حوار بين الرسول وابليس :
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنه قال : كنا مع رسول الله فى بيت رجل من الانصار فى جماعة فنادى مناد: يا اهل المنزل .. اتأذون لى بالدخول ولكم الى حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتعلمون من المنادى ؟
فقالوا : الله ورسوله اعلم.
فقال رسول الله : هذا ابليس اللعين لعنه الله تعالى.
فقال عمرو بن الخطاب رضى الله عنه : اتأذن لى يارسول الله أن أقتله ؟
فقال النبى : مهلا ياعمر... اما علمت انه من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ؟ لكن افتحوا له الباب فانه مأمور فأفهموا عنه ما يقول وأسمعوا مه ما يحدثكم.
قال ابن عباس رضى الله عنهما : ففتح له الباب فدخل علينا فاذا هو شيخ اعور وفى لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير , وانيابه خارجة كانياب الخنزير وشفتاه كشفتى الثور.
فقال : السلام عليك يامحمد .. السلام عليكم ياجماعة المسلمين.
فقال النبى السلام لله يالعين , قد سمعت حاجتك ما هى .
فقال له ابليس : يامحمد ما جئتك اختيارا ولكن جئتك اضطرارا.
فقال النبى : وما الذى اضطرك يالعين .
فقال : اتانى ملك من عند رب العزة فقال ان الله تعالى يامرك ان تاتى لمحمد وانت صاغر ذليل متواضع ونخبره كيف مكرك ببنى ادم وكيف اغواؤك لهم, وتصدقه فى اى شىء يسألك , فوعزتى وجلالى لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تصدقه لأجعلنك رمادا تذروه الرياح لأشمتن الأعداء بك , وقد جئتك يامحمد كما أمرت فاسئل عما شئت فان لم أصدقك فيما سالتنى عنه شمتت بى الاعداء وما شىء اصعب من شماتة الاعداء.
فقال رسول الله : ان كنت صادقا فاخبرنى من ابغض الناس اليك؟
فقال : انت يامحمد أبغض خلق الله الى ومن هو على مثلك.
فقال النبى : ماذا تبغض ايضا ؟
فقال : شاب تقى وهب نفسه لله تعالى.
قال : ثم من؟
فقال : عالم ورع.
قال : ثم من؟
قال : ثم من؟
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة.
قال : ثم من ؟
فقال : فقير صبور اذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره.
فقال : وما يدريك أنه صبور ؟
فقال : يامحمد اذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين .
فقال : ثم من ؟
فقال : غنى شاكر.
فقال النبى : وما يدريك أنه شكور ؟
فقال : اذا رأيته يأخذ من حله ويضعه فى محله .
فقال : النبى كيف يكون حالك اذا قامت أمتى الى الصلاة ؟
فقال : يامحمد تلحقنى الحمى والرعدة .
فقال : ولم يا لعين ؟
فقال : ان العبد اذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة .
فقال : فاذا صاموا ؟
فقال : أكون مقيدا حتى يفطروا.
فقال : فاذا حجوا ؟
فقال : أكون مجنونا .
فقال : فاذا قرأوا القران ؟
فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار .
فقال : فاذا تصدقوا ؟
فقال : فكأنما يأخذ النتصدق المنشار فيجعلنى قطعتين .
فقال له النبى : ولم ذلك يا أبا مرّة ؟
فقال : ان الصدقة أربع خصال... وهى أن الله تعالى ينزل فى ماله البركة وحببه الى حياته ويجعل صدقته حجابا بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا .
فقال له النبى : فما تقول فى أبى بكر ؟
فقال : يامحمد لم يطعنى فى الجاهلية فكيف يطعنى فى الاسلام ؟
فقال : فما تقول فى عمر بن الخطاب ؟
فقال : والله ما لقيته الا وهربت منه .
فقال : فما تقول فى عثمان بن عفان ؟
فقال : أستحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن .
فقال : فما تقول فى على بن أبى طالب ؟
فقال : ليتنى سلمت منه رأسا برأس ويتركنى وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط.
