج وكان الله إذا بعث نبي جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الامه شهداء على الناس.
وللدعاء شروطه وآدابه حتى يستجيبه الله تعالى وأولها أجتناب الاعتداء المانع من الاجابة حيث قال في آية اخرى: {أدعوا ربكم تضرعا وخفيه أنه لا يحب المعتدين} ولا يدعوا الداعي بأثم أو قطعية رحم وما لم يستعجل وإلا يأكل الداعي الحرام ففي الحديث: (ما بال الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ذلك).
وقد قال العلماء أن اجابة الدعاء لا بد لها من شروط في الداعي وفي الدعاء وف ياليء المدعوا به، فمن شرط الداعي أن يكون عالما بأنه لا يقدر على حاجته إلا الله تعالى وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعوا بنية صادقة وحضور قلب فأن اللهع تعالى لا يستجيب من قلب غافل لاه، وأن يكون مجتنباً لأكل الحرام، والا يمل من الدعاءِ
*****