حبيبتى مين
ا ميت أهلا وسهلا تفضــل اقعد على اي طرابيزة انت تحبهــا., بس شكلك أنت اول مرة تنورنــا..]خد بالك القعدة بمشاريب ...] ,اه صح بقلك ايه... أنت لازم تسجــل عندناعلشان تبقي حبيبنــا , بالزوق بالعافية هتسجــل ..ماتبصليش كده بقلك على الطلاق لتسجل يلا دووس هنا وسجل ولازم تشارك.كمـان.هينزلك خصم عالمشاريب لما تشارك معـانا
فريق الاداره
magic.......ابو تريكه
اضـغـط [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]هـنـا[/URL] لـدخـول فـى [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]عـالـم غـريـب[/URL]اضغط هنا لدخول فى عالم غريب


حبيبتى مين
ا ميت أهلا وسهلا تفضــل اقعد على اي طرابيزة انت تحبهــا., بس شكلك أنت اول مرة تنورنــا..]خد بالك القعدة بمشاريب ...] ,اه صح بقلك ايه... أنت لازم تسجــل عندناعلشان تبقي حبيبنــا , بالزوق بالعافية هتسجــل ..ماتبصليش كده بقلك على الطلاق لتسجل يلا دووس هنا وسجل ولازم تشارك.كمـان.هينزلك خصم عالمشاريب لما تشارك معـانا
فريق الاداره
magic.......ابو تريكه
اضـغـط [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]هـنـا[/URL] لـدخـول فـى [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]عـالـم غـريـب[/URL]اضغط هنا لدخول فى عالم غريب

حبيبتى مين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول


descriptionصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة Emptyصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة

more_horiz
عبد الله بن العباس

حَبْرُ هذه الأمّة


" اللهم فقّهْه في الدين وعَلّمْه التأويل "


حديث شريف

يُشبه ابن عباس ( عبد الله بن الزبير ) في أنه أدرك الرسول -صلى الله عليه
وسلم- وعاصره وهو غلام ، ومات الرسول الكريم قبل أن يبلغ ابن عباس سن
الرجولة لكنه هو الآخر تلقى في حداثته كلّ خامات رجولته ومباديء حياته من
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي علّمه الحكمة الخالصة ، وبقوة إيمانه و
خُلُقه وغزارة عِلمه اقْتعَد ابن عباس مكانا عاليا بين الرجال حول الرسول


طفولته

هو
ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ،
ولقبه ( الحَبْر ) حَبْر هذه الأمة ، فعلى الرغم من أنه لم يجاوز الثالثة
عشر من عمره يوم مات الرسول الكريم ، فأنه لم يُضيُّـع من طفولته الواعيـة
يوما دون أن يشهد مجالس الرسـول ويحفظ عنه ما يقول ، فقد أدناه الرسول -صلى
الله عليه وسلم- منه وهو طفل ودعا له Sad اللهم فقّهْه في الدين وعَلّمه
التأويل ) فأدرك ابن عباس أنه خُلِق للعلم والمعرفة


عِلْمه

وبعد
ذهاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، حرص ابن عباس على
أن يتعلم من أصحاب الرسول السابقين ما فاته سماعه وتعلمه من الرسول نفسه ،
فهو يقول عن نفسه Sad أن كُنتُ لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ) ، كما يصور لنا اجتهاده بطلب العلم فيقول Sad
لما قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت لفتى من الأنصار Sad هَلُـمَّ
فَلْنَسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثيـر ) فقال Sad يا عَجَبا لك يا
ابن عباس !! أترى الناس يفتقرون إليك وفيهم من أصحاب رسول الله ما ترى ؟)
فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله ، فإن كان لَيَبْلُغني الحديث عن
الرجل ، فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة ، فأتوسَّد ردائي على بابه ، يسْفي
الريح عليّ من التراب ، حتى ينتهي من مَقيله ويخرج فيراني فيقول Sad يا ابن
عم رسول الله ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك ؟) فأقول Sad لا ، أنت أحق
بأن أسعى إليك ) فأسأله عن الحديث وأتعلم منه ) وهكذا نمت معرفته وحكمته
وأصبح يملك حكمة الشيوخ وأناتهم ، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يحرص
على مشورته ، وكان يلقبه ( فتى الكهول ) وقد سئل يوما Sad أنَّى أصَبْت هذا
العلم ؟) فأجاب Sad بلسان سئول ، وقلب عقول )


مما قيل بابن عباس

وصفه
سعد بن أبي وقاص فقال Sad ما رأيت أحدا أحْضَر فهما ، ولا أكبر لُبّا ، ولا
أكثر علما ، ولا أوسع حِلْما من ابن عباس ، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات ،
وحوله أهل بدْر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس ولا يُجاوز عمر
قوله )
وقال عنه عُبيد الله بن عتبة Sad ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه
من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ابن عباس ، ولا رأيت أحدا أعلم
بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه ، ولا أفْقَه في رأي منه ، ولا أعْلم بشعر
ولا عَربية ، ولا تفسير للقرآن ولا بحساب وفريضة منه ، ولقد كان يجلس يوما
للفقه ، ويوما للتأويل ، ويوما للمغازي ، ويوما للشعر ، ويوما لأيام العرب
وأخبارها ، وما رأيت عالما جلس إليه إلا خضع له ، ولا سائلا سأله إلا وجد
عنده عِلما )
ووصفه مسلم من البصرة Sad إنه آخذ بثلاث ، تارك لثلاث ، آخذ
بقلوب الرجال إذا حدّث ، وبحُسْن الإستماع إذا حُدِّث ، وبأيسر الأمرين
إذا خُولِف ، وتارك المِراء ومُصادقة اللئام وما يُعْتَذر منه )


تنوع ثقافته

حدَّث
أحد أصحابه ومعاصريه فقال : لقد رأيت من ابن عباس مجلسا ، لو أن جميع قريش
فخُرَت به لكان لها به الفخر ، رأيت الناس اجتمعوا على بابه حتى ضاق بهم
الطريق ، فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا أن يذهب ، فدخلت عليه فأخبرته
بمكانهم على بابه ، فقال لي Sad ضَعْ لي وضوءاً ) فتوضأ وجلس ، و قال Sad
اخرج إليهم ، فادْعُ من يريد أن يسأل عن القرآن وتأويله ) فخرجت فآذَنْتُهم
، فدخلوا حتى ملئُوا البيت ، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ، ثم قال
لهم Sad إخوانكم ) فخرجوا ليُفسِحوا لغيرهم ، ثم قال لي Sad اخرج فادْعُ من
يريد أن يسأل عن الحلال والحرام ) فخرجت فآذَنْتُهم ، فدخلوا حتى ملئُوا
البيت ، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ، ثم قال Sad إخوانكم ) فخرجوا
ثم قال لي Sad ادْعُ من يريد أن يسأل عن الفرائض ) فخرجت فآذَنْتُهم ،
فدخلوا حتى ملئُوا البيت ، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ، ثم قال لي
Sad ادْعُ من يريد أن يسأل عن العربيّة والشّعر ) فآذَنْتُهم ، فدخلوا حتى
ملئُوا البيت ، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم


