الأمل روح الحياة!
الأمل روح الحياةالله أنعم على الناس نعمتان لا يطيب بدونهما العيش ،
ولا يبلغ بدونهما العمر :
النسيان والأمل .
فالأمل هذا المفهوم الواسع الذي يكمن فيه مدد الرجاء وتندمل به الجفون القريحة ،وتلتئم به القلوب الجريحة ، فلا نبتئس اذا ما تكدرت صفوة أيامنا بعض السحابات
العابرة من عثرات الدهرفلا بد معها بصيص من الأمل الموعودفطير الكروان يموت فرخه في المساء ، وفي الصباح يرقص ويصدح ،والشاة يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج تعثوا وتمرح ،
والوالد يتعبه بعد ولده لكن لا يكل ولا يمل ، كما يعيش النهر الناضب
في
ارتقاب الفيضان
والروض الذابل في انتظار الربيع .
أما النعمة الثانيةنعمة النسيان فماذا كان يصنع الأسى
بالقلوب الوالهة إذا لم يمح النسيان
من الذهن صورة الحبيب الراحل أو الهاجر فلنتصور دوام هذه النار على
نياط القلب وأعصاب الجسد ، ثم نقَدَّر في أنفسنا الحياة على هذه الصورة ،
لكنها والحمد لله لا تدوم ، ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا منالجراح إلا ندبة لا تحس .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجةفي الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول
ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟ إنه أمله في الحصاد ... وما الذييغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان ؟ إنه أمله في الربح...
وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة ؟ إنه أملهفي النجاح ... وما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر ؟
إنه أمله في العافية .... وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه ؟إنه أمله في رضوان ربه وجنته ...
فالأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل وتخلق دواعي الكفاح من أجلالواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد ،والمجد إلى المداومة على جده ، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولةحتى ينجح ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.
لذلك يكون الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط ، إنه يحمل معنىالبشرى وحسن الظن ، بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس
بواعث العمل . ويوهى في الجسد دواعي القوة . وفي هذا المعنى قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل
فالأمل لابد منه لتحقيقالتقدم في كل المجالات ، فلولاه ما شيدت الحضاراتولا تقدمت العلوم والاختراعات ، ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ، ولا
سرت دعوة إصلاح في المجتمعات ، وقديما قال بعض الحكماء :
لولا الأمل ما بني بان بنيانا ، ولا غرس غارس غرسا .
الأمل روح الحياةالله أنعم على الناس نعمتان لا يطيب بدونهما العيش ،
ولا يبلغ بدونهما العمر :
النسيان والأمل .
فالأمل هذا المفهوم الواسع الذي يكمن فيه مدد الرجاء وتندمل به الجفون القريحة ،وتلتئم به القلوب الجريحة ، فلا نبتئس اذا ما تكدرت صفوة أيامنا بعض السحابات
العابرة من عثرات الدهرفلا بد معها بصيص من الأمل الموعودفطير الكروان يموت فرخه في المساء ، وفي الصباح يرقص ويصدح ،والشاة يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج تعثوا وتمرح ،
والوالد يتعبه بعد ولده لكن لا يكل ولا يمل ، كما يعيش النهر الناضب
في
ارتقاب الفيضان
والروض الذابل في انتظار الربيع .
أما النعمة الثانيةنعمة النسيان فماذا كان يصنع الأسى
بالقلوب الوالهة إذا لم يمح النسيان
من الذهن صورة الحبيب الراحل أو الهاجر فلنتصور دوام هذه النار على
نياط القلب وأعصاب الجسد ، ثم نقَدَّر في أنفسنا الحياة على هذه الصورة ،
لكنها والحمد لله لا تدوم ، ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا منالجراح إلا ندبة لا تحس .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجةفي الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول
ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟ إنه أمله في الحصاد ... وما الذييغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان ؟ إنه أمله في الربح...
وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة ؟ إنه أملهفي النجاح ... وما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر ؟
إنه أمله في العافية .... وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه ؟إنه أمله في رضوان ربه وجنته ...
فالأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل وتخلق دواعي الكفاح من أجلالواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد ،والمجد إلى المداومة على جده ، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولةحتى ينجح ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.
لذلك يكون الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط ، إنه يحمل معنىالبشرى وحسن الظن ، بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس
بواعث العمل . ويوهى في الجسد دواعي القوة . وفي هذا المعنى قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل
فالأمل لابد منه لتحقيقالتقدم في كل المجالات ، فلولاه ما شيدت الحضاراتولا تقدمت العلوم والاختراعات ، ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ، ولا
سرت دعوة إصلاح في المجتمعات ، وقديما قال بعض الحكماء :
لولا الأمل ما بني بان بنيانا ، ولا غرس غارس غرسا .