فلسطيني يخط القرآن بيده
أديب طه يعمل بجهد ذاتي لإنجاز مصحفه "الأقصى"
ما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه... ليس هذا فحسب ما دفع الخطاط المقدسي أديب طه ليخط بيده -كأول فلسطيني- القرآن الكريم، بل إن حبه لكتاب الله عز وجل وتحديه لكل الظروف وإيمانه بأهمية عمله هذا دفعه لذلك.
عمل طه (41 عاما) وبجهد ذاتي منه ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2009على إنجاز عشرة أجزاء من "مصحف الأقصى" متحديا كل الظروف والصعاب المحيطة، ومحاولا الانتصار للغته العربية وللخط العربي، وتتويج أعماله في التخطيط التي ابتدأها قبل أكثر من اثنين وعشرين عاما.
وروى طه لصحبة نت حكايته مع خط "مصحف الأقصى"، وقال إن سبب التسمية هو خطه للقرآن داخل المسجد الأقصى، إضافة لاستخدامه الزخرفات وشكل الآيات والسجدات الموجودة على تيجان أعمدة المسجد الأقصى.
وبين أنه واجه صعوبات عديدة منذ بداية عمله، بعضها متعلق بطريقة الكتابة وتأثير بعض الحروف والتشكيلات المختلفة من المدود وغيرها وترقيم الآيات.
وقال إنه اضطر أحيانا لإعادة كتابة الصفحات مرة أخرى لعدم وجود فراغ لرقم الآية مثلا، كما أن المدود تطلبت منه أن يبقى محافظا على نهج معين وفق الخط الديواني الذي اعتمده بالكتابة، والذي يرتكز على تشابك الأحرف وعلى قلة المدّات.
كما تشكل الأسطر التي يحددها طه لكل صفحة بـ15 سطرا هاجسا آخر له إذا ما قلت عن ذلك كما يقول.
عوائق وتحديات
واستطاع الخطاط الفلسطيني أن يتجاوز بمهارته عوائق أخرى خاصة المادية، في ظل الظروف الصعبة بمدينة القدس المحتلة، فعمل على توفير دخل له لأسرته من اللوحات الإعلانية لتفريغ نفسه لخط القرآن.
صفحة من القرآن خطها
أديب بالخط الديواني
وشكل بعض المسؤولين عامل إحباط له بدلا من توفير الدعم المادي والمعنوي رغم أن تكلفة الصفحة الواحدة تصل إلى عشرة دولارات بين المادة والجهد، حسب قوله.
ويشتكي الخطاط كذلك من التقصير الإعلامي المحلي منه والعربي. "وهدف طه عبر خطه للقرآن الكريم إلى حفظ الكتاب الكريم أولا، ولترك إرث تاريخي يكون شاهدا على أعماله".
أما الورق المستخدم فهو من النوع الأبيض المصقول بحجم "A4"، في حين استخدم الحبر الألماني المعروف باسم شلايندر، وتميز بقلمه الإنجليزي والذي يعرف بقلم "عبد العزيز" نسبة للخطاط التركي القدير عبد العزيز الرفاعي والذي خط القرآن وأهداه للملك فاروق الأول ملك مصر.
وأنجز طه حتى الآن عشرة أجزاء بواقع مائتي صفحة، وقال إنه يطمح لكي يكون أول فلسطيني يخط القرآن كاملا، مشيرا إلى أن هناك فلسطينيين ساهموا بكتابة عدة صفحات فقط، منهم الخطاط أحمد الأسمر من مدينة نابلس والذي كتب سبع صفحات بخط الثلث.
وقال إنه وضع فترة ثلاث سنوات لإنهاء عمله غير أن ظروفا صحية وأخرى أعاقت ذلك، متوقعا أن يكمل مهمته في فترة وجيزة جدا.
بوجه التهويد
ويرى رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات أن أهمية عمل طه تكمن في إعادة الخط العربي إلى حاضره وماضيه ومستقبله باعتباره "حرف القرآن وحرف الهوية العربية".
واعتبر أن "هذا نوع من أنواع الثبات والتحدي والصمود رغم الحصار وضعف الإمكانيات، ومحاولات التهويد الإسرائيلية لكل ما هو عربي خاصة بمدينة القدس".
وقال لصحبة نت إنه "ليس الخطاط طه وحده من يواجه أزمة الدعم، بل الخط العربي واللغة العربية ككل تتعرض لانتكاسة من أهلها قبل غيرهم، لعدم إدراكهم أهمية هذه المعركة، وخاصة ما يجري في فلسطين".
وتساءل "إذا كان المقاوم لا يجد من ينصره، فهل سيجد الخطاط والمثقف ذلك؟"، وانتقد توجه الدعم ولا سيما الرسمي منه لأمور أخرى لا تمت للثقافة بصلة.
وأكد بكيرات أن عمل طه سيضيف إلى التراث والثقافة الفلسطينية شيئا جديدا، "خاصة أنه سيشكل سلاحا جديدا في صراعنا مع الاحتلال".