المنطق والحُجّة

بعث
الإمام علي -كرم الله وجهه- ابن عباس ذات يوم الى طائفة من الخوارج ، فدار
بينه وبينهم حوار طويل ، ساق فيه الحجة بشكل يبهر الألباب فقد سألهم ابن
عباس Sad ماذا تنقمون من علي ؟) قالوا Sad ـ نَنْقِم منه ثلاثا : أولاهُن
أنه حكَّم الرجال في دين الله ، والله يقول : إن الحكْمُ إلا لله ،
والثانية أنه قاتل ثم لم يأخذ من مقاتليه سَبْيا ولا غنائم ، فلئن كانوا
كفارا فقد حلّت له أموالهم ، وإن كانوا مؤمنين فقد حُرِّمَت عليه دماؤهم ،
والثالثة رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين استجابة
لأعدائه ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين )
وأخذ ابن عباس يُفَنّد أهواءهم فقال Sad أمّا قولكم إنه حَكّم الرجال في دين الله فأي بأس ؟
إن
الله يقول Sad يا أيها الذين آمنوا لا تقتُلوا الصَّيْد وأنتم حُرُم ، ومن
قتَله منكم مُتَعمدا فجزاء مِثلُ ما قَتَل من النعم يحكم به ذوا عَدْل منكم
)

فَنَبئوني بالله أتحكيم الرجال في حَقْن دماء المسلمين أحق
وأوْلى ، أم تحكيمهم في أرنب ثمنها درهم ؟! وأما قولكم إنه قاتل فلم يسْبُ
ولم يغنم ، فهل كنتم تريدون أن يأخذ عائشة زوج الرسول وأم المؤمنين
سَبْياً ويأخذ أسلابها غنائم ؟؟ وأما قولكم أنه رضى أن يخلع عن نفسه صفة
أمير المؤمنين حتى يتم التحكيم ، فاسمعوا ما فعله رسول الله يوم الحديبية ،
إذ راح يُملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش فقال للكاتب Sad اكتب : هذا
ما قاضى عليه محمد رسول الله) فقال مبعوث قريش Sad والله لو كنا نعلم أنك
رسول الله ما صَدَدْناك عن البيت ولا قاتلناك ، فاكتب : هذا ما قاضى عليه
محمد بن عبد الله ) فقال لهم الرسول Sad والله إني لرسول الله وإن
كَذَّبْتُم ) ثم قال لكاتب الصحيفة Sad اكتب ما يشاءون ، اكتب : هذا ما قاضى
عليه محمد بن عبد الله )
واستمر الحوار بين ابن عباس والخوارج على هذا
النسق الباهر المعجز ، وما كاد ينتهي النقاش حتى نهض منهم عشرون ألفا
معلنين اقتناعهم ، وخروجهم من خُصومة الإمام علي


أخلاق العلماء

لقد
كان ابن عباس -رضي الله عنه- حَبْر هذه الأمة يمتلك ثروة كبيرة من العلم
ومن أخلاق العلماء ، وكان يفيض على الناس بماله بنفس السماح الذي يفيض به
علمه ، وكان معاصروه يقولون Sad ما رأينا بيتا أكثر طعاما ، ولا شرابا ولا
فاكهة ولا عِلْما من بيت ابن عباس ) وكان قلبه طاهر لا يحمل الضغينة لأحد
ويتمنى الخير للجميع ، فهو يقول عن نفسه Sad إني لآتي على الآية من كتاب
الله فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من
حكام المسلمين يقضي بالعدل ويحكم بالقسط فأفرح به وأدعو له ، ومالي عنده
قضية ، وإني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به ومالي بتلك الأرض
سائِمَة ) وهو عابد قانت يقوم الليل ويصوم الأيام وكان كثير البكاء كلما
صلى وقرأ القرآن


موقفه من الفتنة

لقد كان لابن عباس أراء
في الفتنة بين علي ومعاوية ، أراء ترجو السلام لا الحرب ، والمنطق لا
القَسْر ، على الرغم من أنه خاض المعركة مع الإمام علي ضد معاوية ، لأنه في
البداية كان لابد من ردع الشقاق الذي هدد وحدة المسلمين ، وعندما هَمّ
الحسين -رضي الله عنه- بالخروج الى العراق ليقاتل زيادا ويزيد ، تعلّق ابن
عباس به واستماتَ في محاولة منعه ، فلما بلغه نبأ استشهاده ، حزِنَ عليه
ولزم داره


وفاته

وفي عامه الحادي والسبعين دُعِي للقاء ربه العظيم ، ودُفِنَ في مدينة الطائف

descriptionصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة Emptyرد: صحابة وصحابيات..موسوعة متجددة

more_horiz

عبدالله بن مسعود

صاحب السَّواد

ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه

"وسلم- من ابن أم عبد

حذيفة بن اليمان

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي وكنيته أبوعبدالرحمن مات أبوه في الجاهلية

وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال:ابن

أم عبد وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-

أول لقاء مع الرسول

يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- Sad كنت
غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط ، فجاء النبي -صلى الله عليه
وسلم- وأبو بكـر فقالا Sad يا غلام ، هل عندك من لبن تسقينـا ؟) فقلت Sad إني
مؤتمـن ولست ساقيكما ) فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- Sad هل عندك من
شاة حائل ، لم يَنْزُ عليها الفحل ؟) قلت Sad نعم ) فأتيتهما بها ، فاعتقلها
النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع ، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة ،
فاحتلب فيها فشرب أبوبكر ، ثم شربت ثم قال للضرع Sad اقْلِص ) فقلص ، فأتيت
النبي بعد ذلك فقلت Sad علمني من هذا القول ) فقال Sad إنك غلام مُعَلّم )

جهره بالقرآن

لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام فهو سادس ستة دخلوا في
الاسلام وأول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة ، فأمام ساداتها رفع صوته
الحلو المثير بقوله تعالى Sadالرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه
البيان ) حتى وصل فيها الى ما شاء الله فضربه كفار قريش حتى غشي عليه ولما
أفاق استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعود لما كان منه الليلة
التالية وقد هاجر هجرةالحبشة وهجرة المدينة وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول
-صلى الله عليه وسلم- وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي
بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق وقد شهد له النبي -صلى الله عليه
وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد وقد بشره الرسول
-صلى الله عليه وسلم- بالجنة

حفظ القرآن

ان ابن مسعود كان من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم
البارعين فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين
تتلمذوا على يديه وتربوا وقد كان يقول Sad أخذت من فم رسول الله -صلى الله
عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد ) وقال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى
حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل ) كمـا كان يقول Sad من أحب أن يسمع القرآن
غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد ) أمره النبي -صلى الله عليه وسلم-
أن يقرأ عليه فقال Sadاقرأ علي) قال Sadيا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل ؟)
فقال -صلى الله عليه وسلم-Sadإني أحب أن أسمعه من غيري) قال ابن مسعود
فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى قوله تعالى Sad فكيف اذا جئنـا من
كل أمة بشهيـد وجئنـا بك على هـؤلاء شهيـدا) فقال له النبـي -صلـىاللـه
عليه وسلـم- Sad حسبـك) قال ابن مسعود Sad فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان )

