كل الذين يعتبرون المواضيع التي تتحدث عن الحب شيئا تافها ، ويعتبرون الحب نفسه مجرد مضيعة للوقت . إلى كل الذين يعتبرون كل من يفتح ملفات الجنس مجرد زنديق يسعى إلى نشر الفاحشة بين المسلمين . إلى كل الذين يرفضون أن يناقشوا هذه المواضيع ، وتفور الدماء في عروقهم بمجرد أن تقع أعينهم على عنوان توجد فيه كلمة الحب أو الجنس . إلى كل هؤلاء أقدم هذه القصة التي رواها لي شخص أعرفه تمام المعرفة ، علها تجعلهم يغيرون نظرتهم الخاطئة تجاه مثل هذه المواضيع التي يعتبرونها "مخلة بالآداب
، ويقتنعوا في يوم من الأيام أنها ليست كذلك .
يحكي عمر بحسرة وألم عن علاقته بزوجته التي ارتبط بها قبل أربع سنوات ، ويقول باختصار شديد بأن حياتهما لا فرق بينها وبين الجحيم .
بدأت مشكلة عمر عندما فكر في الزواج لأول مرة ، حينها كانت فتاة واحدة هي التي أثارت إعجابه من بين كل فتيات القرية التي ترعرع فيها في منطقة "حاحا" بإقليم الصويرة .
المشكل أن هذه الفتاة كانت تحب شابا آخر ، لذلك عندما طلب عمر يدها لعائلتها رفضت ذلك بشدة ، لكن عمر أصر على الزواج بها رغم أنها قالت له بصراحة أنها لا تحبه ، ولن تتزوج به مهما كان الثمن . لكن والدها جعلها تتراجع في الأخير عن قرارها ، ليس عن طريق الإقناع ، بل بواسطة الصفعات المدوية .
فرحة عمر كانت كبيرة لأنه "ربح المعركة" ، وتزوج بالفتاة التي اختارها قلبه ، لكن فرحته ستنتهي مباشرة بعد حفل الزفاف . وخلال ليلتهما الأولى يحكي عمر أن زوجته وقفت في وجهه وقالت له بعبارة قاسية : " تستطيع الآن أن تفعل بي ما تشاء ، لقد أدخلتني إلى بيت عائلتك رغما عني ، لكنك لن تستطيع أبدا أن تدخل إلى قلبي " . وقع الجملة خلف غصة في دواخل الرجل ، لكنه ظل يمني نفسه بأن تتغير تصرفات زوجته يوما ما .
لكن الأيام تمر ، وتصرفات الزوجة الشابة لا تتغير ، بل تزداد سوءا على سوء ، ووجد عمر نفسه يعيش مع زوجته في بيت عائلته كشخصين غريبين . عندما يكلمها لا ترد عليه ، وحتى إذا ردت تكتفي بكلمات مقتضبة جدا ، وفي الليل يشعر وكأنه نائم بجانب امرأة بكماء بلا أحاسيس ، وعندما تضيق به الدنيا يرفع يده ويهوي بها على خدها ، لكن صفعاته لا تزيد الهوة الفاصلة بينهما إلا اتساعا .
الآن أصبحت معاناة عمر مضاعفة أكثر مما كانت عليه في الماضي . زوجته ما زالت تكن له نفس الحقد والكراهية ، وعندما ينشب بينهما شجار تافه تطلب منه بكل جرأة أن يطلقها ، لكن عمر لا يفكر مطلقا في الطلاق ، ليس لأنه لا يرغب في ذلك ، بل لأن هناك طفلين يجمعان بينهما ، واحد يسير نحو بلوغ سنته الثالثة ، والثاني ما زال في بطن أمه . عمر يفكر في مصير ابنيه ، ويفكر أيضا في التبعات المادية للطلاق .
المشكل الأكبر بالنسبة لعمر هو أنه يعيش بعيدا عن زوجته بعشرات الكيلومترات ، هو يسكن في مدينة اكادير ، وهي في إقليم الصويرة ، ولا يزورها إلى مرة واحدة في الشهر . والشاب الذي تحبه ما زال يسكن في القرية ، مما يجعل عمر يتوجس دوما من أن تخونه زوجته مع حبيبها الأول .
