[size=16]منذ قديم الأزل، وفي كل المجتمعات على مرّ التاريخ، والإعدام هو وسيلة مستخدمة لعقاب المجرمين والمعارضين السياسيين على السواء! ويسهم الإعدام كوسيلة عقاب مخيفة في الحد من الجرائم، وفي استقرار أنظمة الحكم وحمايتها من المعارضين الذين يُطلق عليهم في هذه الحالة اسم الخونة!
وتعود عقوبة الإعدام إلى بدايات التاريخ البشري. ومنذ أن وَضَعَ الإنسان نظما لتطبيق العدالة ولعقاب المذنبين، فإن هذه النظم كانت تتضمن العقاب البدني، والعزل، والنفي، والإعدام.

وفي المجتمعات القبلية الصغيرة، عادة ما تكون الجرائم نادرة، وعادة ما يتردد صاحب القرار في الحكم بالموت أو النفي على أحد أفراد العشيرة، ولهذا كان نادرا جدا ما ينفذ حكم الإعدام. إلا أنه كان ينفذ ضد مرتكبي الجرائم من خارج العشيرة، حتى في حالة الجرائم الصغيرة كالسرقة مثلا؛ إذ تعتبر الجريمة في هذه الحالة إهانة موجهة للقبيلة أو العشيرة كلها، وبالتالي لابد من توقيع أقصى عقاب -الذي هو الموت- على مرتكبها.

بظهور الملكيات والإمبراطوريات، وانقسام الناس إلى نبلاء وعبيد، بدأت تظهر القوانين المكتوبة التي تنظم العلاقة بينهم، وتضع العقوبات المناسبة لكل جريمة على حدة، ولعل قوانين حامورابي هي أول القوانين المكتوبة التي تحتوي على عقوبة الإعدام. أتت بعد ذلك التوراة لتحدد الجرائم التي تستوجب الإعدام بالقتل وممارسة السحر وتدنيس يوم السبت والتجديف والزنا والعديد من الجرائم الجنسية الأخرى، ليصل عدد الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام إلى أكثر من ثلاثين جريمة. بعد ذلك أتت قوانين الإغريق القدامى التي كتبها "دراكو" عام 621 قبل الميلاد لتنص على عقوبة الإعدام على معظم الجرائم، إن لم يكن كلها!

في القرون الوسطى في أوروبا زاد كثيرا جدا استخدام عقوبة الإعدام، وفي بريطانيا في القرن الثامن عشر كانت هناك 222 جريمة عقوبتها الإعدام، من بينها قطع شجرة وسرقة الحيوانات!

ثم أتى القرن العشرون ليصبح أكثر القرون دموية في حياة البشر، بحربين عالميتين هائلتين وحروب أخرى عديدة نتج عنها إعدام آلاف مؤلفة من البشر في الحروب، سواء للجنود المحاربين في المعركة أو الأسرى، وتصفيات عديدة على أسس عرقية ودينية. وبخلاف الأعداء فقد صدرت أحكام إعدام عسكرية كثيرة أيضا ضد الجنود الذين يهربون من المعركة أو يتهربون من التجنيد أو يعصون الأوامر.
وبالإضافة إلى وسائل الإعدام التقليدية والشائعة في العالم، مثل المشنقة والصلب والحرق والكرسي الكهربي والحقنة المميتة وغرف الغاز، لم يكتفِ الإنسان بهذه الوسائل، وإنما أراد ابتكار وسائل أكثر إيلاما وبشاعة، فظل يُعمِل عقله على مدى التاريخ ليخرج لنا من آن لآخر بوسيلة إعدام جديدة وغريبة، تؤكد مدى وحشية الإنسان وعبقريته في ابتكار وسائل الإيذاء.







[center]الثور النحاسي
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_01
الثور النحاسي
في القرن السادس قبل الميلاد، كان الطاغية "فالاريس" حاكم اليونان القديمة يريد أداة تعذيب وإعدام مبتكرة، أداة غير مسبوقة لم يكن مثلها من قبل، وقد حقق له الحكيم "بيريلاوس" الأثيني أمنيته فابتكر الثور النحاسي الذي كان تحفة فنية ميكانيكية. كانت الآلة مصنوعة على شكل ثور بالحجم الطبيعي ومجوّفة من الداخل ولها باب تدخل منه الضحية، ثم يتم إشعال النار أسفل الثور إلى أن يصل إلى درجة الاحمرار. كما كان الثور مزوداً بأنابيب موسيقية لتضخيم حدة صراخ الضحية. بعد أن انتهى "بيريلاوس" من اختراعه، عرضه أمام الطاغية الذي أراد أن يتثبّت من كفاءة الاختراع، ومن ثمّ أدخل الحكيم إلى الثور وأشعلت النيران تحته!

