علاقة
الشعب بالشرطة بعد 4 أشهر من الثورة: مواطن يتهم رئيس مباحث الأزبكية
بتعذيبه.. وآخرون: لدينا أمل أن تتخلى الشرطة عن "التناكة".. وأمناء شرطة
يردون: "الكل شاف لما غبنا عن الشارع إيه إللى حصل لكم"
الجمعة، 10 يونيو 2011 - 19:43
كانت
الواقعة نشبت إثر مشاجرة بين أحد الباعة المتجولين وشقيق مجدى، تطورت
لدرجة استخدام العصيان وزجاجات المولوتوف وإلقائها على المحل، ما أدى
لاحتراقه أمام قسم الأزبكية، ووقع كل ذلك أمام مرأى ومسمع ضباط الشرطة
ورئيس المباحث أيمن صلاح الذى لم يتدخل لإنقاذ المحلات، حسب كلام مجدى وهبة
صاحب المحل، ما دفع مجدى وأشقائه عمرو وعصام لتقديم بلاغات للنائب العام
يوم 13 فبراير الماضى برقم 5680، ضد البائع ورئيس المباحث أيمن صلاح، وأمين
الشرطة محمد نجيب، لعدم قيامهم بدورهم فى حمايتهم وحماية ممتلكاتهم.
مجدى
قال لـ "اليوم السابع" إن الأحداث تطورت لدرجة وصلت إلى القبض على أخيه
عمرو، لإجباره على التنازل عن البلاغ، ما أدى إلى تعذيبه وضربه داخل قسم
شرطة الأزبكية، ودلل مجدى على كلامه بتقرير الطب الشرعى الصادر فى 6 أبريل
الماضى، و الذى جاء فيه إصابة عمرو بكدمات عديدة بأماكن متفرقة وسحجات
بالجانب الأيسر والظهر والذراع اليسرى بجسده إثر تعرضه للضرب.
على
عكس ما يعانى منه عمرو وأشقائه، وقف الحاج فتحى قنديل، أمام مكتب السجل
المدنى بقسم شرطة عابدين، ينتظر مساعدة أى أحد من المارة لاستكمال أوراقه،
كان يبتسم فى وجه كل رجال الشرطة هناك ويتعمد مصافتحهم بمجرد أن يلمح
أحدهم، لا يكف ليلا ونهارا عن الإشادة بسلوكهم ومعاملتهم معه بعد الثورة
تحديدا، يتذكر عندما ذهب برفقة زوجته لقسم شرطة دار السلام منذ أسبوعين
لتقديم شكوى فى حق شقيق زوجته، فاستقبله الضباط هناك جيدا واستمعوا إلى
شكواه.
يتحدث قنديل عن علاقته بالشرطة قبل الثورة قائلا: "اتسرقت
محفظتى قبل كده، ومارحتش قدمت محضر أو شكوى لأنى بمنتهى البساطة كنت عارف
إنى لو دخلت المكان ده مظلوم هخرج منه ظالم".
قسم الشرطة الآن
بالنسبة للحاج قنديل، الذى يرى أن الثقة بين الشعب والشرطة ستعود ثانية مع
حسن معاملة الطرفين، لم يعد مكانا منفرا له يجعله كلما مر بجانبه يضع يديه
على قلبه خوفا من أن يلحق به أى ضرر "بعد الثورة حسيت بالحرية وعرفت إزاى
آخد حقى مش زى الأول".
أما مدحت شريف سائق تاكسى، والذى عانى من سوء
معاملة أحد الأمناء له بعد الثورة أثناء استكمال أوراقه بأحد الأقسام،
فيقول "الثقة لن تعود من جديد، طالما أن رجال الشرطة مازالو محتفظين
بنظرتهم وما يُلقن لهم فى كلياتهم بأنهم أسياد الناس ويتخلون عن "التناكة"
فى معاملتهم لينا".
"مشكلة التعامل مع المواطنين، أنهم بينصفوا
المجرم على رجل الشرطة" هكذا بدأ أمين شرطة– رفض ذكر اسمه- حديثه عن صورة
رجال الشرطة فى عيون المواطن المصرى بعد ثورة 25 يناير، مستشهدا بواقعة
حدثت مع أحد الضباط عندما استنجد به مواطن ليلحق بسارق حقيبته ويردها إليه،
فما لبث الضابط أن وجد المارة يتركون السارق ويلتفون حوله ويهينونه قائلين
"حرام عليكم بقى اللى بتعملوه فينا سيبونا فى حالنا".