فقال رسول الله : الحمد لله الذى أسعد أمتى وأشقاك الى يوم معلوم .
فقال له ابليس اللعين : هيهات هيهات ... وأين سعادة أمتك وأنا حى لا أموت الى يوم معلوم ! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم فى مجارى الدم واللحم وهم لا يرونى , فوالذى خلقنى وانظرنى الى يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .... جاهلهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم الا عباد الله المخلصين .
فقال : أما علمت يامحمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى , واذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته , أن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فانه أطوع مما أصف لكم !
أما علمت ان حب المال من أكبر الكبائر يامحمد , أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر , وان التكبر من اكبر الكبائر .
يامحمد أما علمت ان لى سبعين ألف ولد , ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنه من وكلته بالعجائز , أما الشبان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا , ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال الى حال ومن باب الى باب ححتى يسبوهم بسبب من الاسباب فآخذ منهم الاخلاص وهم يعبدوم الله تعالى بغير اخلاص وما يشعرون .
أما علمت يامحمد أن ( برصيص ) الراهب أخلص لله سبعين سنة , كان يعافى بدعوته كل من كان سقيما فلم أتركه حتى زنى وقتل وكفر وهو الذى ذكره الله تعالى فى كتابه العزيز بقوله تعالى "كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال انى برىء منك أنى أخاف اله رب العالمين "
أما علمت يامحمد أن الكذب منى وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقى , ومن حلف بالله كاذبا فهو حبيبى , أما علمت يامحمد أنى حلفت لآدم وحواء بالله انى لكما لمن الناصحين... فاليمين الكاذبة سرور قلبى , والغيبة والنميمة فاكهتى وفرحى , وشهادة الزور قرة عينى ورضاى , ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرو واحدة ولو كان صادقا , فانه من عود لسانه بالطلاق حرمت عليه
زوجته ! ثم لا يزالون يتناسلون الى يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة .
يامحمد ان أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة.... كلما يريد أن يقوم الى الصلاة لزمته فأوسوس له وأقول له الوقت باق وأنت فى شغل , حتى يؤخرها ويصليها فى غير وقتها فيضرب بها فى
وجهه , فان هو غلبنى أرسلت اليه واحدة من شياطين الانس تشغله عن وقتها , فان غلبنى فى ذلك تركته حتى اذا كان فى الصلاة قلت له انظر يمينا وشمالا فينظر ... فعند ذلك أمسح بيدى على وجهه وأقبل ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبدا , وانت تعلم يامحمد من اكثر الالتفات فى الصلاة يضرب ,فاذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها , فان غلبنى وصلى فى الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الامام وأضعه قبل الامام وأنت
تعلم أن من فعل ذلك يطلت صلاته , ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة , فان غلبنى فى ذلك أمرته ان يفرقع اصابعه فى الصلا ة حتى يكون من المسبحين لى وهو فى الصلاة , فان غلبنى فى ذلك نفخت فى انفه حتى يتثاءب وهو فى الصلاة فان لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان فى جوفه فيزداد بذلك حرصا فى الدنيا وحبا لها ويكون سميعا مطيعا لنا , وأى سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أن يدع الصلاة وأقول ليست عليك صلاة انا هى على الذى أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالى يقول ولا على المريض حرج , وذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا فاذا مات تاركا للصلاة وهو فى مرضه لقى الله تعالى وهو غضبان عليك يامحمد .
وان كنت كذبت أو زغت فاسأل الله أن يجعلنى رمادا , يامحمد اتفرح بأمتك وأنا أخرج سدس أمتك من الاسلام ؟
فقال النبى : يالعين من جليسك ؟
فقال : آكل الربا .
فقال : فمن صديقك ؟
فقال : الزانى .
فقال : فمن ضجيعك ؟
فقال : السكران .
فقال : فمن ضيفك .
فقال : السارق .
فقال : فمن رسولك ؟
فقال : الساحر .
فقال : فما قرة عينيك ؟
فقال : الحلف بالطلاق .
فقال : فمن حبيبك ؟
فقال : تارك صلاة الجمعة .
