بعضٌ من قطرات الندى ...
تناثرت في مُتنفّس الصبح ..
تناثرت لتحِكي كُل منها حكايةً أدركها البشر ..
لتتهاوى في التراب , وتذبُلَ في التيه السحيق ..
هِيَ " بعضٌ " وليس " الكلِّ " ..
فليسَ كُل القطرات تتهاوى ... بل قد يبقى البعضُ منها على الورقة .. مُعلناً عزمه على الصمود ..
هُنا ... حكايةُ " بعضٌ " من تلكَ القطرات ...
أوّلها .. بُعد ..
(1)
بعضُ البُعد
يهدم كل أوصال المحبة
وتتضرر بهِ القلوب
تبتعد بعد أن كانت أقرب من القريب
تُمارس بعدها دماءهم فصول الجفاف
وروحهم تفاصيل البرود
متقنين أحداث الموقف بجدارة
..دون محاولتهم ولو لمرّة
أن يفتحوا أبواب الأسباب
ويفكروا فيها قليلاً
ألا نستحق منهم
هذا التفكير ..!؟
.
.
(2)
البعضُ خلقوا للصراع
كلما وجدَوا ثغرةً .. تهافتوا ليلقوا فيها سمومهم
بينما يتجرّع الآخرين الموت بسببهم
بغيّة إجهاض هذهِ الثغرات مع السموم
.
.
(3)
بعضُ الحُطام لا يكون فقط عبارة عن الإشارة الخضراء التي توقظ صاحبه من إنذار " الخطر " .. بل يكونُ كشظيّات تتساقط من الأعلى .. وتدخل لجسمه , دون أن تعي أذنه لصوت الإنذار
ويظل محتاراً .. كيف لم أسمع , كيف لمَ ادقق لأكتشف
لأن هنالك دائماً ما لا نستطيع أن نراه .. دون أن نجربه
وما لا نستطيع تقديره .. إلا بعد الخوض فيه
وما لا نعلمُ قيمته .. إلا من بعد فقده
حكاية جدتي لي
يوماً ..
ولم أقدرها إلا الآن ...
.
.
(4)
بعضُ الارتطام
يأبى الوقوف .. لأن هناك لاصقاً منيعاً خُلق من ملأ الذات .. واتصل جزءاً منه بالقاع , وهكذا ...
كلما زاد الارتطام
سيُفقَد جزءاً ما .. ولكم أن تتخيلوا إن زادت بشدّة .. كيف سيكون فاقدُها .. وكيف سيكون بعُمق الاحتياج لاسترجاعها .. ولكم سيبلغ الألم بذلك
وكم من الأمور يحتاجُ أن يبرهنها كي يكون فعلاً على استحقاق تام .. لتعود له ...
وكم ارتطام آخر يثبت لهُ حاجته لتضحية لاسترجاع ما فقد
فلن يفقد أحدٌ شيئاً .. ما لم يُذِق صلابة القاع ..!
.
.
(5)
بعضُ الأحلام ...
تكن كخطوط ثواني الساعة .. قريبةً جداً ...
لكنها لا تقترب ... لا تجتمع .. لا تتداخل مُطلقاً .. لأن الطبيعة والزمن والمنطق يرفُض ذلك ..
وهكذا هي فلسفة الأحلام ..
قد تُعاني منها وجعَ القُرب .. دونَ المنال ...
.
.
(6)
بعضُ الشروخ , تمتد لمسافات مستحيلة .. يصعب إصلاحها , فلا يكفي إلقاء الزهور النضرة كي تحيا الخلايا .. وتندمل الجروح ..
بل يجب إلقاء بني بشر ... بشرٌ يسعون لإغلاق هذا الشرخ .. فتحيا الخلايا .. وتندمِل الجروح ,
بشرٌ يلغون كل الحدود والمسافات ... ويتوجهون بكل بياض قلوبهم لإغلاقه ..
أَيوجد في الحياة أساساً من هُم بتلكَ التضحية ..
وذاك البياض ؟
فلا عجبَ إذاً إذا سمعنا عن شروخ هائلة ... غير منطقيّة الأسباب .. شروخ تمتد من الشرق إلى الغرب .. شروخ عمرها أمتدّ منذُ الخليقة وحتى اليوم ...
شروخ .. تُلقي كل حيّ داخلها .. إلى قعر السواد
فلا يبقى بياض ..
.
.
(7)
بعضُ الأمل تمتماتٌ في النفس ...
تخرج من الفم إلى الأذُن ..
نبلورها .. نمحورها .. نصيغُها كيفما نشاء .. لتكون الحصيلة ..
أمل خادع ..
