اللى
قبلنا قالوا زمان «واحد راح لأبوه وقال له: علمنى الهيافة يابا.. رد أبوه:
يا ابنى تعالى فى الهايفة واتصدر»، ولأننا شعب لا يحب التخلى عن عاداته،
يبقى التمسك بممارسة الهيافة من أهم سمات كثيرين منا، لذا لم يعد غريباً أن
يعتبر أحد نواب البرلمان، أن حجب المواقع الإباحية من على شبكة الإنترنت
فى مصر، هى شغله الشاغل وغاية مراده، أى أن الجبل تمخض.. فولد فأراً، خرج
مواطن مصرى شقيان من بيته، ومارس حقه الانتخابى، واختار من يعبر عن همومه،
ليكتشف فى النهاية أن فهم هذا النائب لهموم المصريين يتبلور حول خطر وجود
المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت!
ربما يعتبرها البعض عدم فهم
لآلية التعامل مع شبكة تجاوزت مرحلة الحجب، وقد يعتبرها آخرون محاولة
لتحجيم ممارسة الحرية فى الاطلاع، لكن المؤكد والأكيد أنها بالضرورة عدم
فهم لواقع المصريين ولا للمرارة اليومية التى أصبحت للأسف صفة ملازمة لحياة
أى مصرى.
المواقع الإباحية الحقيقية على شبكة الإنترنت، هى تلك
الموجودة بالآلاف تعرض فقر المصريين ومهانتهم، المواقع الإباحية هى تلك
التى تعرض صور وفيديوهات للمصريين يقتتلون فى طوابير العيش، ويحاربون بعضهم
فى معارك الحصول على أنابيب الغاز، المواقع المخجلة هى تلك التى تصور
مصريين يأكلون من صفائح القمامة.. ها.. أيهم أخطر؟ وأيهم يجلب المهانة لشعب
اعتاد أن يعيش مرفوع الرأس والآن يراه العالم بهذهِ الصورة المؤلمة؟ شعب
خرج شبابه ذكوراً وإناثاً فى ثورة استمرت فى الشوارع ثمانية عشر يوماً دون
حالة تحرش واحدة ثم يخرج علينا من يعتبر أن هذا الشباب لا يعرف من شبكة
الإنترنت سوى.. المواقع الإباحية!
إن شخصا لا يرى فى شبكة الإنترنت
العظيمة، سوى مواقع إباحية هو شخص بالضرورة لا يعبر عن عصره ولا عن مجتمعه،
هو شخص أيضاً لم يطلع على سخرية شباب بلده من طلب الإحاطة «العاجل» إلى
مجلس الشعب الموقر، على شبكة الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعى،
وإلا لحاول على الأقل أن يفهم كيف يفكر شباب المجتمع الذى اختاره فى
البرلمان، هى سخرية دارت كلها حول الرغبة فى حل مشاكل العنوسة فى الجنسين،
والالتفات لحل مشاكل السكن والتعليم والصحة فى البلد أولاً، سخرية حملت خفة
دم المصريين المعهودة.. وكثير من الألم أيضاً، بمحاولة بسيطة للبحث فى
جوجل، ستضحك ربما مما كتبه المصريون رداً على طلب الإحاطة، لكنك ستتألم
أكثر مما حملت الشبكة العنكبوتية من ردود موثقة بالصورة والفيديو عن رؤيتهم
للمعنى الحقيقى للمواقع الإباحية.
هو حقيقى هم يبكى وهم يضحك، وقديماً قالها الشاعر العظيم المتنبى «وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحكٌ كالبكا».
قبلنا قالوا زمان «واحد راح لأبوه وقال له: علمنى الهيافة يابا.. رد أبوه:
يا ابنى تعالى فى الهايفة واتصدر»، ولأننا شعب لا يحب التخلى عن عاداته،
يبقى التمسك بممارسة الهيافة من أهم سمات كثيرين منا، لذا لم يعد غريباً أن
يعتبر أحد نواب البرلمان، أن حجب المواقع الإباحية من على شبكة الإنترنت
فى مصر، هى شغله الشاغل وغاية مراده، أى أن الجبل تمخض.. فولد فأراً، خرج
مواطن مصرى شقيان من بيته، ومارس حقه الانتخابى، واختار من يعبر عن همومه،
ليكتشف فى النهاية أن فهم هذا النائب لهموم المصريين يتبلور حول خطر وجود
المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت!
ربما يعتبرها البعض عدم فهم
لآلية التعامل مع شبكة تجاوزت مرحلة الحجب، وقد يعتبرها آخرون محاولة
لتحجيم ممارسة الحرية فى الاطلاع، لكن المؤكد والأكيد أنها بالضرورة عدم
فهم لواقع المصريين ولا للمرارة اليومية التى أصبحت للأسف صفة ملازمة لحياة
أى مصرى.
المواقع الإباحية الحقيقية على شبكة الإنترنت، هى تلك
الموجودة بالآلاف تعرض فقر المصريين ومهانتهم، المواقع الإباحية هى تلك
التى تعرض صور وفيديوهات للمصريين يقتتلون فى طوابير العيش، ويحاربون بعضهم
فى معارك الحصول على أنابيب الغاز، المواقع المخجلة هى تلك التى تصور
مصريين يأكلون من صفائح القمامة.. ها.. أيهم أخطر؟ وأيهم يجلب المهانة لشعب
اعتاد أن يعيش مرفوع الرأس والآن يراه العالم بهذهِ الصورة المؤلمة؟ شعب
خرج شبابه ذكوراً وإناثاً فى ثورة استمرت فى الشوارع ثمانية عشر يوماً دون
حالة تحرش واحدة ثم يخرج علينا من يعتبر أن هذا الشباب لا يعرف من شبكة
الإنترنت سوى.. المواقع الإباحية!
إن شخصا لا يرى فى شبكة الإنترنت
العظيمة، سوى مواقع إباحية هو شخص بالضرورة لا يعبر عن عصره ولا عن مجتمعه،
هو شخص أيضاً لم يطلع على سخرية شباب بلده من طلب الإحاطة «العاجل» إلى
مجلس الشعب الموقر، على شبكة الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعى،
وإلا لحاول على الأقل أن يفهم كيف يفكر شباب المجتمع الذى اختاره فى
البرلمان، هى سخرية دارت كلها حول الرغبة فى حل مشاكل العنوسة فى الجنسين،
والالتفات لحل مشاكل السكن والتعليم والصحة فى البلد أولاً، سخرية حملت خفة
دم المصريين المعهودة.. وكثير من الألم أيضاً، بمحاولة بسيطة للبحث فى
جوجل، ستضحك ربما مما كتبه المصريون رداً على طلب الإحاطة، لكنك ستتألم
أكثر مما حملت الشبكة العنكبوتية من ردود موثقة بالصورة والفيديو عن رؤيتهم
للمعنى الحقيقى للمواقع الإباحية.
هو حقيقى هم يبكى وهم يضحك، وقديماً قالها الشاعر العظيم المتنبى «وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحكٌ كالبكا».