فقال رسول الله : يالعين فما يكسر ظهرك ؟
فقال : صهيل الخيل فى سبيل الله
فقال : فما يذيب جسمك ؟
فقال : توبة التائب
فقال : فما ينضج كبدك ؟
فقال : كثرة الاستغفار لله تعالى بالليل والنهار
فقال : فما يخزى وجهك ؟
فقال : صدقة السر
فقال : فما يطمس عينيك ؟
فقال : صلاة الفجر
فقال : فما يقمع رأسك ؟
فقال : كثرة الصلاة فى الجماعة
فقال : فمن أسعد الناس عندك ؟
فقال : تارك الصلاة عامدا
فقال : فأى الناس أشقى عندك ؟
فقال : البخلاء
فقال : فما يشغلك عن عملك ؟
فقال : مجالس العلماء
فقال : فكيف تأكل ؟
فقال : بشمالى وباصبعى
فقال : فأين تستظل أولادك فى وقت الحرور والسموم ؟
فقال : تحت أظافر الانسان
فقال النبى : فكم سألت من ربك حاجة ؟
فقال : عشرة أشياء
فقال : فما هى يالعين ؟
فقال : سألته ان يشركنى فى بنى آدم فى مالهم وولدهم فأشركنى فيهم وذلل قوله تعالى وشاركهم فى الأموال والأولاد وما يعدهم الشيطان الا غرورا , وكل مال لا يزكى فانى آكل منه وأكل من كل طعام خالطه الربا والحرام , وكل مال لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم , وكل من لايتعوذ عند الجماع اذا جامع زوجته فان الشيطان يجامع معه فيأتى الواد سامعا ومطيعا , ومن ركب دابة يسير عليها فى غير طلب رفيقه لقوله تعالى وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وسألته أن يجعل لى بيتا فكان الحمام لى بيتا , وسالته ان يجعل لى مسجدا فكان الأسواق , وسألته أن يجعل لى قرآنا فكان الشعر , وسالته ان يجعل لى ضجيعا فكان السكران , وسالته أن يجعل لى أعوانا فكان القدرية , وسالته ان يجعل لى اخوانا فكان الذين يتفقون أموالهم فى المعصية ثم تلا قوله تعالى "ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين "
فقال النبى : لولا أتيتنى بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى......صدقتك
فقال : يامحمد سالت الله تعالى أن ارى بنى آدم وهم لايرونى فأجرانى على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسى كيف شئت وان شئت فى ساعة واحدة ... فقال الله تعالى لك ما سألت , وأنا افتخر بذلك الى يوم القيامة , وان من معى أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معى الى يوم القيامة .
وان لى ولدا سميته عتمة يبول فى أذن العبد اذا نام عن صلاة الجماعة , ولولا ذلك ما وجد الناس نوما حتى يؤدوا الصلاة .
وان لى ولدا سميته المتقاضى فاذا عمل العبد طاعة وسرا وأراد ان يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب.
وان لى ولدا سميته كحيلا وهو الذى يكحل عيون الناس فى مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتلى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب ابدا .
وما من امرأة تخرج ألا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد فى حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أخرجى يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك .
ثم قال : يامحمد ليس لى من الاضلال شىء انما موسوس ةمزين ولو كان الاضلال بيدى ما تركت احدا على وجه الارض ممكن يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصليا , كما أنه ليس لك من الهداية شىء بل انت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الارض كافرا , وانما انت حجة الله تعالى على خلقه , وانا سبب لمن سبقت له الشقاوة , والسعيد من أسعده الله فى بطن أمه والشقى من أشقاه الله فى بطن أمه .
فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك .
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قرا مقدورا .
ثم قال النبى يا أبا مرة : هل لك أن تتوب وترجع الى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة ؟
فقال : يارسول الله قد قضى الامر وجف القلم بما هو كائن الى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الانبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخصك واصطفاك وجعلنى سيد الاشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقى مطرود , وهذا أخر ما اخبرتك عنه وقد صدقت فيه .