فيما بعد تحول هذا الثور إلى جحيم لكثير من المذنبين والأبرياء على السواء.




التعليق والسحل والتقطيع
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_02
التعليق والسحل والتقطيع
كانت هذه هي طريقة الإعدام الشائعة في إنجلترا لمعاقبة المذنبين بتهمة الخيانة العظمى، وقد استمر العمل بهذه العقوبة حتى عام 1814، وكانت هذه العقوبة مخصصة للرجال فقط، أما النساء المذنبات بهذه التهمة فلم تطبق عليهن هذه العقوبة لغرض الحفاظ على الحشمة، ولهذا فقد كن يُحرقن أحياء!

في المرحلة الأولى من عملية الإعدام، يتم ربط المذنب بالحصان، ويتم سحله إلى موضع تنفيذ العقوبة. بعد ذلك يتم تعليقه من رقبته إلى أن يشرف على الموت، ثم يتم فكه من الأنشوطة ووضعه على طاولة، ويقوم الجلاد بقطع أعضائه التناسلية، ويقوم بوضعها في مجمرة لتحترق أمام نظر الضحية. ويقوم بفتح بطن الضحية وإخراج أمعائه أمامه. بالطبع يجب أن يكون الجلاد ماهرا جدا حتى يقوم بكل هذا بينما الضحية لا تزال حية. في النهاية يقوم بقطع رأسه.

بعد هذا يتم تقطيع جثته إلى أربعة أجزاء إضافة إلى الرأس، ويتم إرسال كل جزء إلى مكان مختلف بطول البلاد وعرضها، ليكون عبرة لمن لا يعتبر.

تظهر كثير من تفاصيل وسيلة الإعدام هذه في فيلم Braveheart لـ"ميل جيبسون".



عجلة التكسير
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_03
عجلة التكسير
وتعرف أيضا بعجلة "كاثرين"، وكانت تستخدم في القرون الوسطى في أوروبا، وقد ظهرت لأول مرة في اليونان القديمة، ومنها انتشرت إلى فرنسا وألمانيا وروسيا والسويد.

وتتكون الأداة من عجلة خشبية كبيرة، يربط بها المحكوم عليه بحيث تكون أطرافه مشدودة، ويتم إدارتها في مقابل قضيب حديدي بحيث تتكسر أطراف الشخص المربوط بها، وأحيانا يساعد الجلاد في عملية التكسير باستخدام مطرقة ضخمة. بعد تكسير عظام الشخص يترك ليموت ببطء، وقد يستغرق الأمر عدة أيام من الآلام المبرحة حتى تحدث الوفاة. بعد هذا يتم تعليق العجلة التي تحمل الجثة على مكان مرتفع لتأكلها الطيور. وإذا كان هناك أمر بإعدام الشخص إعداما رحيما، يتم قطع رأسه بعد التكسير.



السحق
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_04
السحق
وهي طريقة كانت منتشرة في أنحاء كثيرة من العالم، ولكن بطرق مختلفة، ففي الدول الآسيوية كان سحق الضحية يتم عادة باستخدام الفيلة، وقد ظلت هذه الطريقة مستخدمة لأكثر من أربعة آلاف عام.

أما في فرنسا فكان يتم وضع مجموعة كبيرة من الأحجار الثقيلة على صدر المحكوم عليه، وإذا رفض الضحية الترافع عن نفسه أو التماس العفو، يتم إضافة المزيد من الأحجار عليه حتى يعجز عن التنفس ويختنق.

وكان معظم الذين يتعرضون لهذه العقوبة يرفضون المرافعة أو التماس العفو، فإذا حدث والتمس العفو، فإن هذا يعني أنه كان مذنبا فعلا وتتم مصادرة أملاكه ولا يرث أقاربه وأطفاله شيئا!

عام 1827 تم تغيير هذا المبدأ القضائي الغريب في فرنسا، وفي العالم كله بعد ذلك، فاليوم يعتبر صمت المتهم عن الدفاع عن نفسه بمثابة دفع بأنه غير مذنب، وليس العكس كما كان سابقا.



العذراء الحديدية
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_05
العذراء الحديدية
وهي أداة تعذيب وإعدام في نفس الوقت. وهي تتكون من صندوق مصنوع من الخشب أو الحديد ليقف الضحية داخله، ومنحوت من الخارج على شكل العذراء "مريم".