لكن الناتج مجنون ...
تناثرت في مُتنفّس الصبح ..
تناثرت لتحِكي كُل منها حكايةً أدركها البشر ..
لتتهاوى في التراب , وتذبُلَ في التيه السحيق ..
هِيَ " بعضٌ " وليس " الكلِّ " ..
فليسَ كُل القطرات تتهاوى ... بل قد يبقى البعضُ منها على الورقة .. مُعلناً عزمه على الصمود ..
هُنا ... حكايةُ " بعضٌ " من تلكَ القطرات ...
أوّلها .. بُعد ..
(1)
بعضُ البُعد
يهدم كل أوصال المحبة
وتتضرر بهِ القلوب
تبتعد بعد أن كانت أقرب من القريب
تُمارس بعدها دماءهم فصول الجفاف
وروحهم تفاصيل البرود
متقنين أحداث الموقف بجدارة
..دون محاولتهم ولو لمرّة
أن يفتحوا أبواب الأسباب
ويفكروا فيها قليلاً
ألا نستحق منهم
هذا التفكير ..!؟
.
.
(2)
البعضُ خلقوا للصراع
كلما وجدَوا ثغرةً .. تهافتوا ليلقوا فيها سمومهم
بينما يتجرّع الآخرين الموت بسببهم
بغيّة إجهاض هذهِ الثغرات مع السموم
.
.
(3)
بعضُ الحُطام لا يكون فقط عبارة عن الإشارة الخضراء التي توقظ صاحبه من إنذار " الخطر " .. بل يكونُ كشظيّات تتساقط من الأعلى .. وتدخل لجسمه , دون أن تعي أذنه لصوت الإنذار
ويظل محتاراً .. كيف لم أسمع , كيف لمَ ادقق لأكتشف
لأن هنالك دائماً ما لا نستطيع أن نراه .. دون أن نجربه
وما لا نستطيع تقديره .. إلا بعد الخوض فيه
وما لا نعلمُ قيمته .. إلا من بعد فقده
حكاية جدتي لي
يوماً ..
ولم أقدرها إلا الآن ...
.
.
(4)
بعضُ الارتطام
يأبى الوقوف .. لأن هناك لاصقاً منيعاً خُلق من ملأ الذات .. واتصل جزءاً منه بالقاع , وهكذا ...
كلما زاد الارتطام
سيُفقَد جزءاً ما .. ولكم أن تتخيلوا إن زادت بشدّة .. كيف سيكون فاقدُها .. وكيف سيكون بعُمق الاحتياج لاسترجاعها .. ولكم سيبلغ الألم بذلك
وكم من الأمور يحتاجُ أن يبرهنها كي يكون فعلاً على استحقاق تام .. لتعود له ...
وكم ارتطام آخر يثبت لهُ حاجته لتضحية لاسترجاع ما فقد
فلن يفقد أحدٌ شيئاً .. ما لم يُذِق صلابة القاع ..!
.
.
(5)
بعضُ الأحلام ...
تكن كخطوط ثواني الساعة .. قريبةً جداً ...
لكنها لا تقترب ... لا تجتمع .. لا تتداخل مُطلقاً .. لأن الطبيعة والزمن والمنطق يرفُض ذلك ..
وهكذا هي فلسفة الأحلام ..
قد تُعاني منها وجعَ القُرب .. دونَ المنال ...
.
.
(6)
بعضُ الشروخ , تمتد لمسافات مستحيلة .. يصعب إصلاحها , فلا يكفي إلقاء الزهور النضرة كي تحيا الخلايا .. وتندمل الجروح ..
بل يجب إلقاء بني بشر ... بشرٌ يسعون لإغلاق هذا الشرخ .. فتحيا الخلايا .. وتندمِل الجروح ,
بشرٌ يلغون كل الحدود والمسافات ... ويتوجهون بكل بياض قلوبهم لإغلاقه ..
أَيوجد في الحياة أساساً من هُم بتلكَ التضحية ..
وذاك البياض ؟
فلا عجبَ إذاً إذا سمعنا عن شروخ هائلة ... غير منطقيّة الأسباب .. شروخ تمتد من الشرق إلى الغرب .. شروخ عمرها أمتدّ منذُ الخليقة وحتى اليوم ...
شروخ .. تُلقي كل حيّ داخلها .. إلى قعر السواد
فلا يبقى بياض ..
.
.
(7)
بعضُ الأمل تمتماتٌ في النفس ...
تخرج من الفم إلى الأذُن ..
نبلورها .. نمحورها .. نصيغُها كيفما نشاء .. لتكون الحصيلة ..
أمل خادع ..
لكن الناتج مجنون ...