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
من--------------ق--------------------ول
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنه قال : كنا مع رسول الله فى بيت رجل من الانصار فى جماعة فنادى مناد: يا اهل المنزل .. اتأذون لى بالدخول ولكم الى حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتعلمون من المنادى ؟
فقالوا : الله ورسوله اعلم.
فقال رسول الله : هذا ابليس اللعين لعنه الله تعالى.
فقال عمرو بن الخطاب رضى الله عنه : اتأذن لى يارسول الله أن أقتله ؟
فقال النبى : مهلا ياعمر... اما علمت انه من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ؟ لكن افتحوا له الباب فانه مأمور فأفهموا عنه ما يقول وأسمعوا مه ما يحدثكم.
قال ابن عباس رضى الله عنهما : ففتح له الباب فدخل علينا فاذا هو شيخ اعور وفى لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير , وانيابه خارجة كانياب الخنزير وشفتاه كشفتى الثور.
فقال : السلام عليك يامحمد .. السلام عليكم ياجماعة المسلمين.
فقال النبى السلام لله يالعين , قد سمعت حاجتك ما هى .
فقال له ابليس : يامحمد ما جئتك اختيارا ولكن جئتك اضطرارا.
فقال النبى : وما الذى اضطرك يالعين .
فقال : اتانى ملك من عند رب العزة فقال ان الله تعالى يامرك ان تاتى لمحمد وانت صاغر ذليل متواضع ونخبره كيف مكرك ببنى ادم وكيف اغواؤك لهم, وتصدقه فى اى شىء يسألك , فوعزتى وجلالى لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تصدقه لأجعلنك رمادا تذروه الرياح لأشمتن الأعداء بك , وقد جئتك يامحمد كما أمرت فاسئل عما شئت فان لم أصدقك فيما سالتنى عنه شمتت بى الاعداء وما شىء اصعب من شماتة الاعداء.
فقال رسول الله : ان كنت صادقا فاخبرنى من ابغض الناس اليك؟
فقال : انت يامحمد أبغض خلق الله الى ومن هو على مثلك.
فقال النبى : ماذا تبغض ايضا ؟
فقال : شاب تقى وهب نفسه لله تعالى.
قال : ثم من؟
فقال : عالم ورع.
قال : ثم من؟
قال : ثم من؟
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة.
قال : ثم من ؟
فقال : فقير صبور اذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره.
فقال : وما يدريك أنه صبور ؟
فقال : يامحمد اذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين .
فقال : ثم من ؟
فقال : غنى شاكر.
فقال النبى : وما يدريك أنه شكور ؟
فقال : اذا رأيته يأخذ من حله ويضعه فى محله .
فقال : النبى كيف يكون حالك اذا قامت أمتى الى الصلاة ؟
فقال : يامحمد تلحقنى الحمى والرعدة .
فقال : ولم يا لعين ؟
فقال : ان العبد اذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة .
فقال : فاذا صاموا ؟
فقال : أكون مقيدا حتى يفطروا.
فقال : فاذا حجوا ؟
فقال : أكون مجنونا .
فقال : فاذا قرأوا القران ؟
فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار .
فقال : فاذا تصدقوا ؟
فقال : فكأنما يأخذ النتصدق المنشار فيجعلنى قطعتين .
فقال له النبى : ولم ذلك يا أبا مرّة ؟
فقال : ان الصدقة أربع خصال... وهى أن الله تعالى ينزل فى ماله البركة وحببه الى حياته ويجعل صدقته حجابا بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا .
فقال له النبى : فما تقول فى أبى بكر ؟
فقال : يامحمد لم يطعنى فى الجاهلية فكيف يطعنى فى الاسلام ؟
فقال : فما تقول فى عمر بن الخطاب ؟
فقال : والله ما لقيته الا وهربت منه .
فقال : فما تقول فى عثمان بن عفان ؟
فقال : أستحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن .
فقال : فما تقول فى على بن أبى طالب ؟
فقال : ليتنى سلمت منه رأسا برأس ويتركنى وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط.
