الهجره الغير شرعيه
رحلات بين الياس والرجاء
اعلم جيدا ان موضوع الهجره عير الشرعيه يشكل هاجسا ثقيلا لدي العديد من المسؤليين الاجنبيين وذلك بين المثقفين وجمعيات حقوق الانسان وكذلك المجتمع الدولي خاصا الدول التي لها شواطئ ساحليه علي البحار والمحيطات كما انه يشغل بال كل مصري مخلص مهموم بمشاكل وقضايا وطنه وابناء هذا الوطن كما اعلم ان هذا الموضوع قتل بحثا من قبل كل من له علاقه به سواء من الناحيه السياسيه او الاجتماعيه او الامنيه في الداخل والخارج ,
ولعل في تناولي لهذا الموضوع هذه المره اقوم بعرضه علي الراي العام والمسؤلين من واقع خبرتي السابقه بقطاع امن النفاذه ومشاركتي في العديد من العديد من الاجتماعات الامنيه داخل البلاد وخارجها وبحكم ما لمسته من جهود كبيره تبذلها وما زالت الاجزه الامنيه فقط التي اصبح يقع عليها وحدها عبئ تلك المواجهه  علما بانه في الحقيقه مسؤليه المجتمع باثره بكل مؤسساته الاعلاميه والاجتماعيه والثقافيه بل والسياسيه ايضا لعلني اصل في النهايه الي وضع بعض التصورات التي يمكن ان تساهم او تكون بدايه لتعامل مجتمعي فمنهج للتعامل مع هذه القضيه فقد عادت مؤخرا ظاهره الهجره غير شرعيه من خلال بعض الشوطيئ المصريه المعروفه والغير معروفه تطل علينا بكل ما تحمله من مخاطر ومأسي في محاولات مستميته للجوء الي احدي الدول الاوربيه تطلعا لحياه افضل من وجه نظرهم ولعل الجديد في تلك المحاولات انها تضمن مؤخرا اعداد كبيره من السوريين والفلسطينيين والسودانيين المتواجديين في بالبلاد منذ ثوره يناير 2011 حيث تمكن تنظيم الاخوان المسلمين من استقطاب العديد منهم في للمشاركه في المظاهرات والاضطرابات التي كانو يقومون بها في مواجه المجلس العسكري وكان مقابلها عقب توليهم الحكم صدور تعليمات بمعاملتهم كالمصريين وعدم مطالبتهم بتاشيرت دخول او اقامات بالبلاد وهو ما تغير في اعقاب صوره يونيو 2013 الامر الذي دفع العديد منهم الي الهجره خارج البلاد بعائلتهم واطفالهم وهنا ايضا جانبا اضافيا من الماسي حيث شهدت حالات الموت غرقا اعداد كبيره من النساء والاطفال .
وقد تمكنت السلطات المصريه من احباط العديد من تلك المحاولات والقبض علي العصابات التي تقوم بتهريبهم مقابل مبالغ ماليه كبيره في حين قامت السلطات الايطاليه واليوناينه والقبرصيه بالقبض علي البعض منهم عقب دخولهم بينما لقي الباقي حتفهم والموت غرقا اثناء ذلك وكم كان خبر القبض علي 86 طفلا وقاصرا سوريا بمعرفه السلطات الايطاليه صادما للراي العام العالمي وجمعيات حقوق الانسان مما دفع عمده مدينه كاتانيا الايطاليه يقوم بايداعهم في احد مراكز رعايه القصر لحين الانتهاء من فحص موقفهم والبت في امرهم .
وتبذل اجهزه الشرطه وحرس الحدود جهودا مضنيه لمواجهه تلك المحاولات قبل مغادرتهم المياه الاقليميه انقاذا لحياتهم وكرامتهم الي انهم يعيدون المحاوله مره اخري املا في حياه افضل من وجه نظرهم الي هذا الحد هانت الحياه عليهم يدفعون ثمن موتهم او سجنهم او ترحيلهم انه الياس والاحباط والرجاء .
وقدر رايت بنفسي مدي المعاناه التي يتعرض لها من يقومون بهذه المغامره الغير محسوبه خاصه علي ضوء التعاون الدولي لمواجهه هذا المحاولات وهوا الامر الذي دفع بعض الدول بتذويدنا بالعديد من المعدات وبعض اللنشات البحريه لمضارده المركاب التي تحمل هاؤلاء المهاجرين قبل خروجهم من المياه الاقليميه للبلاد وبرغم كل هذا ما ذالت المحاولات لا تنتهي ابدا في ايجاد فرصه عمل او تحقيقا لحلم الحياه الافضل او فراره من واقع بائسه .
