كثرت بالسماوات طيرى
تحوم من حولى
تنتظر منى أمرى
تنتظر أن أخط بيدى عناوين حبى
لكنى ..
لم أعد تلك الصبية
أرتشف من فنجانك خبرى
وأرسم بلوحاتك عشقى
لم تعد عينيك مصدر إلهامى
ولا قلبك موطنى وسكناتى
لم أعد أثمل بكلماتك
أو تصلنى رحيق أشواقك
تمردت عليك ..
نعم تمردت .. ومن قيودك تحررت
باتت دفاترى مغلقة على أسرارها
ودقات ساعتى عادت أدراجها
ونبضات قلبى التائهة علمت طريقها
فقد انتظم بدونك دربى
وهدأ بغيرك كونى
...
لم يعد قربك يغرينى
أو تنهيدات منك تكوينى
أو رايات للعشق كاذبة تبكينى
تجمدت ..
نعم تجمدت .. وصارت مشاعرى تجاهك كالثلج
صار ما بيننا صقيع يتخلله قطرات برد
لم أعد أرى لهيب أو أشعر بنيران شوق
سكن الضجيج والتزم الكون الصمت
سقطت ..
نعم سقطت بعينى .. حين ارتسم بكفيك الغدر
حين صارت أنفاسك دربا من وهم
وصار ليلك نفق مظلم وصباحك وكر من ظلم
لم تعد ريشتك ترسمنى
فقد جفت منها الالوان
ولم تصبح محبرتك رفيقة تلك الايام
فقد سكبت وضاع منها العنوان
سكن الكون ..
نعم سكن .. فلم تعد هناك تغاريد طير ولا أنغام
ولم يعد هناك بكاء طفل ولا ضحكة تنطلق فى الهواء
صار السكون غرامى
فقد سئمت ضجيج الاوهام
وأنت ..
أنت صرت .. كتاب ممزق الصفحات
ذكرى ضائعة لا يذكرها الوجدان
غيمة راحلة لا يبكى عليها انسان
توقيع باهت فى عالم النسيان
حقا استغرب قلمى
حين خط تلك الكلمات
فمنذ زمن فقد القدرة على البيان
لكن ..
نهايتك عندى عزيزة
فلابد من تشيع الجثمان
وكتابة آخر سطر
على قبر الاحزان