ومن الداخل تكون هناك مسامير حادة أو سكاكين مصوبة ناحية الضحية، بحيث تنغرس في لحمه عند إغلاق الأداة عليه، وعادة ما يكون هناك مسماران لاختراق العينين. يظل الضحية ينزف ببطء إلى أن يموت، وغالبا ما يتم مراعاة ألا تخترق المسامير الأعضاء الحيوية من الجسم حتى لا يموت الضحية بسرعة.

استخدمت هذه الأداة في أوروبا في العصور الوسطى، وظلت مستخدمة حتى نهاية القرن الثامن عشر.



التغريق
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_06
التغريق
وقد شاع في أوروبا في العصور الوسطى، وقد كان عقوبة للنساء اللواتي يرتكبن جريمة السرقة، كما كانت هذه الطريقة تستخدم لمعرفة ما إذا كانت المرأة ساحرة أم لا، حيث يتم تغريق المرأة المشتبه فيها، فإذا طفت على السطح كانت ساحرة فعلا ووجب إعدامها، أما إذا غرقت فمعنى هذا أنها كانت بريئة!

تم إلغاء الإعدام بالتغريق في إنجلترا عام 1623، وتبعتها بعد ذلك باقي الدول الأوروبية، حتى قامت الثورة الفرنسية عند اندلاعها عام 1789 بإعادة إحياء هذه العقوبة مرة أخرى.

وفي ألف ليلة وليلة نقرأ في قصة "أبو قير" و"أبو صير"، أن "أبو قير" قد ربطوه بحجارة وألقوه في البحر، والأكثر أنهم وضعوه أولا في جوال من الجير الحي حتى يتسلخ جسده وهو يغرق! وقد ظلت جثته تطفو فوق الماء إلى أن ألقاها البحر في الموضع الذي يعرف في الإسكندرية الآن باسمه.



لدغ الثعابين
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_07
لدغ الثعابين
[size=12]يلقى الشخص في حفرة عميقة بها ثعابين سامة، حيث تهجم عليه الثعابين وتلدغه ليموت بتأثير السم، وقد كانت هذه الطريقة تستخدم في أوروبا خلال الألفية الأولى، وأشهر من تم إعدامهم بهذه الطريقة "راجنار لودبوك" بطل الفايكينج.



افتراس الحيوانات
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_08
افتراس الحيوانات
وهي طريقة شائعة في روما القديمة، حيث يتم إلقاء الشخص للأسود لتفترسه، وعادة ما يتم هذا في حلبة أمام الجمهور. وفي أماكن أخرى من العالم يتم استخدام الذئاب أو الكلاب المسعورة، وفي آسيا يستخدمون القوارض، وفي أماكن أخرى يتم إلقاء الشخص لأسماك البيرانا المتوحشة لتلتهمه، أو لأسماك القرش.

وتحكي لنا التوراة قصة النبي "دانيال" عندما ألقي في جب الأسود أثناء سبي بني إسرائيل إلى بابل.



النفي
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_09
النفي
وهو إلقاء الشخص في مكان غير مأهول، جزيرة صخرية أو رملية صغيرة في أغلب الأحيان، وتركه ليموت ببطء. غالبا ما يعطى الشخص كمية قليلة من الطعام وإناء من الماء، ومسدس محشو إذا أراد أن يقتل نفسه!

وقد كانت هذه العقوبة شائعة بين ملاحي السفن بين القرنين السابع عشر والثامن عشر. وكنوع من السخرية كانت هذه العقوبة تسمى: تعيين الشخص حاكما لجزيرة!



الغلي
وسائل إعدام مبتكرة! (1) Khofi_10
الغلي
يتم تجريد المذنب من ثيابه، ويتم وضعه في وعاء ضخم يحتوي على سائل يغلي. أحيانا يتم وضعه في السائل وهو بارد أولا ثم يتم تسخينه شيئا فشيئا. ويمكن أن يكون هذا السائل إما ماء أو زيتا أو حمضا أو قطرانا، وأحيانا يكون رصاصا مصهورا! ويتم ربط الضحية وغمسه في السائل المغلي ثم إخراجه وغمسه مرة أخرى عدة مرات لإطالة فترة عذابه. وقد كانت هذه الوسيلة شائعة في إنجلترا أيام الملك "هنري الثامن". ويقال إن "عيدي أمين" ديكتاتور أوغندا كان يستخدم هذه الوسيلة ضد أعدائه.




ولا زالت وسائل الإعدام الغريبة لم تنتهِ بعد، فتابعونا



[/size]
[/size][/center]