فقال رسول الله : الحمد لله الذى أسعد أمتى وأشقاك الى يوم معلوم .
فقال له ابليس اللعين : هيهات هيهات ... وأين سعادة أمتك وأنا حى لا أموت الى يوم معلوم ! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم فى مجارى الدم واللحم وهم لا يرونى , فوالذى خلقنى وانظرنى الى يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .... جاهلهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم الا عباد الله المخلصين .
فقال : أما علمت يامحمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى , واذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته , أن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فانه أطوع مما أصف لكم !
أما علمت ان حب المال من أكبر الكبائر يامحمد , أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر , وان التكبر من اكبر الكبائر .
يامحمد أما علمت ان لى سبعين ألف ولد , ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنه من وكلته بالعجائز , أما الشبان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا , ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال الى حال ومن باب الى باب ححتى يسبوهم بسبب من الاسباب فآخذ منهم الاخلاص وهم يعبدوم الله تعالى بغير اخلاص وما يشعرون .
أما علمت يامحمد أن ( برصيص ) الراهب أخلص لله سبعين سنة , كان يعافى بدعوته كل من كان سقيما فلم أتركه حتى زنى وقتل وكفر وهو الذى ذكره الله تعالى فى كتابه العزيز بقوله تعالى "كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال انى برىء منك أنى أخاف اله رب العالمين "
أما علمت يامحمد أن الكذب منى وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقى , ومن حلف بالله كاذبا فهو حبيبى , أما علمت يامحمد أنى حلفت لآدم وحواء بالله انى لكما لمن الناصحين... فاليمين الكاذبة سرور قلبى , والغيبة والنميمة فاكهتى وفرحى , وشهادة الزور قرة عينى ورضاى , ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرو واحدة ولو كان صادقا , فانه من عود لسانه بالطلاق حرمت عليه
زوجته ! ثم لا يزالون يتناسلون الى يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة .
يامحمد ان أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة.... كلما يريد أن يقوم الى الصلاة لزمته فأوسوس له وأقول له الوقت باق وأنت فى شغل , حتى يؤخرها ويصليها فى غير وقتها فيضرب بها فى
وجهه , فان هو غلبنى أرسلت اليه واحدة من شياطين الانس تشغله عن وقتها , فان غلبنى فى ذلك تركته حتى اذا كان فى الصلاة قلت له انظر يمينا وشمالا فينظر ... فعند ذلك أمسح بيدى على وجهه وأقبل ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبدا , وانت تعلم يامحمد من اكثر الالتفات فى الصلاة يضرب ,فاذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها , فان غلبنى وصلى فى الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الامام وأضعه قبل الامام وأنت
تعلم أن من فعل ذلك يطلت صلاته , ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة , فان غلبنى فى ذلك أمرته ان يفرقع اصابعه فى الصلا ة حتى يكون من المسبحين لى وهو فى الصلاة , فان غلبنى فى ذلك نفخت فى انفه حتى يتثاءب وهو فى الصلاة فان لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان فى جوفه فيزداد بذلك حرصا فى الدنيا وحبا لها ويكون سميعا مطيعا لنا , وأى سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أن يدع الصلاة وأقول ليست عليك صلاة انا هى على الذى أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالى يقول ولا على المريض حرج , وذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا فاذا مات تاركا للصلاة وهو فى مرضه لقى الله تعالى وهو غضبان عليك يامحمد .
وان كنت كذبت أو زغت فاسأل الله أن يجعلنى رمادا , يامحمد اتفرح بأمتك وأنا أخرج سدس أمتك من الاسلام ؟
فقال النبى : يالعين من جليسك ؟
فقال : آكل الربا .
فقال : فمن صديقك ؟
فقال : الزانى .
فقال : فمن ضجيعك ؟
فقال : السكران .
فقال : فمن ضيفك .
فقال : السارق .
فقال : فمن رسولك ؟
فقال : الساحر .
فقال : فما قرة عينيك ؟
فقال : الحلف بالطلاق .
فقال : فمن حبيبك ؟
فقال : تارك صلاة الجمعة .
