العدو الثالث: التجاهل والنسيان .
التجاهل والنسيان
عدو خفي يتسلل إلى الحياة الزوجية
في مظاهر متكررة قد لا يتنبه لها الزوجان
حتى إنه ليصنع من الأشياء الحقيرة مشكلة عظيمة !!
ولا أعني هنا مطلق التجاهل والنسيان ، بل أعنيه في جانب الأشياء الجميلة في
الحياة الزوجية !
وإلاّ فإن تجاهل الأخطاء والهفوات ونسيان الخلافات في الحياة الزوجية من أنجح وسائل الاستقرار بين الزوجين في حياتهما .
الله جل وتعالى في كتابه يلفت النظر إلى هذا المنعطف في الحياة
الزوجية فيقول جل وتعالى : " وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ "
وعلى قراءة : " ولا تناسوا الفضل بينكم "
(البقرة: من الآية237) !
وهي إشارة لطيفة جاءت بين ثنايا سياق حديث القرآن حول جانب من العلاقات الأسرية ( والزوجية خاصة ) وفي الآية ندب إلى الإحسان والفضل ، وندب إلى حفظ الجميل وعدم نكرانه ونسيانه بين الزوجين .
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكّد على هذا المعنى العظيم مع زوجة من
زوجاته وكيف أن تذكّر الأشياء الجميلة في الحياة الزوجية مما يزيد الحب بل هو علامة من علامات الحب ،
تقول عَائِشَةَ رضي الله عنها :
مَا غِرْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ،
مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ. لِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا.
وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ.!!
وكان يقول صلى الله عليه وسلم :
" إنّي رزقت حبها " !!
وكان لا ينسى خلائل خديجة رضي الله عنها من أن يكرمهم إذا ذبح شاة ونحو ذلك .!!
وكان صلى الله عليه وسلم لا ينسى أو يتجاهل زوجته عائشة رضي الله عنها من أن يشاركها أوتشاركه فيما يحب فمن ذلك :
أن جارا، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فارسيا. كان طيب المرق. فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم جاء يدعوه. فقال (وهذه؟) لعائشة. فقال : لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا). فعاد يدعوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهذه؟) قال : لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا). ثم عاد يدعوه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهذه؟) قال : نعم.
في الثالثة.
فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله.
ولعل أحدنا يسأل نفسه كم هي المرات التي يُدعى فيها إلى مناسبة فيشترط لحضوره أن تكون زوجته معه ؟!
* بعض مظاهر التجاهل والنسيان .
- كفران العشير عند الخلاف والخصومة .
وهو شأن غالب في طبع النساء ،
وفي طبع بعض الرجال .
- عدم الثناء والمدح عند حصول التغيير والتجدي
د في أي جانب من جوانب الحياة الزوجية .
تقول يائسة ..
زوجي لا ينظر إليّ !!
بقدر ما أقضي وقتاً طويلاً أمام المرآة أتجمّل فيها وأتزين لزوجي لكنه يتجاهلني !!
لا يدري ما ذا لبست ..
ولا تجذبه رائحة العطور التي أغرق بها نفسي إغراقاً لعلّها تحرّك فيه ساكناً !!
كلما شعرت بتجاهل زوجي أحاول أن أستخرج منه كلمات الانتباه !!
مرّة لبست لبساً جديداً ..
لم ينتبه ..
سألته ما رأيك بهذا يا زوجي العزيز !!
قال : ما أجمله وأروعه !!
ثم بادرني بسؤال - وليته ما سأل - من أين لك هذا ؟
قلت بخيبة : نسيت !!
هذا هديتك لي يوم قدمت من سفرك !!
- تجاهل الزوج لزوجته أمام أهلها أو أهله
وتجاهلها له أمام أهله أو أهلها .
وكأن عواطف الزوجية ومشاعرها لا تكون إلاّ بين جدران البيت بل في أضيق من ذلك !!
إن الزوجة حين تشعر من زوجها أنه يقدّرها أمام أهله أو أهلها فإن ذلك يزيد من رصيد الحب بينهما .
- عدم الاهتمام بالوعود والمواعيد بين الزوجين .
فربما أن أي صارف - ولو كان تافهاً -
يصرف الزوج عن موعد له مع زوجته !!
وكسل الزوجة وتثاقلها وعدم احترامها لمواعيد زوجها ربما يزيد من تناقص رصيد الحب بينهما !!
- تجاهل الأمنيات !!
قد تتمنى الزوجة على زوجها شيئاً ما - قد يكون في نظره تافهاً - لكنه عندها شيء له شأن !!
إن تجاهل بعض أمنيات زوجاتنا فيما نستطيع أن نحققه لهنّ يُرخي على حياتنا حُجباً قد تتكاثر حتى تحجب عنّأ إشراقة الحب .
لقد كان صلى الله عليه وسلم - كما وُصف - مع زوجته عائشة رضي الله عنها :
هيناً ليناً إذا هوت شيئاً تابعها عليه .
- الاستجابة للصوارف والتشاغل بها عن الأهل والأولاد .
( أنتر نت - أصدقاء - استراحات . . . )
- التجاهل والنسيان في جانب المشاركة الإيمانية بين الزوجين .
فالزوج لا يشارك زوجته بعض البرامج الإيمانية إنا تجاهلاً أو نسياناً ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمنا أن التعاون على البر والهدى مما يزيد الألفة وينزّل الرحمة على الزوجين .
يقول صلى الله عليه وسلم :
«رَحِمَ الله رَجُلاً قامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ،
فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهَا المَاءَ.
رَحِمَ الله امْرَأَةً قامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا،
فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ في وَجْهِهِ المَاءَ».
- عدم تفعيل جانب الاستشارة بين الزوجين .
فالزوج يستقل باتخاذ قراراته ،
والزوجة كذلك ..
ربماالأمر يعود إلى اعتداد أحدهما برأيه وتجاهل الآخر !!
لقد كان أهل الجاهلية في مكة لا يعدّون النساء شيئاً
ولا يدخلونهن في أمورهم ،
حتى جاء الإسلام وجعل للنساء شأناً يقول عمر رضي الله عنه :
كنّأ في الجاهلية لا نعدّ النساء شيئاً
فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقّاً
من غير إن ندخلهن في شيء من أمورنا !
إن الحياة الزوجية بقدر ما يمتعها التجديد ونفض الرتابة ،
فإنه يزيد من بهاء متعتها التمتع بمخزون الذكريات الجميلة
وتذكرها والتفاعل العاطفي والمشاركة
وعدم التهميش والتجاهل !!
دامت لكم حياة سعيدة قريرة في ظل طاعة الرحمن .
شكرا بملء الفم أقولها لمن وجهني لهذا الموضوع
كل التحية والاحترام..........همووووووووووسة