بصوته
الجهورى وقف الأمين يصيح داخل حجرة مكتبه ويضرب بيده على سطحه بين الحين
والآخر، يحلل من وجهة نظره الأسباب التى دفعت بعض أفراد الشرطة لإعطاء صورة
سلبية عنهم جميعا، قائلا: "عمرى ما سمعت عن ضابط شرطة أهان أو ضرب مواطن،
طول عمرنا بنعامل المحترم كويس وبنطبق القانون مع البلطجى، والمشكلة ليست
فى الضباط، ولكن فى عدد من الأمناء والمخبرين الذين أساءوا استخدام
القانون، وارتكبوا بعض التجاوزات نتيجة أنهم يتقاضون نصف راتبهم فقط والنصف
الآخر يذهب لمن هم فى مراتب أعلى منهم".
أمين الشرطة الذى يعمل
صانع أثاث بعد انتهاء توقيت خدمته، يرفض التعاون مع اللجان الشعبية فى
القبض على البلطجية، بحجة أن هذا يقلل من شأنه كفرد شرطة، ويثبت انه غير
قادر على حماية غيره، يتمنى أن تتغير نظرة المواطنين لرجال الشرطة وأن
يتركوهم يؤدون مهامهم دون إهانة أو تدخل منهم" الكل شاف لما غبنا عن الشارع
إيه اللى حصل لكم".
مُقدم
شرطة– رفض ذكر اسمه- يقول "لا يجوز أن نساوى بين رجل الشرطة وكل من ليس له
قيمة، زمان كانت نزلة الضابط للشارع عزيزة ولها هيبة، لكن دلوقتى بقى
الخمسة مننا بقرش، بقى فى ضابط لحماية الكنيسة والمسجد ومثله أمام سفارة
وغيره بين الباعة فى الأسواق"، واقترح مقدم الشرطة بديلا عن التعاون مع
اللجان الشعبية أن يتم تعيين وكيل نيابة داخل كل قسم، كنوع من الرقابة على
أداء رجال الأمن، وأن يتم إعادة ضبط المهام الخاصة بضباط الشرطة وأفرادها.
الشعب بالشرطة بعد 4 أشهر من الثورة: مواطن يتهم رئيس مباحث الأزبكية
بتعذيبه.. وآخرون: لدينا أمل أن تتخلى الشرطة عن "التناكة".. وأمناء شرطة
يردون: "الكل شاف لما غبنا عن الشارع إيه إللى حصل لكم"
الجمعة، 10 يونيو 2011 - 19:43
ثورة 25 يناير - صورة أرشيفية
فى السابعة من مساء اليوم التالى لتنحى الرئيس مبارك، اتصل به أحد أهالى منطقته قائلا "الحق يا مجدى بسرعة.. محلاتكم اتحرقت".كانت
الواقعة نشبت إثر مشاجرة بين أحد الباعة المتجولين وشقيق مجدى، تطورت
لدرجة استخدام العصيان وزجاجات المولوتوف وإلقائها على المحل، ما أدى
لاحتراقه أمام قسم الأزبكية، ووقع كل ذلك أمام مرأى ومسمع ضباط الشرطة
ورئيس المباحث أيمن صلاح الذى لم يتدخل لإنقاذ المحلات، حسب كلام مجدى وهبة
صاحب المحل، ما دفع مجدى وأشقائه عمرو وعصام لتقديم بلاغات للنائب العام
يوم 13 فبراير الماضى برقم 5680، ضد البائع ورئيس المباحث أيمن صلاح، وأمين
الشرطة محمد نجيب، لعدم قيامهم بدورهم فى حمايتهم وحماية ممتلكاتهم.
مجدى
قال لـ "اليوم السابع" إن الأحداث تطورت لدرجة وصلت إلى القبض على أخيه
عمرو، لإجباره على التنازل عن البلاغ، ما أدى إلى تعذيبه وضربه داخل قسم
شرطة الأزبكية، ودلل مجدى على كلامه بتقرير الطب الشرعى الصادر فى 6 أبريل
الماضى، و الذى جاء فيه إصابة عمرو بكدمات عديدة بأماكن متفرقة وسحجات
بالجانب الأيسر والظهر والذراع اليسرى بجسده إثر تعرضه للضرب.