يعترف عمر أنه ارتكب خطأ فظيعا عندما أصر على الزواج من زوجته رغم أنه كان على علم بأنها لا ترغب في الزواج منه ، لكنه لم يتوصل إلى هذه الحقيقة المرة إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس كما يقول المثل .
وهو الآن لا يعرف بالضبط ماذا يجب عليه أن يفعل . وقبل أن يختم كلامه يتنهد من أعماق قلبه كمن يسعى للتخلص من حمل ثقيل ، ويقول بأن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان عندما يفكر في الزواج هو أن يخطب امرأة لا تحبه ، دون أن ينسى توجيه رسالة إلى الآباء ينصحهم فيها بعدم إرغام بناتهم على الزواج من أشخاص لا يرغبن في الزواج منهم .
أطرح هذه القضية أمام القراء أولا لإبداء آرائهم في هذا الموضوع الشائك ، ويبحثوا عن حل لمشكلة عمر ، التي لا شك أن قصصا مشابهة لها تدور أحداثها في كثير من البيوت المغربية .
وأطرح هذه القضية أيضا لكي نتخلص من أنانيتنا المفرطة ونظرتنا التي لا تريد أن ترى مثل هذه الجزئيات الدقيقة . فهناك أشياء صغيرة ومشاكل نعتبرها دوما تافهة ، لكنها في حقيقة الأمر تشبه ألغاما يمكن أن تسبب لنا كثيرا من الخسائر عندما تنفجر ، فالحديث عن الحب والجنس ليس أبدا مضيعة للوقت كما يتوهم البعض ، لأن المشاكل التي تأتي منهما يكون وقعها في أحيان كثيرة أكبر من وقع المشاكل الأخرى ، لذلك فالوقاية كما قال الأولون أفضل بألف مرة من العلاج ، ولكي نقي أنفسنا من هذه المشاكل فالحل الوحيد بطبيعة الحال هو أن لا نتجاهلها ، لأن تجاهل المشاكل يؤدي إلى تراكمها ، ومن تم تكون معالجتها صعبة للغاية ، إن لم تكن مستحيلة .
ففي نهاية المطاف يبقى كل واحد منا معرضا للوقوع في مثل هذه المشاكل المستعصية . والمغاربة يقولون : "ما حاس بالمزود غير اللي مخبوط به " . وإذا كانت الوقاية خير من العلاج ، فماذا سيفعل الذين يتخبطون في مثل هذه المشكلة ، وعلى رأسهم عمر ؟
، ويقتنعوا في يوم من الأيام أنها ليست كذلك .
يحكي عمر بحسرة وألم عن علاقته بزوجته التي ارتبط بها قبل أربع سنوات ، ويقول باختصار شديد بأن حياتهما لا فرق بينها وبين الجحيم .
بدأت مشكلة عمر عندما فكر في الزواج لأول مرة ، حينها كانت فتاة واحدة هي التي أثارت إعجابه من بين كل فتيات القرية التي ترعرع فيها في منطقة "حاحا" بإقليم الصويرة .
المشكل أن هذه الفتاة كانت تحب شابا آخر ، لذلك عندما طلب عمر يدها لعائلتها رفضت ذلك بشدة ، لكن عمر أصر على الزواج بها رغم أنها قالت له بصراحة أنها لا تحبه ، ولن تتزوج به مهما كان الثمن . لكن والدها جعلها تتراجع في الأخير عن قرارها ، ليس عن طريق الإقناع ، بل بواسطة الصفعات المدوية .
فرحة عمر كانت كبيرة لأنه "ربح المعركة" ، وتزوج بالفتاة التي اختارها قلبه ، لكن فرحته ستنتهي مباشرة بعد حفل الزفاف . وخلال ليلتهما الأولى يحكي عمر أن زوجته وقفت في وجهه وقالت له بعبارة قاسية : " تستطيع الآن أن تفعل بي ما تشاء ، لقد أدخلتني إلى بيت عائلتك رغما عني ، لكنك لن تستطيع أبدا أن تدخل إلى قلبي " . وقع الجملة خلف غصة في دواخل الرجل ، لكنه ظل يمني نفسه بأن تتغير تصرفات زوجته يوما ما .