قربه من الرسول

وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه
عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى
الله عليه وسلم- ومطهرته أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه وابن
مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره ، لذا
كان اسمه ( صاحب السَّواد ) حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-Sad لو كنت
مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد ) كما أعطي مالم يعط
لغيره حين قال له الرسول Sad إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب ) فكان له الحق بأن
يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار يقول أبو موسى
الأشعري Sad لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من
أهله )

مكانته عند الصحابة

قال عنه أمير المؤمنين عمر Sad لقد مُليء فِقْهاً ) وقال أبو موسى الأشعري
Sad لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم ) ويقول عنه حذيفة Sad ما
أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم
عبد )

واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له Sad يا أمير المؤمنين ،
ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما ، ولا أحسن مُجالسة ولا
أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود ) قال علي Sad نشدتكم الله ، أهو صدق من
قلوبكم ؟) قالوا Sad نعم ) قال Sad اللهم إني أُشهدك ، اللهم إني أقول فيه
مثل ما قالوا ، أو أفضل ، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله ، وحرم حرامه ، فقيه
في الدين عالم بالسنة )

ورعه

كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا يقول عمرو بن ميمون Sad اختلفت الى عبد
الله بن مسعود سنة ، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه : قال رسول الله ،
فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه ، ثم قال مستدركا : قريبا من
هذا قال الرسـول ) ويقول علقمـة بن قيـس Sad كان عبد الله بن مسعود يقوم
عشية كل خميس متحدثا ، فما سمعته في عشية منها يقول : قال رسول الله غير
مرة واحدة ، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا ، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع )

حكمته

كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو
يقول عما نسميه نِسبية الزمان Sad إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور
السموات والأرض من نور وجهه ) كما يقول عن العمل Sad إني لأمقت الرجل إذ
أراه فارغا ، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة ) ومن كلماته
الجامعة Sad خير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، وشر العمى عمى القلب
، وأعظم الخطايا الكذب ، وشر المكاسب الربا ، وشر المأكل مال اليتيم ، ومن
يعف يعف الله عنه ، ومن يغفر يغفر الله له )

أمنيته

يقول ابن مسعود Sad قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
في غزوة تبوك ، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها ،
فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر ، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات ،
وإذا هم قد حفروا له ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر
وعمر يدلِّيَانه إليه ، والرسول يقول : أدنيا إلي أخاكما فدلياه إليه ،
فلما هيأه للحده قال : اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه فيا ليتني كنت
صاحب هذه الحفرة

أهل الكوفة

ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة ، وقال لأهلها حين أرسله
إليهم Sad إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي ، فخذوا منه
وتعلموا ) ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله حتى قالوا له
حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة Sad أقم معنا ولا تخرج ونحن
نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه ) ولكنه أجاب Sad إن له علي الطاعة ، وإنها
ستكون أمور وفتن ، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها )

وفاته

وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و
أتم التسليم توفي سنة اثنتين و ثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان رضي
الله عن ابن أم عبد و أمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما
رفيقيه في الجنة مع الخالدين



descriptionصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة Emptyرد: صحابة وصحابيات..موسوعة متجددة

more_horiz
ابو ذر الغفارى

من هو :

أَبُو ذَرٍّ، جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ الغِفَارِيُّ

قُلْتُ: أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

قِيْلَ: كَانَ خَامِسَ خَمْسَةٍ فِي الإِسْلاَمِ.

ثُمَّ
إِنَّهُ رُدَّ إِلَى بِلاَدِ قَوْمِهِ، فَأَقَامَ بِهَا بِأَمْرِ
النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا
أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَاجَرَ
إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَلاَزَمَهُ، وَجَاهَدَ
مَعَهُ.

وَكَانَ يُفْتِي فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ.

وَكَانَ
رَأْساً فِي الزُّهْدِ، وَالصِّدْقِ، وَالعِلْمِ، وَالعَمَلِ، قَوَّالاً
بِالحَقِّ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، عَلَى حِدَّةٍ
فِيْهِ.

وَقَدْ شَهِدَ فَتْحَ بَيْتِ المَقْدِسِ مَعَ عُمَرَ.

اسلامه

قَالَ أَبُو جَمْرَةَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلاَ أُخْبِرُكُم بِإِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ؟

قُلْنَا: بَلَى.

قَالَ:
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً بِمَكَّةَ قَدْ خَرَجَ،
يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَقُلْتُ:
انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَكَلِّمْهُ.

فَانْطَلَقَ، فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ؟

قَالَ: وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَأْمُرُ بِالخَيْرِ، وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ.

قُلْتُ: لَمْ تَشْفِنِي؟

فَأَخَذْتُ
جِرَاباً وَعَصاً، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ لاَ
أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ
زَمْزَمَ، وَأَكُوْنُ فِي المَسْجِدِ.

فَمَرَّ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ غَرِيْبٌ؟

قُلتُ: نَعَمْ.

قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى المَنْزِلِ.

فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، لاَ أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، وَلاَ يُخْبِرُنِي!

فَلَمَّا أَصْبَحَ الغَدُ، جِئْتُ إِلَى المَسْجِدِ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ.

فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعُوْدَ؟

قُلْتُ: لاَ.

قَالَ: مَا أَمْرُكَ، وَمَا أَقْدَمَكَ؟

قُلْتُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ.

قَالَ: أَفْعَلُ.

قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ نَبِيٌّ.

قَالَ:
أَمَا قَدْ رَشَدْتَ! هَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ، فَاتَّبِعْنِي وَادْخُلْ
حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَداً أَخَافُهُ عَلَيْكَ،
قُمْتُ إِلَى الحَائِطِ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي! وَامْضِ أَنْتَ.

فَمَضَى، وَمَضَيْتُ مَعَهُ، فَدَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ:

يَا رَسُوْلَ اللهِ، اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلاَمَ.

فَعَرَضَ
عَلَيَّ، فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي، فَقَالَ لِي: (يَا أَبَا ذَرٍّ، اكْتُمْ
هَذَا الأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ! فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُوْرُنَا،
فَأَقْبِلْ).

فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ.

فَجَاءَ إِلَى المَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيْهِ، فَقَالَ:

يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.

فَقَالُوا: قُوْمُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ.

فَقَامُوا، فَضُرِبْتُ لأَمُوْتَ!

فَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ، وَقَالَ:

وَيْلَكُم! تَقْتَلُوْنَ رَجُلاً مِنْ غِفَارَ، وَمَتْجَرُكُم وَمَمَرُّكُم عَلَى غِفَارَ!

فَأَطْلَقُوا عَنِّي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، رَجَعْتُ، فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالأَمْسِ.

فَقَالُوا: قُوْمُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ!

فَصُنِعَ بِي كَذَلِكَ، وَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ.

فَهَذَا أَوَّلُ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ الإِسْلاَمِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلاَثَةٌ، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ، فَقُلْتُ:

سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ.

وَأَسْلَمْتُ، فَرَأَيْتُ الاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: (مَنْ أَنْتَ؟).

قُلْتُ: جُنْدُبٌ، رَجُلٌ مِنْ غِفَارَ.

قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وَكَانَ فِيْهِم مَنْ يَسْرُقُ الحَاجَّ

جهاده فى سبيل الله

كَانَ حَامِلَ رَايَةِ غِفَارَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: أَبُو ذَرٍّ.

وَكَانَ أبو ذر يَقُوْلُ: أَبْطَأْتُ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكٍ، مِنْ عَجَفِ بَعِيْرِي.

لَمَّا سَارَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى تَبُوْكٍ، جَعَلَ لاَ يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ.

فَيَقُوْلُوْنَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ تَخَلَّفَ فُلاَنٌ.

فَيَقُوْلُ: (دَعُوْهُ، إِنْ يَكُنْ فِيْهِ خَيْرٌ فَسَيَلْحَقُكُم، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ مِنْهُ).

حَتَّى قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، تَخَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ، وَأَبْطَأَ بِهِ بَعِيْرُهُ.

قَالَ:
وَتَلَوَّمَ بَعِيْرُ أَبِي ذَرٍّ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ
مَتَاعَهُ، فَجَعَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَخَرَجَ يَتْبَعُ رَسُوْلَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وَنَظَرَ نَاظِرٌ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيْقِ!

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كُنْ أَبَا ذَرٍّ).

فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ القَوْمُ، قَالُوا: هُوَ -وَاللهِ- أَبُو ذَرٍّ!

فَقَالَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (رَحِمَ اللهُ أَبَا
ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحَدَهُ).

وصايا الرسول له

عَنْ
أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَبْتَدِئُ أَبَا ذَرٍّ إِذَا حَضَرَ، وَيَتَفَقَّدُهُ إِذَا
غَابَ.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَوْصَانِي بِخَمْسٍ: أَرْحَمُ المَسَاِكِيْنَ
وَأُجَالِسُهُم، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ تَحْتِي وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ
فَوْقِي، وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَنْ أَقُوْلَ
الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً، وَأَنْ أَقُوْلَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ
إِلاَّ بِاللهِ).

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو: سَمِعْتُ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (مَا
أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ، وَلاَ أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ
لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضُعِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى
أَبِي ذَرٍّ).

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الحَالِ الَّذِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهِ؟).

فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا.

فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا أَظَلَّتِ
الخَضْرَاءُ، وَلاَ أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ
مِنْ أَبِي ذَرٍّ! مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيْسَى
فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ).

سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛
فَقَالَ: وَعَى عِلْماً عَجِزَ عَنْهُ، وَكَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ،
حَرِيْصاً عَلَى العِلْمِ، يُكْثِرُ السُّؤَالَ، وَعَجِزَ عَنْ كَشْفِ مَا
عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ.

وصيه الرسول له

قَالَ شَهْرُ بنُ
حَوْشَبٍ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يَخْدُمُ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا فَرَغَ مِنْ
خِدْمَتِهِ، أَوَى إِلَى المَسْجِدِ، وَكَانَ هُوَ بَيْتَهُ.

فَدَخَلَ
النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَهُ مُنْجَدِلاً فِي
المَسْجِدِ، فَنَكَتَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
بِرِجْلِهِ حَتَّى اسْتَوَى جَالِساً.

فَقَالَ: (أَلاَ أَرَاكَ نَائِماً؟).

قَالَ: فَأَيْنَ أَنَامُ؟ هَلْ لِي مِنْ بَيْتٍ غَيْرِهِ؟

فَجَلَسَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنْهُ؟).

قَالَ:
أَلْحَقُ بِالشَّامِ، فَإِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الهِجْرَةِ، وَأَرْضُ
المَحْشَرِ، وَأَرْضُ الأَنْبِيَاءِ، فَأَكُوْنُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهَا.

قَالَ لَهُ: (كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنَ الشَّامِ؟).

قَالَ: أَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَيَكُوْنُ بَيْتِي وَمَنْزِلِي.

قَالَ: (فَكَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ؟).

قَالَ: آخُذُ إِذاً سَيْفِي فَأُقَاتِلُ حَتَّى أَمُوْتَ.

قَالَ: فَكَشَّرَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: (أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟).

قَالَ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ.

قَالَ: (تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوْكَ حَتَّى تَلْقَانِي وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ).

عَنِ
ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ لأَبِي ذَرٍّ: (إِذَا بَلَغَ البِنَاءُ سَلْعاً،
فَاخْرُجْ مِنْهَا - وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ - وَلاَ أَرَى
أُمَرَاءكَ يَدَعُوْنَكَ).

قَالَ: أَوَلاَ أُقَاتِلُ مَنْ يَحُوْلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمْرِكَ؟

قَالَ: (لاَ).

قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟

قَالَ: (اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ).

اعتزاله الفتنه

فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ، خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّهُ قَدْ أَفْسَدَ الشَّامَ.

فَطَلَبَهُ
عُثْمَانُ، ثُمَّ بَعَثُوا أَهْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَجَدُوا عِنْدَهُمْ
كِيْساً، أَوْ شَيْئاً، فَظَنُّوْهُ دَرَاهِمَ، فَقَالُوا: مَا شَاءَ
اللهُ.

فَإِذَا هِيَ فُلُوْسٌ.

فَقَالَ عُثْمَانُ: كُنْ عِنْدِي.

قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي دُنْيَاكُمْ، ائْذَنْ لِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ.

فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا

وفاته

روى أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ المَوْتُ بِالرَّبَذَةِ، فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: وَمَا يُبْكِيْكِ؟

قَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ تَغْيِيْبِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَناً.

قَالَ:
لاَ تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُوْلُ:
(لَيَمُوْتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ
المُؤْمِنِيْنَ).

فَكُلُّهُمْ مَاتَ فِي جَمَاعِةٍ وَقَرْيَةٍ،
فَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالفَلاَةِ أَمُوْتُ،
فَرَاقِبِي الطَّرِيْقَ، فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُوْلُ، مَا
كَذَبْتُ، وَلاَ كُذِبْتُ.

قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ، وَقَدِ انْقَطَعَ الحَاجُّ؟!

قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيْقَ.

فَبَيْنَا
هِيَ كَذَلِكَ، إِذْ هِيَ بِالقَوْمِ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ
كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا. و َإِذَا
عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، فَقَالَ:
مَا هَذَا؟

قِيْلَ: جِنَازَةُ أَبِي ذَرٍّ.

فَاسْتَهَلَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ يَبْكِي، وَقَالَ:

صَدَقَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَرْحَمُ اللهُ أَبَا
ذَرٍّ! يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ).

فَنَزَلَ، فَوَلِيَهُ بِنَفْسِهِ، حَتَّى أَجَنَّهُ.

descriptionصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة Emptyرد: صحابة وصحابيات..موسوعة متجددة

more_horiz
بارك الله فيكى يا همس
صحابة وصحابيات..موسوعة متجددة 23143xg37hd4623ie1

descriptionصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة Emptyرد: صحابة وصحابيات..موسوعة متجددة

more_horiz
أبو هريرة




" اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة"
حديث شريف





أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ





الإِمَامُ، الفَقِيْهُ،
المُجْتَهِدُ، الحَافِظُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، اليَمَانِيُّ، سَيِّدُ
الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ.





اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى أَقْوَالٍ جَمَّةٍ، أَرْجَحُهَا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ.

وَيُقَالُ:
كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ اسْمُهُ عَبْدُ شَمْسٍ، أَبُو الأَسْوَدِ،
فَسَمَّاهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَبْدَ
اللهِ، وَكَنَّاهُ أَبَا هُرَيْرَةَ.





حَمَلَ عَنِ: النَّبِيِّ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِلْماً كَثِيْراً، طَيِّباً،
مُبَارَكاً فِيْهِ، لَمْ يُلْحَقْ فِي كَثْرَتِهِ، وَعَنْ: أُبَيٍّ،
وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأُسَامَةَ، وَعَائِشَةَ، وَالفَضْلِ،
وَبَصْرَةَ بنِ أَبِي بَصْرَةَ، وَكَعْبٍ الحَبْرِ.





نشأته و اسلامه

يتحدث
عن نفسه -رضي الله عنه- فيقول Sad نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت أجيرا
لبسرة بنت غزوان بطعام بطني ، كنت أخدمهم اذا نزلوا ، وأحدو لهم اذا ركبوا
، وهأنذا وقد زوجنيها الله ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا
هريرة أماما ) قدم الى النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة سبع للهجرة وهو
بخيبر وأسلم ، ومنذ رأى الرسول الكريم لم يفارقه لحظة وأصبح من العابدين
الأوابين ، يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله ، فيقوم هو ثلثه ، وتقوم
زوجته ثلثه ، وتقوم ابنته ثلثه ، وهكذا لا تمر من الليل ساعة الا وفي بيت
أبي هريرة عبادة وذكر وصلاة





اسلام أم أبي هريرة

لم
يكن لأبي هريرة بعد اسلامه الا مشكلة واحدة وهي أمه التي لم تسلم ، وكانت
دوما تؤذيه بذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسوء ، فذهب يوما الى
الرسول باكيا Sad يا رسول الله ، كنت أدعو أم أبي هريرة الى الاسلام فتأبى
علي ، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي
هريرة الى الاسلام ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :" اللهم اهد أم أبي
هريرة " فخرج يعدو يبشرها بدعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلما أتاها
سمع من وراء الباب خصخصة الماء ، ونادته Sad يا أبا هريرة مكانك ) ثم لبست
درعها، وعجلت من خمارها وخرجت تقولSad أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا
رسول الله ) فجاء أبوهريرة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- باكيا من الفرح
وقال Sad أبشر يا رسول الله ، فقد أجاب الله دعوتك ، قد هدى الله أم أبي
هريرة الى الاسلام) ثم قال Sad يا رسول الله ، ادع الله أن يحببني وأمي الى
المؤمنين والمؤمنات ) فقال Sad اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن
ومؤمنة)



لماذا سمى أبى هريرة

المَشْهُوْرُ عَنْهُ: أَنَّهُ كُنِيَ بِأَوْلاَدِ هِرَّةٍ بَرِّيَّةٍ.





قَالَ: وَجَدْتُهَا، فَأَخَذْتُهَا فِي كُمِّي، فَكُنِيْتُ بَذَلِكَ.





روى أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُوْلُ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُوْنِي: أَبَا هِرٍّ.





قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟





قَالَ: أَمَا تَفْرَقُ مِنِّي؟





قُلْتُ: بَلَى، إِنِّي لأَهَابُكَ.





قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَماً لأَهْلِي، فَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ أَلْعَبُ بِهَا، فَكَنَّوْنِي بِهَا.

هجرته الى المدينة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:





خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ، وَقَدِمْتُ المَدِيْنَةَ
مُهَاجِراً، فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ خَلْفَ سِبَاعِ بنِ عُرْفُطَةَ، كَانَ
اسْتَخْلَفَهُ، فَقَرَأَ فِي السَّجْدَةِ الأُوْلَى: بِسُوْرَةِ مَرْيَمَ،
وَفِي الآخِرَةِ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِيْنَ.





فَقُلْتُ: وَيْلٌ لأَبِي،
قَلَّ رَجُلٌ كَانَ بِأَرْضِ الأَزْدِ إِلاَّ وَكَانَ لَهُ مِكْيَالاَنِ،
مِكْيَالٌ لِنَفْسِهِ، وَآخَرُ يَبْخَسُ بِهِ النَّاسَ.





وَلَمَّا هَاجَرَ كَانَ مَعَهُ مَمْلُوكٌ لَهُ، فَهَرَبَ مِنْهُ.





صَحِبَ رسول الله أَرْبَعَ سِنِيْنَ.

فقره رضى الله عنه و رقة حاله

جَاعَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَاحْتَاجَ، وَلَزِمَ المَسْجِدَ.





قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أُصْرَعُ بَيْنَ القَبْرِ وَالمِنْبَرِ مِنَ الجُوْعِ، حَتَّى يَقُوْلُوا: مَجْنُوْنٌ.





و قَالَ:





لَقَدْ رَأَيْتُنِي
وَإِنِّي لأَخِرُّ فِيْمَا بَيْنَ مَنْزِلِ عَائِشَةَ وَالمِنْبَرِ
مَغْشِيّاً عَلَيَّ مِنَ الجُوْعِ، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ، فَيَجْلِسُ عَلَى
صَدْرِي، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُوْلُ: لَيْسَ الَّذِي تَرَى، إِنَّمَا
هُوَ الجُوْعُ.





و كَانَ يَظُنُّهُ مَنْ يَرَاهُ مَصْرُوْعاً، فَيْجْلِسُ فَوْقَهُ لِيَرْقِيْهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:





وَاللهِ إِنْ كُنْتُ
لأَعْتَمِدُ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الجُوْعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ
الحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الجُوْعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ عَلَى
طَرِيْقِهِمْ، فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ فِي
كِتَابِ اللهِ، مَا أَسْأَلُهُ إِلاَّ لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ
يَفْعَلْ، فَمَرَّ عُمَرُ، فَكَذَلِكَ، حَتَّى مَرَّ بِي رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَرَفَ مَا فِي وَجْهِي مِنَ
الجُوْعِ، فَقَالَ: (أَبُو هُرَيْرَةَ).





قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ.





فَدَخَلْتُ مَعَهُ البَيْتَ، فَوَجَدَ لَبَناً فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: (مِنْ أَيْنَ لَكُم هَذَا؟).





قِيْلَ: أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ فُلاَنٌ.





فَقَالَ: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْعُهُمْ).





وَكَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ
أَضْيَافَ الإِسْلاَمِ، لاَ أَهْلَ وَلاَ مَالَ، إِذَا أَتَتْ رَسُوْلَ
اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَدَقَةٌ، أَرْسَلَ بِهَا
إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يُصِبْ مِنْهَا شَيْئاً، وَإِذَا جَاءتْهُ هَدِيَّةٌ
أَصَابَ مِنْهَا، وَأَشْرَكَهُمْ فِيْهَا، فَسَاءنِي إِرْسَالُهُ إِيَّايَ،
فَقُلْتُ:





كُنْتُ أَرْجُو أَنْ
أُصِيْبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شُرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، وَمَا هَذَا
اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ
وَطَاعَةِ رَسُوْلِهِ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُجِيْبِيْنَ.
فَلَمَّا جَلَسُوا، قَالَ: (خُذْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَأَعْطِهِمْ).





