هذه الرسالة لكل صاحب قلب رقيق وطيب، رسالة لكل من يعاني من عالم
قاس.. عالم فيه يهدم البناء في لحظة.. وينسى المعروف بغلطة.. ويخون الصديق
لمصلحة.. ويفترق اثنين بكلمة.. وتحاسب على الزلة.. وتطرد من مكانك لأبسط
تقصير.. تلحق سراباً فتكتشف زيفه.. لا تعرف من صديقك من عدوك.. يذمك الناس
من وراءك بعد مدحك من أمامك.. عالم لابد من الكدح فيه ولا مجال للراحة
والاستراحة.. عالم تفارق به أحبابك.. عالم تبعد فيه آمالك
هذا العالم ليس بهذا السواد يا صاحب القلب الطيب.. ففيه كل الألوان.. وليس لوناً
وردياً حالماً.. بل فيه الخير والشر.. فيه الطيب والخبيث.. فيه الصديق الوفي وفيه
الصديق الخلي.. فيه القريب والبعيد.. فيه الغنى والفقر.. فيه النجاح والفشل
فيه الشهرة والانغمار.. فيه كل المتناقضات
لا شيء يدوم على حال ودوام الحال من المحال.. والأمور الطيبة فيها صعب
الحصول عليها.. كل ما تحتاجه في هذه الحياة أن تصبر في وقت شدتك.. وأن
تحمد وتشكر في وقت رخاءك.. فكل أمر المؤمن خير.. فأنت من خير إلى خير
حتى تلقى ربك.. فاحرص على أن يكون قلبك معلق بعرش ربك.. فلا تدري عن
قلبك وتقلبه وسط هذا العالم القاسي.. فلا تجعل العالم يجعل قلبك أكثر قسوة
بل اجعل قسوته عليك دعوة لك لترحم الفقير وتعطف على المسكين.. ولا تغتر
على أحد ولا تحتقر أحداً بل قدر نفسك والآخرين.. أعل من شأنك وشأن الآخرين
كرمها كما كرمها الله تعالى:ـ (( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ))ـ.. ولا
تهلك نفسك بالمعاصي فترديها لأسفل سافلين.. وكن من الذين آمنوا وعملوا
الصالحات.. فبهذا الفلاح وبهذا النجاح ولهذا فليعمل العاملون.. ووسط هذا العالم
القاسي واصل عمل الخير واتبع الحسنة السيئة تمحها.. وخالق الناس بخلق
حسن.. وبذلك ستكون كالذهب كلما أحرقته صفا ونقا.. هكذا كن يا صاحب القلب
الطيب.. هذه رسالتي لك فتقبلها من قلب محب.. وافهم ما فيها ففيها فلاحك
وصلاحك وخيري الدنيا والآخرة بإذن الله