على
عكس ما يعانى منه عمرو وأشقائه، وقف الحاج فتحى قنديل، أمام مكتب السجل
المدنى بقسم شرطة عابدين، ينتظر مساعدة أى أحد من المارة لاستكمال أوراقه،
كان يبتسم فى وجه كل رجال الشرطة هناك ويتعمد مصافتحهم بمجرد أن يلمح
أحدهم، لا يكف ليلا ونهارا عن الإشادة بسلوكهم ومعاملتهم معه بعد الثورة
تحديدا، يتذكر عندما ذهب برفقة زوجته لقسم شرطة دار السلام منذ أسبوعين
لتقديم شكوى فى حق شقيق زوجته، فاستقبله الضباط هناك جيدا واستمعوا إلى
شكواه.
يتحدث قنديل عن علاقته بالشرطة قبل الثورة قائلا: "اتسرقت
محفظتى قبل كده، ومارحتش قدمت محضر أو شكوى لأنى بمنتهى البساطة كنت عارف
إنى لو دخلت المكان ده مظلوم هخرج منه ظالم".
قسم الشرطة الآن
بالنسبة للحاج قنديل، الذى يرى أن الثقة بين الشعب والشرطة ستعود ثانية مع
حسن معاملة الطرفين، لم يعد مكانا منفرا له يجعله كلما مر بجانبه يضع يديه
على قلبه خوفا من أن يلحق به أى ضرر "بعد الثورة حسيت بالحرية وعرفت إزاى
آخد حقى مش زى الأول".
أما مدحت شريف سائق تاكسى، والذى عانى من سوء
معاملة أحد الأمناء له بعد الثورة أثناء استكمال أوراقه بأحد الأقسام،
فيقول "الثقة لن تعود من جديد، طالما أن رجال الشرطة مازالو محتفظين
بنظرتهم وما يُلقن لهم فى كلياتهم بأنهم أسياد الناس ويتخلون عن "التناكة"
فى معاملتهم لينا".
"مشكلة التعامل مع المواطنين، أنهم بينصفوا
المجرم على رجل الشرطة" هكذا بدأ أمين شرطة– رفض ذكر اسمه- حديثه عن صورة
رجال الشرطة فى عيون المواطن المصرى بعد ثورة 25 يناير، مستشهدا بواقعة
حدثت مع أحد الضباط عندما استنجد به مواطن ليلحق بسارق حقيبته ويردها إليه،
فما لبث الضابط أن وجد المارة يتركون السارق ويلتفون حوله ويهينونه قائلين
"حرام عليكم بقى اللى بتعملوه فينا سيبونا فى حالنا".
بصوته
الجهورى وقف الأمين يصيح داخل حجرة مكتبه ويضرب بيده على سطحه بين الحين
والآخر، يحلل من وجهة نظره الأسباب التى دفعت بعض أفراد الشرطة لإعطاء صورة
سلبية عنهم جميعا، قائلا: "عمرى ما سمعت عن ضابط شرطة أهان أو ضرب مواطن،
طول عمرنا بنعامل المحترم كويس وبنطبق القانون مع البلطجى، والمشكلة ليست
فى الضباط، ولكن فى عدد من الأمناء والمخبرين الذين أساءوا استخدام
القانون، وارتكبوا بعض التجاوزات نتيجة أنهم يتقاضون نصف راتبهم فقط والنصف
الآخر يذهب لمن هم فى مراتب أعلى منهم".
أمين الشرطة الذى يعمل
صانع أثاث بعد انتهاء توقيت خدمته، يرفض التعاون مع اللجان الشعبية فى
القبض على البلطجية، بحجة أن هذا يقلل من شأنه كفرد شرطة، ويثبت انه غير
قادر على حماية غيره، يتمنى أن تتغير نظرة المواطنين لرجال الشرطة وأن
يتركوهم يؤدون مهامهم دون إهانة أو تدخل منهم" الكل شاف لما غبنا عن الشارع
إيه اللى حصل لكم".
مُقدم
شرطة– رفض ذكر اسمه- يقول "لا يجوز أن نساوى بين رجل الشرطة وكل من ليس له
قيمة، زمان كانت نزلة الضابط للشارع عزيزة ولها هيبة، لكن دلوقتى بقى
الخمسة مننا بقرش، بقى فى ضابط لحماية الكنيسة والمسجد ومثله أمام سفارة
وغيره بين الباعة فى الأسواق"، واقترح مقدم الشرطة بديلا عن التعاون مع
اللجان الشعبية أن يتم تعيين وكيل نيابة داخل كل قسم، كنوع من الرقابة على
أداء رجال الأمن، وأن يتم إعادة ضبط المهام الخاصة بضباط الشرطة وأفرادها.