كثرة الخيارات تربك العقل.. فهل ينطبق هذا على الحب والزواج؟
من القواعد السلوكية أن كثرة الخيارات تربك المرء وتجعله في حيرة من أمره، حتى إن تلك الكثرة ربّما تحرم المرء الإختيار الصحيح. فهل ينطبق هذا على الحب والزواج؟
يبدو الأمر كذلك، فقد أكّد باحثون بريطانيون أنّه كلما زادت خيارات الحب أمام المرء، زاد إحتمال أن ينتهي به الأمر بلا حبيب. فالمرأة الجميلة التي يتسابق على حبّها عدة رجال، لديها الكثير من الوقت والحيز لموازنة الأمور بميزان الذهب وإختيار الرجل المناسب من بين المتنافسين.
ومن الناحية النظرية من المفترض أن تختار المرأة أفضلهم، لكن ما يحدث في الواقع هو أنّها إما أن تختار أسوأهم، أو أنها تفشل في تحديد خياراتها، ومن ثمّ فإنّ الوحدة الموحشة هي المصير.
في المقابل، فإنّ الأغلبية العظمى من علاقات الحب الناجحة نشأت في وضع تكون فيه الخيارات محدودة، حيث يعرض أحدهما على الآخر الإرتباط بعد أن يغدق عليه بعبارات الإعجاب، وفي وقت قصير تتبرعم أزهار الحب ويدخل الاثنان في علاقة.
وتزداد صعوبة الإختيار كلما كان المتنافسون مختلفين في الصفات والمظاهر والطباع، حيث تؤدي كثرة الإختلافات والتناقضات إلى وضع صاحب الإختيار في متاهة ربّما تفضي إلى رفع الراية البيضاء وعدم الإختيار مطلقاً.
وقال الباحث أليسون لينتون من جامعة أدنبرا، وهو أحد أعضاء فريق البحث: "نحن معتادون مقولة إنّ الخيارات المتعددة أمر طيب. لكن المفاجئ في بحثنا هو أنّه كشف عن نتيجة مغايرة؛ إذ إنّ كثرة الخيارات تجلب الهم والإرتباك وتؤدي إلى الوحدة".
جاء ذلك نتيجة دراسة أجريت على مجموعة كبيرة من الأشخاص منهم 1868 إمرأة و1870 رجلاً ممن شاركوا في جلسات مواعدة تجارية تقام بغرض إختيار شريك العمر.
وتقضي تلك الجلسات بأن يلتقي كل باحث عن "النصف الآخر" عدداً يراوح بين 15 و31 من الأشخاص المرشحين من الجنس الآخر لمدة تقارب 3 دقائق في كل لقاء. وراقب الباحثون بدقة كيف حصلت التوافقات بين أشخاص وكيف أنّ الأشخاص الذين حصلوا على الإعجاب من الآخرين لم يستطيعوا حسم أمورهم عندما كانت الخيارات عديدة.
أمّا النتيجة التي خلص إليها القائمون على البحث، فهي أن إختيار الشريك الزوجي لا يمكن أن يكون مسألة عقلانية بحتة، إذ حتى في اللقاءات المرتبة من قِبَل وكالات تجارية، لابدّ للقلب أن يقول كلمته لترجيح الخيارات في حال إرتباك العقل.