لكن الأيام تمر ، وتصرفات الزوجة الشابة لا تتغير ، بل تزداد سوءا على سوء ، ووجد عمر نفسه يعيش مع زوجته في بيت عائلته كشخصين غريبين . عندما يكلمها لا ترد عليه ، وحتى إذا ردت تكتفي بكلمات مقتضبة جدا ، وفي الليل يشعر وكأنه نائم بجانب امرأة بكماء بلا أحاسيس ، وعندما تضيق به الدنيا يرفع يده ويهوي بها على خدها ، لكن صفعاته لا تزيد الهوة الفاصلة بينهما إلا اتساعا .
الآن أصبحت معاناة عمر مضاعفة أكثر مما كانت عليه في الماضي . زوجته ما زالت تكن له نفس الحقد والكراهية ، وعندما ينشب بينهما شجار تافه تطلب منه بكل جرأة أن يطلقها ، لكن عمر لا يفكر مطلقا في الطلاق ، ليس لأنه لا يرغب في ذلك ، بل لأن هناك طفلين يجمعان بينهما ، واحد يسير نحو بلوغ سنته الثالثة ، والثاني ما زال في بطن أمه . عمر يفكر في مصير ابنيه ، ويفكر أيضا في التبعات المادية للطلاق .
المشكل الأكبر بالنسبة لعمر هو أنه يعيش بعيدا عن زوجته بعشرات الكيلومترات ، هو يسكن في مدينة اكادير ، وهي في إقليم الصويرة ، ولا يزورها إلى مرة واحدة في الشهر . والشاب الذي تحبه ما زال يسكن في القرية ، مما يجعل عمر يتوجس دوما من أن تخونه زوجته مع حبيبها الأول .
يعترف عمر أنه ارتكب خطأ فظيعا عندما أصر على الزواج من زوجته رغم أنه كان على علم بأنها لا ترغب في الزواج منه ، لكنه لم يتوصل إلى هذه الحقيقة المرة إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس كما يقول المثل .
وهو الآن لا يعرف بالضبط ماذا يجب عليه أن يفعل . وقبل أن يختم كلامه يتنهد من أعماق قلبه كمن يسعى للتخلص من حمل ثقيل ، ويقول بأن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان عندما يفكر في الزواج هو أن يخطب امرأة لا تحبه ، دون أن ينسى توجيه رسالة إلى الآباء ينصحهم فيها بعدم إرغام بناتهم على الزواج من أشخاص لا يرغبن في الزواج منهم .
أطرح هذه القضية أمام القراء أولا لإبداء آرائهم في هذا الموضوع الشائك ، ويبحثوا عن حل لمشكلة عمر ، التي لا شك أن قصصا مشابهة لها تدور أحداثها في كثير من البيوت المغربية .
وأطرح هذه القضية أيضا لكي نتخلص من أنانيتنا المفرطة ونظرتنا التي لا تريد أن ترى مثل هذه الجزئيات الدقيقة . فهناك أشياء صغيرة ومشاكل نعتبرها دوما تافهة ، لكنها في حقيقة الأمر تشبه ألغاما يمكن أن تسبب لنا كثيرا من الخسائر عندما تنفجر ، فالحديث عن الحب والجنس ليس أبدا مضيعة للوقت كما يتوهم البعض ، لأن المشاكل التي تأتي منهما يكون وقعها في أحيان كثيرة أكبر من وقع المشاكل الأخرى ، لذلك فالوقاية كما قال الأولون أفضل بألف مرة من العلاج ، ولكي نقي أنفسنا من هذه المشاكل فالحل الوحيد بطبيعة الحال هو أن لا نتجاهلها ، لأن تجاهل المشاكل يؤدي إلى تراكمها ، ومن تم تكون معالجتها صعبة للغاية ، إن لم تكن مستحيلة .
ففي نهاية المطاف يبقى كل واحد منا معرضا للوقوع في مثل هذه المشاكل المستعصية . والمغاربة يقولون : "ما حاس بالمزود غير اللي مخبوط به " . وإذا كانت الوقاية خير من العلاج ، فماذا سيفعل الذين يتخبطون في مثل هذه المشكلة ، وعلى رأسهم عمر ؟