جاء الحوار الذى أجرته منى الشاذلى مع جمال السادات على قناة دريم قبل يومين مؤثرا إلى حد كبير، وعلى الرغم من قصر مدة الحوار قياسا بأهمية الضيف، إلا أنه مس قلوب الكثير من المشاهدين بسبب البساطة الشديدة التى كان يتحدث بها جمال السادات، وأكثر ما لفت نظرى فى هذا الحوار هو حالة الصدق التى كانت تلمع فى عيون جمال السادات وهو يتحدث بكل إعزاز عن والده الرئيس الراحل وإيمانه الشديد بأن يوم وفاته كان قدرا محتوما لم يكن أحد يمكنه أن يمنعه أو يؤجله وهو يرى أن وفاته فى هذا اليوم العظيم هو تكريم له، والنقطة الثانية هى حديثه بكل حب عن أن والده قد أطلق عليه اسم جمال تشبها بالرئيس جمال عبد الناصر، وأنه وكل عائلة السادات يعرفون قدر عبد الناصر، وثالثا أن جمال السادات لم يشأ أن ينساق وراء اتهام الرئيس السابق مبارك بقتل والده خاصة، وأن أى شخص يمكنه أن يتهم مبارك الآن بأى شىء، ولكنه كان شجاعا ونبيلا ولم يشأ أن يستغل لحظة ضعف رئيس سابق، والنقطة الأخيرة التى لفتت نظرى فى حوار جمال السادات هى اعترافه بشجاعة بدور عائلة عثمان أحمد عثمان فى مساعدته بعد رحيل السادات وقد قفز لذهنى وأنا أشاهد هذا الجزء من الحوار صورة جمال مبارك وما هو متهم به من الاستيلاء على عشرات الملايين من الجنيهات، وتساءلت بينى وبين نفسى هل يمكن أن يجلس جمال مبارك يوما فى حوار كهذا، ويشعر الناس فى كلامه بكل هذا الصدق والحب، أعتقد أن جمال مبارك لو كان قد فكر يوما واحدا فى حب الناس لكان اختار أن يسير على خطى جمال السادات.