السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه بعض الفوائد اخترتها لكم من كتاب


الفوائـــد

للعلامة ابن القيّم الجوزية رحمه الله

وهي فوائد نافعة وقيّمة جدا
أسأل الله أن ينفع بها



فوائد كثيرة 000


الفائدة الأولى:

اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك, ,احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه, فانّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعال:{ انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}. سورة ق 37.


الفائدة الثانية:

روى الترمذي وغيره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:" اذا دخل النور القلب, انفسح وانشرح" قالوا فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال:" الانابة الى دار الخلود, والتجافي عن دار الغرور, والاستعداد للموت قبل نزوله" أخرجه ابن جرير في التفسير 8\\\\20, والبغوي في شرح السنة 6\\\\72, وأبو نعيم, والبيهقي في الأسماء والصفات ص156, وضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة بقم 965.

والنور الذي يدخل القلب انما هو من آثار المثل الأعلى فلذلك ينفسح وينشرح, واذا لم يكن فيه معرفة الله ومحبّته, فحظّه الظلمة والضيق.





الفائدة الثالثة:


تأمّل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله, وله الحمد كله أزمّة الامور كلها بيده, ومصدرها منه, ومردّها اليه, مستويا على سرير ملكه, لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته, عالما بما في نفوس عبيده, مطّلعا على أسرارهم وعلا نيتهم, منفردا بتدبير المملكة, يسمع ويرى, يمنع ويعطي, ويثيب ويعاقب, ويكرم ويهين, يخلق ويرزق, ويميت ويحيي, ويقدر ويقضي ويدبّر.

فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شأنه فكيف لا تحبّه, وتنافس في القرب منه, وتنفق أنفاسها في التودد اليه, ويكون أحب اليها من كل ما سواه, ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟ وكيف لا تلهج بذكره, ويصير الحب والشوق اليه والأنس به غذاؤها وقوتها ودواؤها, بحيث ان فقدت ذلك فسدت وهلكت, ولم تنتفع بحياتها؟.




الفائدة الرابعة:

إن اصغاء القلب كاصغاء الأذن, فاذا صغى الى غير حديث الله, لم يبق فيه اصغاء, ولا فهم لحديثه, كما اذا مال الى غير محبّة الله, لم يبق فيه ميل الى محبّته. فاذا نطق القلب بغير ذكره, لم يبق فيه محل للنطق بذكره كاللسان.



الفائدة الخامسة:

قال صلى الله عليه وسلم:" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا". أخرجه البخاري في الأدب 10\\\\564 (6155), ومسلم في الشعر , وأبو داود, والترمذي, وجميعا من حديث ابو هريرة.
فبيّن أن الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها, والعلوم التي لا تنفع, والمفكّهات والمضحكات والحكايات ونحوها. واذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا, فتعدته وجاوزته الى محل سواه, كما اذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فانه لا يقبلها, ولا تلج فيه, لكن تمر مجتازة لا مستوطنة, ولذلك قيل:


نزّه فؤادك عن سوانا تلقنا فجنابنا حل لكل منزّه
والصبر طلسم لكنز وصالنا من حلّ ذا الطلسم فاز بكنزه



فوائد كثيرة 000
الفائدة السادسة:

من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه.



الفائدة السابعة:


للعبد ستر بينه وبين الله , وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله , هتك الستر الذي بينه وبين الناس.


الفائدة الثامنة:

للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله اليه.


الفائدة التاسعة:

اضاعة الوقت أشد من الموت, لأن اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.



الفائدة العاشرة:

الدنيا من أولها الى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر.

فوائد كثيرة 000



أتمنى ألا يتجاوز مرورنا بالموضوع قرائته... فالأكمل هو العمل ما نستفيده منه..

الموضوع متجدد بإذن المولى سبحانه


دمتم بود