فَجَعَلْتُ أُعْطِي
الرَّجُلَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى
جَمِيْعِهِمْ، وَنَاوَلْتُهُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ مُتَبَسِّماً، وَقَالَ: (بَقِيْتُ
أَنَا وَأَنْتَ).





قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُوْلَ اللهِ.





قَالَ: (فَاشْرَبْ).





فَشَرِبْتُ، فَقَالَ: (اشْرَبْ).





فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُوْلُ: (اشْرَبْ)، فَأَشْرَبُ، حَتَّى قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسَاغاً.





فَأَخَذَ، فَشَرِبَ مِنَ الفَضْلَةِ.




عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
خَرَجْتُ يَوْماً مِنْ بَيْتِي إِلَى المَسْجِدِ، فَوَجَدْتُ نَفَراً، فَقَالُوا: مَا أَخْرَجَكَ؟





قُلْتُ: الجُوْعُ.





فَقَالُوا: وَنَحْنُ -وَاللهِ- مَا أَخْرَجَنَا إِلاَّ الجُوْعُ.





فَقُمْنَا، فَدَخَلْنَا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، فَقَالَ: (مَا جَاءَ بِكُمْ هَذِهِ السَّاعَةَ).





فَأَخْبَرْنَاهُ، فَدَعَا بِطَبَقٍ فِيْهِ تَمْرٌ، فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا تَمْرَتَيْنِ، فَقَالَ:




(كُلُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ، وَاشْرَبُوا عَلَيْهِمَا مِنَ المَاءِ، فَإِنَّهُمَا سَتَجْزِيَانِكُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا).




فَأَكَلْتُ تَمَرَّةً، وَخَبَّأْتُ الأُخْرَى، فَقَالَ: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، لِمَ رَفَعْتَهَا؟).





قُلْتُ: لأُمِّي.





قَالَ: (كُلْهَا، فَسَنُعْطِيْكَ لَهَا تَمْرَتَيْنِ).






حب المؤمنين لأبى هريرة





روى أن أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:





وَاللهِ مَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِناً يَسْمَعُ بِي إِلاَّ أَحَبَّنِي.





قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟





قَالَ: إِنَّ أُمِّي
كَانَتْ مُشْرِكَةً، وَكُنْتُ أَدْعُوْهَا إِلَى الإِسْلاَمِ، وَكَانَتْ
تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْماً، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُوْلِ
اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ
رَسُوْلَ اللهِ وَأَنَا أَبْكِي، فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ
يَدْعُوَ لَهَا.





فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ).





فَخَرَجْتُ أَعْدُوا،
أُبَشِّرُهَا، فَأَتَيْتُ، فَإِذَا البَابُ مُجَافٍ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ
المَاءِ، وَسَمِعَتْ حِسِّي، فَقَالَتْ:





كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ
فَتَحَتْ، وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا،
فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً
عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.





وَقَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى
رَسُوْلِ اللهِ أَبْكِي مِنَ الفَرَحِ، كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الحُزْنِ،
فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّي إِلَى
عِبَادِهِ المُؤْمِنِيْنَ.





فَقَالَ: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ المُؤْمِنِيْنَ، وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا).

عَنِ الطُّفَاوِيِّ، قَالَ:





نَزَلْتُ عَلَى أَبِي
هُرَيْرَةَ بِالمَدِيْنَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلاً أَشَدَّ
تَشْمِيْراً، وَلاَ أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَدَخَلْتُ
عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيْرِهِ، وَمَعَهُ كِيْسٌ فِيْهِ
نَوَىً - أَوْ حَصَىً - أَسْفَلُ مِنْهُ سَوْدَاءُ، فَيُسَبِّحُ، وَيُلْقِي
إِلَيْهَا، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا، أَلْقَى إِلَيْهَا الكِيْسَ،
فَأَوْعَتْهُ فِيْهِ، ثُمَّ نَاوَلَتْهُ، فَيُعِيْدُ ذَلِكَ.





وَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَ العَلاَءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ،
وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا هُرَيْرَةَ مُؤَذِّناً.

لماذا كان هو أكثر رواية للحديث

َكَانَ حِفْظُ أَبِي هُرَيْرَةَ الخَارِقُ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ.





عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:





أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَلاَ تَسْأَلُنِي مِنْ هَذِهِ
الغَنَائِمِ الَّتِي يَسْأَلُنِي أَصْحَابُكَ؟).





قُلْتُ: أَسْأَلُكَ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ.





فَنَزَعَ نَمِرَةً كَانَتْ
عَلَى ظَهْرِي، فَبَسَطَهَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَى النَّمْلِ يَدُبُّ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَنِي حَتَّى إِذَا
اسْتَوْعَبْتُ حَدِيْثَهُ، قَالَ: (اجْمَعْهَا، فَصُرَّهَا إِلَيْكَ).





فَأَصْبَحْتُ لاَ أُسْقِطُ حَرْفاً مِمَّا حَدَّثَنِي.

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ:





إِنَّكُمْ تَقُوْلُوْنَ:
إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيْثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقُوْلُوْنَ




:



مَا لِلْمُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ لاَ يُحَدِّثُوْنَ مِثْلَهُ؟



وَإِنَّ إِخْوَانِي
المُهَاجِرِيْنَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَ
إِخْوَانِي مِنَ الأَنْصَارِ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ، وَكُنْتُ
امْرَأً مِسْكِيْناً مِنْ مَسَاكِيْنِ الصُّفَّةِ




،



أَلْزَمُ رَسُوْلَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، فَأَحْضُرُ
حِيْنَ يَغِيْبُوْنَ، وَأَعِي حِيْنَ يَنْسَوْنَ، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيْثٍ يُحَدِّثُهُ
يَوْماً:




(إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ
ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِي جَمِيْعَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَجْمَعُ إِلَيْهِ
ثَوْبَهُ، إِلاَّ وَعَى مَا أَقُوْلُ).




فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ،
حَتَّى إِذَا قَضَى مَقَالَتَهُ، جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي، فَمَا
نَسِيْتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ.





عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:





تَزْعُمُوْنَ أَنِّي
أُكْثِرُ الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - وَاللهُ المَوْعِدُ - إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِيْناً،
أَصْحَبُ رَسُوْلَ اللهِ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَإِنَّهُ حَدَّثَنَا
يَوْماً، وَقَالَ: (مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي،
ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ، لَمْ يَنْسَ شَيْئاً سَمِعَ مِنِّي أَبَداً).





فَفَعَلْتُ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ، مَا نَسِيْتُ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْهُ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:





قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ؟





قَالَ: (لَقَدْ ظَنَنْتُ
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيْثِ أَحَدٌ
أَوَّلَ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيْثِ، إِنَّ
أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ، خَالِصاً مِنْ نَفْسِهِ).

عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ:





قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَبُو هُرَيْرَةَ وِعَاءٌ مِنَ العِلْمِ).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:





حَفِظْتُ مِنْ رَسُوْلِ
اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وِعَاءيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا
فَبَثَثْتُهُ فِي النَّاسِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ، لَقُطِعَ
هَذَا البُلْعُوْمُ.
كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ أَحْفَظِ الصَّحَابَةِ.






قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: لاَ أَعْرِفُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْفَظَ لِحَدِيْثِهِ مِنِّي.

روى أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ.





فَقَالَ: عَلَيْكَ بِأَبِي
هُرَيْرَةَ، فَإِنَّهُ بَيْنَا أَنَا وَهُوَ وَفُلاَنٌ فِي المَسْجِدِ
نَدْعُو، خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَجَلَسَ، وَقَالَ: (عُوْدُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ).





قَالَ زَيْدٌ: فَدَعَوْتُ
أَنَا وَصَاحِبِي، وَرَسُوْلُ اللهِ يُؤَمِّنُ، ثُمَّ دَعَا أَبُو
هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ مَا سَأَلاَكَ،
وَأَسْأَلُكَ عِلْماً لاَ يُنْسَى.





فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (آمِيْنَ).





فَقُلْنَا: وَنَحْنُ نَسْأَلُ اللهَ عِلْماً لاَ يُنْسَى.





فَقَالَ: (سَبَقَكُمَا بِهَا الدَّوْسِيُّ).

و
روىأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُوْلُ: إِنِّي لأُحَدِّثُ
أَحَادِيْثَ، لَوْ تَكَلَّمْتُ بِهَا فِي زَمَنِ عُمَرَ، لَشَجَّ رَأْسِي.





و هَكَذَا هُوَ كَانَ
عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: أَقِلُّوا الحَدِيْثَ عَنْ
رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.





وَزَجَرَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ عَنْ بَثِّ الحَدِيْثِ، وَهَذَا مَذْهَبٌ لِعُمَرَ وَلِغَيْرِهِ




، فَبِاللهِ عَلَيْكَ إِذَا
كَانَ الإِكْثَارُ مِنَ الحَدِيْثِ فِي دَوْلَةِ عُمَرَ كَانُوا
يُمْنَعُوْنَ مِنْهُ مَعَ صِدْقِهِمْ، وَعَدَالَتِهِمْ، وَعَدَمِ
الأَسَانِيْدِ، بَلْ هُوَ غَضٌّ لَمْ يُشَبْ، فَمَا ظَنُّكَ بِالإِكْثَارِ
مِنْ رِوَايَةِ الغَرَائِبِ وَالمَنَاكِيْرِ فِي زَمَانِنَا، مَعَ طُوْلِ
الأَسَانِيْدِ، وَكَثْرَةِ الوَهْمِ وَالغَلَطِ، فَبِالحَرِيِّ أَنْ
نَزْجُرَ القَوْمَ عَنْهُ، فَيَا لَيْتَهُمْ يَقْتَصِرُوْنَ عَلَى
رِوَايَةِ الغَرِيْبِ وَالضَعِيْفِ، بَلْ يَرْوُوْنَ -وَاللهِ-
المَوْضُوْعَاتِ، وَالأَبَاطِيْلَ، وَالمُسْتَحِيْلَ فِي الأُصُوْلِ
وَالفُرُوْعِ وَالمَلاَحِمِ وَالزُّهْدِ - نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ -.





فَمَنْ رَوَى ذَلِكَ مَعَ
عِلْمِهِ بِبُطْلاَنِهِ، وَغَرَّ المُؤْمِنِيْنَ، فَهَذَا ظَالِمٌ
لِنَفْسِهِ، جَانٍ عَلَى السُّنَنِ وَالآثَارِ، يُسْتَتَابُ مِنْ ذَلِكَ،
فَإِنْ أَنَابَ وَأَقْصَرَ، وَإِلاَّ فَهُوَ فَاسِقٌ، كَفَى بِهِ إِثْماً
أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَإِنْ هُوَ لَمْ يَعْلَمْ
فَلْيَتَوَرَّعْ، وَلْيَسْتَعِنْ بِمَنْ يُعِيْنُهُ عَلَى تَنْقِيَةِ
مَرْوِيَّاتِهِ - نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ - فَلَقَدْ عَمَّ البَلاَءُ،
وَشَمَلَتِ الغَفْلَةُ




،



وَدَخَلَ الدَّاخِلُ عَلَى
المُحَدِّثِيْنَ الَّذِيْنَ يَرْكَنُ إِلَيْهِمُ المُسْلِمُوْنَ، فَلاَ
عُتْبَى عَلَى الفُقَهَاءِ، وَأَهْلِ الكَلاَمِ.

عبادته و ورعه





عَنْ عَبَّاسٍ الجُرَيْرِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، قَالَ:





تَضَيَّفْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ سَبْعاً، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ
يَعْتَقِبُوْنَ اللَّيْلَ أَثْلاَثاً، يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوْقِظُ
هَذَا، وَيُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوْقِظُ هَذَا.





قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُوْمُ؟





قَالَ: أَصُوْمُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلاَثاً.

عَنْ عِكْرِمَةَ:





أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيْحَةٍ، يَقُوْلُ: أُسَبِّحُ بِقَدَرِ دِيَتِي.

عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ:





كَانَتْ لأَبِي هُرَيْرَةَ
صَيْحَتَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ: أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ، يَقُوْلُ:
ذَهَبَ اللَّيْلُ وَجَاءَ النَّهَارُ، وَعُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى
النَّارِ، فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنَ
النَّارِ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:





أَنَّهُ صَلَّى بِالنَّاسِ
يَوْماً، فَلَمَّا سَلَّمَ رَفَعَ صَوْتَهَ، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ
الَّذِي جَعَلَ الدِّيْنَ قِوَاماً، وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَاماً،
بَعْدَ أَنْ كَانَ أَجِيْراً لابْنَةِ غَزْوَانَ عَلَى شِبَعِ بَطْنِهِ،
وَحَمُوْلَةِ رِجْلِهِ.

عَنْ مُضَارِبِ بنِ حَزْنٍ، قَالَ:





بَيْنَا أَنَا أَسِيْرُ تَحْتَ اللَّيْلِ، إِذَا رَجُلٌ يُكَبِّرُ، فَأُلْحِقُهُ بَعِيْرِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟





قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ.





قُلْتُ: مَا هَذَا التَّكْبِيْرُ؟





قَالَ: شُكْرٌ.





قُلْتُ: عَلَى مَهْ؟





قَالَ: كُنْتُ أَجِيْراً
لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِعُقْبَةِ رِجْلِي، وَطَعَامِ بَطْنِي،
وَكَانُوا إِذَا رَكِبُوا سُقْتُ بِهِمْ، وَإِذَا نَزَلُوا خَدَمْتُهُمْ،
فَزَوَّجَنِيْهَا اللهُ، فَهِيَ امْرَأتِي.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:





دِرْهَمٌ يَكُوْنُ مِنْ
هَذَا - وَكَأَنَّهُ يَمْسَحُ العَرَقَ عَنْ جَبِيْنِهِ - أَتَصَدَّقُ
بِهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، وَمائَةِ أَلْفٍ، وَمائَةِ
أَلْفٍ، مِنْ مَالِ فُلاَنٍ.