وهنا نقول ان الحلول الامنيه وحدها لا تكفي لوضع حدا لهذه الجريمه بل لابد من تكاتف جميع الجهات المعنيه للتعامل مع هذا الملف الهام والذي اصبح يضم عائلات باكملها واطفالا بمفردهم وبرغم كل الاعباء التي ينوء بها كامل اجهزه الشرطه والقوات المسلحه الي ان المسؤليين ما زالو علي تصميمهم بعدم التعامل بحريه اتجاه هذا الموضوع وتركه او الجانب الاكبر منه للقوات الامنيه فقط .
ولعله من المنطقي ان تشير الي بعض العوامل المجتمعيه التي ادت الي تذايد هذه الظاهره فعلي الصعيد الاقتصادي مجد ارتفاع مستوي المعيشه وتفشي ظاهره البطاله وتفاوت معدلات الدخل . اما الجانب الاجتماعي فنجد الشعور بالاحباط لدي الشباب نتيجه فشله في تحقيق طموحاته الشخصيه من عمل وزواج ومستقبل مطمئن بالاضافه الي ما يقدم به الاعلام من رسم صوره ورديه للعالم الخارجي والنجاحات التي حققها من سبق لهم الهجره الي هذا العالم وما يقوم به العائدون بعد فترات من عملهم بالخارج من شراء عقارات او اراضي زراعيه اما المبررات السياسيه فهي لم تظهر في مصر الا مؤخرا في اعقاب قيام ما يسمي بثورات الربيع العربي وما اعقبها من فصائل معنيه علي مقاليد الاوضاع في بلادهم وتوافد اعداد كبيره من السوريين والفلسطينيين للبلاد املا في تدعيمهم من قبل الاخوان المسلمين مقابل دعمهم لها في المظاهرات والاحتياجات وهوا الامر الذي تغير بعد ثوره يونيو 2013 وتغيرت معها نظره المجتمع لهم كما تغيرت التسهيلات التي كانت ممنوحه لهم بلا ضابط ولا رابط …
هذا بالاضافه الي بعض المعارضين للاوضاع في البلاد سواء في عهد الاخوان المسلمين او ما بعدها ..
وقد مرت مراحل التعامل مع الهجره الغير شرعيه الي الدول الاوربيه بثلاثه محطات زمنيه متداخله الاولي قبل عام 1985 وفيها كانت معظم هذه الدول بحاجه الي مزيد من العماله وبالتالي قبول المهاجرين اليها سواء بطرق مشروعه او غير مشروعه بل والاسراع في تقنين اوضاعهم خاصه اولئك الذين يعملون في مجالات الزراعه والمطاعم قد تمكنت معظم هاؤلاء المهاجرين من الحصول علي جنسيات هذه الدول
ثم كانت المرحله الثانيه خلال الفتره من عام 1985 الي عام 1995 وفيها تذايدت اعداد المهاجرين بشكل اصبح يمثل عبئا علي الدول التي يهاجرون اليها ومن هنا بدأت الدول في التضييق عليهم وعدم تقنيين اوضاعهم الي ان هذا لم يقترن باستخدام اساليب متشدده في التعامل معهم الي ان جاءت المرحله الثالثه اعتبارا من عام 1995 والتي اتسمت بالطابع الامني الصارم لمواجهه هذا السيل الجارف من تلك الهجره والتنسيق بين هذه الدول وبعضها من خلال مواثيق واتفاقيات مشتركه لمواجهه تلك الظاهره وفقد شاركت مصر في العديد من الاتفقيات وراينا من خلال المتابعه مدي صعوبه وضع حلول جزريه لموجهه خذه الجريمه التي اصبح القائمون بها يتفننون في اساليبهم في عمليات التهريب بالاضفه الي قيام عصابات اقليميه ودوليه بالمشاركه في تلك العمليات سواء في مصر وليبيا او في بعض الدول الاوربيه .
وبرغم الجهود الكبيره التي تبذلها اجهزه الشرطه وقوات حرس الحدود للتعامل الامني مع تلك المحاولات فاننا يجب ان نسلم بان الحلول الامنيه فقط وبرغم النجاحات التي تحققها في هذا الشأن غير كافيه بل انه من الازم ان تكون هنام منظومه متكامله من جميع الهيئات المعنيه للتعامل مع هذا الملف بشكل موضوعي بعيدا عن التوصيات العامه الذي تصدر خلال الاجتماعات الدوليه والداخليه بدون متابعه حقيقيه وبدون تحديد ادوارا واضحه لهذه الهيئات الي ان تصل الامور الي نقطه البدابه وهي التعامل الامني فقط مع تلك الظاهره وهكذا يسير اسلوب التعامل الحكومي مع هذه الجريمه اجتماعات وتصريحات واعلام …
والنتيجه اذدياد في حجم الظاهره , وتعامل امني فقط لمواجهاتها وانتفاقات شعبيه واقليميه ودوليه بانتهاكات لحقوق الانسان .