فقال رسول الله : يالعين فما يكسر ظهرك ؟
فقال : صهيل الخيل فى سبيل الله
فقال : فما يذيب جسمك ؟
فقال : توبة التائب
فقال : فما ينضج كبدك ؟
فقال : كثرة الاستغفار لله تعالى بالليل والنهار
فقال : فما يخزى وجهك ؟
فقال : صدقة السر
فقال : فما يطمس عينيك ؟
فقال : صلاة الفجر
فقال : فما يقمع رأسك ؟
فقال : كثرة الصلاة فى الجماعة
فقال : فمن أسعد الناس عندك ؟
فقال : تارك الصلاة عامدا
فقال : فأى الناس أشقى عندك ؟
فقال : البخلاء
فقال : فما يشغلك عن عملك ؟
فقال : مجالس العلماء
فقال : فكيف تأكل ؟
فقال : بشمالى وباصبعى
فقال : فأين تستظل أولادك فى وقت الحرور والسموم ؟
فقال : تحت أظافر الانسان
فقال النبى : فكم سألت من ربك حاجة ؟
فقال : عشرة أشياء
فقال : فما هى يالعين ؟
فقال : سألته ان يشركنى فى بنى آدم فى مالهم وولدهم فأشركنى فيهم وذلل قوله تعالى وشاركهم فى الأموال والأولاد وما يعدهم الشيطان الا غرورا , وكل مال لا يزكى فانى آكل منه وأكل من كل طعام خالطه الربا والحرام , وكل مال لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم , وكل من لايتعوذ عند الجماع اذا جامع زوجته فان الشيطان يجامع معه فيأتى الواد سامعا ومطيعا , ومن ركب دابة يسير عليها فى غير طلب رفيقه لقوله تعالى وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وسألته أن يجعل لى بيتا فكان الحمام لى بيتا , وسالته ان يجعل لى مسجدا فكان الأسواق , وسألته أن يجعل لى قرآنا فكان الشعر , وسالته ان يجعل لى ضجيعا فكان السكران , وسالته أن يجعل لى أعوانا فكان القدرية , وسالته ان يجعل لى اخوانا فكان الذين يتفقون أموالهم فى المعصية ثم تلا قوله تعالى "ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين "
فقال النبى : لولا أتيتنى بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى......صدقتك
فقال : يامحمد سالت الله تعالى أن ارى بنى آدم وهم لايرونى فأجرانى على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسى كيف شئت وان شئت فى ساعة واحدة ... فقال الله تعالى لك ما سألت , وأنا افتخر بذلك الى يوم القيامة , وان من معى أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معى الى يوم القيامة .
وان لى ولدا سميته عتمة يبول فى أذن العبد اذا نام عن صلاة الجماعة , ولولا ذلك ما وجد الناس نوما حتى يؤدوا الصلاة .
وان لى ولدا سميته المتقاضى فاذا عمل العبد طاعة وسرا وأراد ان يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب.
وان لى ولدا سميته كحيلا وهو الذى يكحل عيون الناس فى مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتلى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب ابدا .
وما من امرأة تخرج ألا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد فى حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أخرجى يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك .
ثم قال : يامحمد ليس لى من الاضلال شىء انما موسوس ةمزين ولو كان الاضلال بيدى ما تركت احدا على وجه الارض ممكن يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصليا , كما أنه ليس لك من الهداية شىء بل انت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الارض كافرا , وانما انت حجة الله تعالى على خلقه , وانا سبب لمن سبقت له الشقاوة , والسعيد من أسعده الله فى بطن أمه والشقى من أشقاه الله فى بطن أمه .
فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك .
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قرا مقدورا .
ثم قال النبى يا أبا مرة : هل لك أن تتوب وترجع الى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة ؟
فقال : يارسول الله قد قضى الامر وجف القلم بما هو كائن الى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الانبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخصك واصطفاك وجعلنى سيد الاشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقى مطرود , وهذا أخر ما اخبرتك عنه وقد صدقت فيه .
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
من--------------ق--------------------ول