أديب طه يعمل بجهد ذاتي لإنجاز مصحفه "الأقصى"
ما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه... ليس هذا فحسب ما دفع الخطاط المقدسي أديب طه ليخط بيده -كأول فلسطيني- القرآن الكريم، بل إن حبه لكتاب الله عز وجل وتحديه لكل الظروف وإيمانه بأهمية عمله هذا دفعه لذلك.
عمل طه (41 عاما) وبجهد ذاتي منه ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2009على إنجاز عشرة أجزاء من "مصحف الأقصى" متحديا كل الظروف والصعاب المحيطة، ومحاولا الانتصار للغته العربية وللخط العربي، وتتويج أعماله في التخطيط التي ابتدأها قبل أكثر من اثنين وعشرين عاما.
وروى طه لصحبة نت حكايته مع خط "مصحف الأقصى"، وقال إن سبب التسمية هو خطه للقرآن داخل المسجد الأقصى، إضافة لاستخدامه الزخرفات وشكل الآيات والسجدات الموجودة على تيجان أعمدة المسجد الأقصى.
وبين أنه واجه صعوبات عديدة منذ بداية عمله، بعضها متعلق بطريقة الكتابة وتأثير بعض الحروف والتشكيلات المختلفة من المدود وغيرها وترقيم الآيات.
وقال إنه اضطر أحيانا لإعادة كتابة الصفحات مرة أخرى لعدم وجود فراغ لرقم الآية مثلا، كما أن المدود تطلبت منه أن يبقى محافظا على نهج معين وفق الخط الديواني الذي اعتمده بالكتابة، والذي يرتكز على تشابك الأحرف وعلى قلة المدّات.
كما تشكل الأسطر التي يحددها طه لكل صفحة بـ15 سطرا هاجسا آخر له إذا ما قلت عن ذلك كما يقول.
عوائق وتحديات
واستطاع الخطاط الفلسطيني أن يتجاوز بمهارته عوائق أخرى خاصة المادية، في ظل الظروف الصعبة بمدينة القدس المحتلة، فعمل على توفير دخل له لأسرته من اللوحات الإعلانية لتفريغ نفسه لخط القرآن.
صفحة من القرآن خطها
أديب بالخط الديواني
وشكل بعض المسؤولين عامل إحباط له بدلا من توفير الدعم المادي والمعنوي رغم أن تكلفة الصفحة الواحدة تصل إلى عشرة دولارات بين المادة والجهد، حسب قوله.
ويشتكي الخطاط كذلك من التقصير الإعلامي المحلي منه والعربي. "وهدف طه عبر خطه للقرآن الكريم إلى حفظ الكتاب الكريم أولا، ولترك إرث تاريخي يكون شاهدا على أعماله".
أما الورق المستخدم فهو من النوع الأبيض المصقول بحجم "A4"، في حين استخدم الحبر الألماني المعروف باسم شلايندر، وتميز بقلمه الإنجليزي والذي يعرف بقلم "عبد العزيز" نسبة للخطاط التركي القدير عبد العزيز الرفاعي والذي خط القرآن وأهداه للملك فاروق الأول ملك مصر.
وأنجز طه حتى الآن عشرة أجزاء بواقع مائتي صفحة، وقال إنه يطمح لكي يكون أول فلسطيني يخط القرآن كاملا، مشيرا إلى أن هناك فلسطينيين ساهموا بكتابة عدة صفحات فقط، منهم الخطاط أحمد الأسمر من مدينة نابلس والذي كتب سبع صفحات بخط الثلث.
وقال إنه وضع فترة ثلاث سنوات لإنهاء عمله غير أن ظروفا صحية وأخرى أعاقت ذلك، متوقعا أن يكمل مهمته في فترة وجيزة جدا.
بوجه التهويد
ويرى رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات أن أهمية عمل طه تكمن في إعادة الخط العربي إلى حاضره وماضيه ومستقبله باعتباره "حرف القرآن وحرف الهوية العربية".
واعتبر أن "هذا نوع من أنواع الثبات والتحدي والصمود رغم الحصار وضعف الإمكانيات، ومحاولات التهويد الإسرائيلية لكل ما هو عربي خاصة بمدينة القدس".
وقال لصحبة نت إنه "ليس الخطاط طه وحده من يواجه أزمة الدعم، بل الخط العربي واللغة العربية ككل تتعرض لانتكاسة من أهلها قبل غيرهم، لعدم إدراكهم أهمية هذه المعركة، وخاصة ما يجري في فلسطين".
وتساءل "إذا كان المقاوم لا يجد من ينصره، فهل سيجد الخطاط والمثقف ذلك؟"، وانتقد توجه الدعم ولا سيما الرسمي منه لأمور أخرى لا تمت للثقافة بصلة.
وأكد بكيرات أن عمل طه سيضيف إلى التراث والثقافة الفلسطينية شيئا جديدا، "خاصة أنه سيشكل سلاحا جديدا في صراعنا مع الاحتلال".