قصيدة عن الأم
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
قال : ائتني بفؤادِ أمك يا فتى
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
لكنه من فرطِ سُرعته هوى
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفَّـرٌ :
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما
ويقول : يا قلبُ انتقم مني ولا
وإذا رحمتَ فأنني أقضي انتحاراً
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ
ناداه قلبُ الأمِّ : كُفَّ يداً ولا
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقوده حتى ينال به الضرر
قال : ائتني بفؤادِ أمك يا فتى
ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى
فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفَّـرٌ :
ولدي ، حبيبي ، هل أصابك من ضررْ ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ
غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها
أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما
فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول : يا قلبُ انتقم مني ولا
تغفرْ ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
وإذا رحمتَ فأنني أقضي انتحاراً
مثلما يوضاس من قبلي انتحرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ
طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأمِّ : كُفَّ يداً ولا
تذبح فؤادي مــرتــيــن ِ عـــلـــى الأثر