


تظاهر مئات المواطنين بمدينة أسيوط من المؤيدين لقرارات الرئيس مبارك،
بشوارع المدينة، يطالبونه باستكمال مسيرة الإصلاح حتى نهاية مدته الرئاسية،
على أن يتم الإصلاح بشكل سريع وجذرى.
فيما فضلت قوى المعارضة بأسيوط عدم الخروج منعًا للاحتكاك المتوقع حدوثه
أثناء المظاهرات، وأكد عدد منهم أنهم سوف يعاودون تظاهرهم غدًا استعدادًا
لمظاهرة يوم الجمعة القادم.
ورفع المتظاهرون لافتات منها "نعم لمبارك" و"مبارك بطل الحرب والسلام"،
ورددوا هتافات منها "يا مبارك يا مبارك كل الشعب اختارك"، و"يا جمال قول
لأبوك كل الشعب بيحبوك" وغيرها من الهتافات المطالبة ببقاء الرئيس مبارك فى
الحكم.
وأكد عدد من رموز الحزب الوطنى المنظمون للمظاهرة أن الرئيس مبارك قام بعدة
إصلاحات، ولابد لنا أن ننتظر وأن نتمسك به حتى آخر يوم فى حياته، لكونه
أوصلنا إلى بر الأمان، ولم يدخل بنا فى حروب كانت من الممكن أن تكبدنا
خسائر كثيرة.
فيما أكدت قوى المعارضة أن خروجها لا يعنى هزيمتها فى مواجهة المسيرات
المؤيدة، وإنما عدم الخروج جاء كى لا يحدث احتكاك بين جمهور المتظاهرين،
مشيرين إلى أنهم سوف يعاودون مظاهرتهم غدًا وبعد غدٍ الجمعة.
الجدير بالذكر أن قيادات حزبية وحكومية هى التى قامت بتحريك المظاهرات
المؤيدة للرئيس، وعلى رأسها سكرتير عام المحافظة وأمين التنظيم بالحزب
الوطنى وأمين العضوية والشباب وغيرهم.

المتظاهرون قالوا إن مصلحة الوطن تقتضى
إبقاء الرئيس
انطلقت منذ قليل مظاهرة حاشدة بميدان السواقى بمدينة الفيوم لتأييد الرئيس
مبارك، ضمت عدداً كبيراً من الأشخاص الذين طالبوا مبارك بمواصلة مهامه،
وأكد المشاركون رفضهم الدعوات التى تنادى برحيل الرئيس ورددوا العديد من
الهتافات من بينها "بالروح بالدم نفديك يا مبارك".
وأكد المتظاهرون أنهم خرجوا اليوم بعد تأثرهم بخطاب الرئيس الذى وجهه
للمواطنين مساء أمس وأعلن خلاله عدم ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة،
كما نادوا بضرورة بقائه خلال الشهور المتبقية من فترة الرئاسة الحالية فى
السلطة للحفاظ على الوطن وضمان التداول السلمى للسلطة.
وأشار المتظاهرون إلى أنهم خرجوا وانضموا للصفوف فى الخامس والعشرين من
يناير لمحاربة الفساد والغلاء وتحقيق حياة كريمة لهم إلا أنهم يرون الآن أن
مصلحة الوطن تقتضى إبقاء الرئيس والحفاظ على أمن وسلامة مصر خوفا من أى
تدخلات خارجية، خاصة أن هناك من بين رموز المعارضة من نادى أمريكا
بالاختيار بين الشعب المصرى والرئيس المصرى، وهو ما رفضوه، مؤكدين أنهم
يرفضون تدخل أية دولة فى انتقال مصر إلى مرحلة ديمقراطية جديدة
.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن خطاب الرئيس حسنى مبارك الذى أعلن فيه
عدم ترشحه فى انتخابات الرئاسة القادمة فى سبتمبر المقبل، أحدث حالة من
الانقسام بين المشاركين فى الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير.
وأوضحت الصحيفة أن خطاب مبارك أحدث رد فعل غاضباً من قبل المحتشدين فى
ميدان التحرير، وتعهد أغلبهم بالبقاء فى الميدان حتى ينتهى حكم الرئيس
مبارك الاستبدادى المستمر منذ 3 عقود.. لكن مع دخول المظاهرات يومها
التاسع، فإن تنازلات الرئيس بدا وكأنها قد امتصت بعضًا من الأكسجين المغذى
لهذه الانتفاضة الشعبية.
ودللت الصحيفة على ذلك بأن المحتشدين فى ميدان التحرير صباح اليوم،
الأربعاء، أقل من الذين كانوا موجودين بالأمس، فى حين اندلعت اشتباكات بين
المشاركين فى مسيرة مؤيدة للرئيس وأخرى مناهضة له بالقرب من مبنى الإذاعة
والتليفزيون.
قال مراسل الصحيفة فى القاهرة، جاك شينكر، إن المتظاهرين المناهضين للحكومة
يخوضون معركة مع حدوث انقسامات داخلية كبيرة لأول مرة منذ أن بدأت
المظاهرات يوم الـ25 يناير الماضى