والسؤال هنا لماذا لا تتحرر منظمات المجتمع المدني في الدخل والخارج في لتتعاون مع الدوله واجهزه امنها لمواجهه تلك الجريمه نحن لا نري من هذه الجمعيات ومنظمات سوء الانتقاض دون بذل أي مجهودات لوضع حدودا او حلولا لما يشهده المجتمع من ظواهر عنف واجرام تورع المواطن والامن الطامع في دوله مستقره يعيش فيها مع ابناءه باحلام متفائله عدم مستقبلهم وامالهم في هذا المستقبل .
ومع تسليمنا لصعوبه المرحله الحاليه التي تمر بها البلاد الا اننا راينا من واجبنا بطرح بعض الافكار والمقترحات التي يمكن ان تساهم من وجهه نظرنا بقدر ما في التعامل لمواجهه هذه الجريمه مع تقديرنا الكامل واحترامنا لجميع الافكار والاراء التي طرحت وماذالت تطرح لمواجهتها شريطه ان يتم تفعيلها  بخطوات تنفيذيه وفعاله من كافه الجهات المعنيه في هذا الشأن ومن بين تلك المقترحات .

  1. 1.     ضروره استخدام الاله الاعلاميه بكل ما لها من ثقل ومن خلال حملات مدروسه تخاطب جميع العقول والمستويات وتبصير الشباب بصفه خاصه بخطوره تلك المحاولات وابعادها والنتائج المترتبه عليها سواء تم القبض عليهم داخل او خارج البلاد علي ان يتم ذلك بشكل مباشر من خلال برامج واضحه او غير مباشره من خلال قيام بعض الذين حاولو القيام بهذه الجريمه وتم القبض عيهم او تعرضو للموت غرقا وتم انفاذهم بغرض ما تعرضو له من اهوال وصعوبات واهانه او طرحها من خلال مسلسلات او افلام يوضح فيها اماكن بجميع المقبوض عليهم في المعسكرات المخصصه لذلك في الدول الاجنبيه وما يعانيه فيها المقبوض عليهم من مهانه واحباط ونتهاك لحقوقهم الانسانيه الا ان يتم يتم ترحيلهم مره اخري للبلاد .
  2. 2.     اعاده دراسه تلك الظاهره من كافه ابعادها الاقتصاديه والاجتماعيه والامنيه ومحاوله ايجاد حلولا غير تقليديه لها علي المدي المتوسط والعيد مستغلين الامال العريضه لتحقيق مستقبل افضل للبلاد بعد ثوره 30 يونيو 2013 علي ان يشارك في هذه الدراسه جميع المسؤليين المتخصصين المخلصين في القطاعات المختلفه للدوله والذين يصنعون مصلحه ابناء وطنهم وكرامتهم صوب اعينهم .
  3. 3.     التشديد في اجرءاءت دخول البلاد او منح تاشيرات دخول لها للجنسيات المعروف عنها استعدادها للقيام بهذه الجريمه انطلاقا من الشوطيء المصريه خاصا من فئات الشباب القادمين للبلاد من الفئات الدنيا التي لا عمل لها والتي يثبت عدم جديه مبررات ترددهم علي البلاد .
  4. 4.     دراسه اوضاع السوريين والفلسطينيين المتواجدين بالبلاد منذ احداث ثوره 25 يناير 2011 والتنسيق مع المسؤليين عنهم سواء من خلال سفارات دولهم او مسئولي الجابه لاقناعم بخطوره القيام بمثل تلك المحاولات ومساعدتهم علي تاشيرات للدول التي لا مانع لدبها من استقبالهم للعمل بها .. بالاضافه الي سرعه تقنين اوضاعهم بالبلاد سواء بمنحهم اقامات مشروعه بها او تكليفهم بالمغادره بالطرق القانونيه وباساليب حضاريه دون انتهاك لطرامتهم او انسانياتهم .
  5. 5.     تشديد العقوبات علي سماسره عمليات التهريب الذين يقومون بتحريض وتسهيل عمليات السفر بطرق غير شرعيه مقابل مبالغ ماليه كبيره لا يفوتني في هذا الصدد الا ان اشير واشيد بالجهود الكبيره التي تبذلها اجهزه الشرطه المعنيه لمواجهه تلك الجريمه بالاضافه الي اجهزه القوات المسلحه التي تحاول بكل الطرق ايقاف تلك المحاولات قبل القيام بها خفاظا علي اراوح من يحاولون الهروب من البلاد حفاظا علي كرامتهم وانسانياتهم لقناعه تلك الاجهزه الكامله وانا كنت احد الذين تشرفت بالعمل بها ان ما يقدم به هاؤلاء انما هو للبحث عن حياه افضل لهم وهو من هذا المنطلق هدف المشروع ولا يمثل أي جريمه تضر بامن المجتمع من وجهه نظرهم فهي رحلات ومحاولات قد تؤدي بهم الي الهروب من مرحله الياس الي مرحله الامل والرجاء.


اللواء محسن الفحام