ولايته للمدينة

روى أَنَّ عُمَرَ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ؟





قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ، وَنَزَعْتَنِي وَقدْ أَحْبَبْتُهَا.





وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِ مائَةِ أَلْفٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقَالَ: مَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ؟





قَالَ: عِشْرِيْنَ أَلفاً.





قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟





قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ.





قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ مَالِكَ وَرِزْقِكَ فَخُذْهُ، وَاجْعَلِ الآخَرَ فِي بَيْتِ المَالِ.

كَانَ
مَرْوَانُ رُبَّمَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى المَدِيْنَةِ،
فَيَرْكَبُ حِمَاراً بِبَرْذَعَةٍ، وَفِي رَأْسِهِ خُلْبَةٌ مِنْ لِيْفٍ،
فَيَسِيْرُ، فَيَلْقَى الرَّجُلَ، فَيَقُوْلُ




:



الطَّرِيْقَ! قَدْ جَاءَ الأَمِيْرُ.




وَرُبَّمَا أَتَى
الصِّبْيَانَ وَهُمْ يَلْعَبُوْنَ بِاللَّيْلِ لُعْبَةَ الأَعْرَابِ، فَلاَ
يَشْعُرُوْنَ حَتَّى يُلْقِيَ نَفْسَهُ بَيْنَهُمْ، وَيَضْرِبَ
بِرِجْلَيْهِ، فَيَفْزَعُ الصِّبْيَانُ،





أَقْبَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ
فِي السُّوْقِ يَحْمِلُ حُزْمَةَ حَطَبٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيْفَةٌ
لِمَرْوَانَ، فَقَالَ: أَوْسِعِ الطَّرِيْقَ لِلأَمِيْرِ.




سرعة الحفظ و قوة الذاكرة

ان
أبطال الحروب من الصحابة كثيرون ، والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ،
ولكن كان هناك قلة من الكتاب ، ولم يكونوا متفرغين لتدوين كل ما يقول
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما أسلم أبو هريرة لم يملك أرض يزرعها
أو تجارة يتبعها ، وانما يملك موهبة تكمن في ذاكرته ، فهو سريع الحفظ قوي
الذاكرة ، فعزم على تعويض مافاته بان يأخذ على عاتقه حفظ هذا التراث وينقله
الى الأجيال القادمة فهو يقول Sad انكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن
النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه الى
الاسلام لا يحدثون هذه الأحاديث ، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم
صفقاتهم بالسوق ، وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم ، واني كنت
امرءا مسكينا ، أكثر مجالسة رسول الله ، فأحضر اذا غابوا ، وأحفظ اذا نسوا ،
وان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدثنا يوما فقال :" من يبسط رداءه حتى
يفرغ من حديثي ثم يقبضه اليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني " فبسطت ثوبي
فحدثني ثم ضممته الي فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه ، وأيم الله لولا
أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ، هي :"








ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "

مقدرته على الحفظ

أراد
مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه اليه
ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب
كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ، دعاه ثانية ، وأخذ يستقرئه نفس
الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو هريرة منها شيئا وكان -رضي الله عنه-
يقول Sad ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من
عبدالله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب ) وقال عنه الامام
الشافعي Sad أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ) وقال البخاري Sad روى عن
أبي هريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم )





امارته للبحرين

وعاش
-رضي الله عنه- عابدا ومجاهدا ، لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة ، وفي خلافة
عمر -رضي الله عنه- ولاه امارة البحرين ، وكان عمر -رضي الله عنه- اذا ولى
أحدا الخلافة راقب ماله ، فاذا زاد ثراءه ساءله عنه وحاسبه ،وهذا ما حدث
مع أبي هريرة ، فقد ادخر مالا حلالا له ، وعلم عمر بذلك فأرسل في طلبه ،
يقول أبو هريرة : قال لي عمر Sad يا عدو الله ، وعدو كتابه ، أسرقت مال الله
) قلت Sad ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو من عاداهما ، ولا أنا
من يسرق مال الله ) قالSad فمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف ؟) قلتSad خيل لي
تناسلت ، وعطايا تلاحقت ) قال عمر Sad فادفعها الى بيت مال المسلمين ) ودفع
أبو هريرة المال الى عمر ثم رفع يديه الى السماء وقال Sad اللهم اغفر لأمير
المؤمنين ) وبعد حين دعا عمر أبا هريرة ، وعرض عليه الولاية من جديد ،
فأباها واعتذر عنها ، وعندما سأله عمر عن السبب قال Sad حتى لا يشتم عرضي ،
ويؤخذ مالي ، ويضرب ظهري ) ثم قال Sad وأخاف أن أقضي بغير علم ، وأقول بغير
حلم )





وفاته

روى أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ بَكَى فِي مَرَضِهِ، فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ؟





قَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى
دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ عَلَى بُعْدِ سَفَرِي، وَقِلَّةِ زَادِي،
وَأَنِّي أَمْسَيْتُ فِي صُعُوْدٍ، وَمَهْبَطُهُ عَلَى جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ،
فَلاَ أَدْرِي أَيُّهُمَا يُؤْخَذُ بِي؟

دَخَلَ مَرْوَانُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فِي شَكْوَاهُ، فَقَالَ: شَفَاكَ اللهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ.





فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءكَ، فَأَحِبَّ لِقَائِي.





قَالَ: فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ القَطَا حَتَّى مَاتَ.



وعن ثماني وسبعين سنة مات في
العام التاسع والخمسين للهجرة ، وتبوأ جثمانه الكريم مكانا مباركا بين
ساكني البقيع الأبرار ، وعاد مشيعوه من جنازته وألسنتهم ترتل الكثير من
الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم

descriptionصحابة وصحابيات..موسوعة متجددة Emptyرد: صحابة وصحابيات..موسوعة متجددة

more_horiz


حفصة بنت عمر الخطاب


رضي الله عنها


هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت قبل
المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن
حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين
الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و
سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و
ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ، فترملت ولها
عشرون سنة.








زواج حفصة من الرسول r







تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال
شبابها وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة
الترمل، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد
انقضاء عد تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟





ومرت الأيام متتابعة ..


وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من
اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه
وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبي بكر



الصدّيق، فلم يجبه بشيء، ثم عرضها على عثمان، فقال: بدا لي اليوم ألا
أتزوج .








فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي

فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة..؟!








وعمر لا يدري معنى قول النبي
r..
لما به من هموم لابنته، ثم خطبها النبي

فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة، وينال شرف مصاهرة النبي
r
، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته
عائشة ، وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير النبي

r
بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!

















وزوج رسول الله
r
عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله
r
حفصة .. لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد
علي ، فإن رسول الله

كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره، ولو تركها لتزوجتها ؟!


















وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول
r
وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام ،
وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه
r
بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره
400
درهم، وسنها يوميئذ عشرون عاما.



















حفصة في بيت النبوة :




وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب {رضي الله عنها} بالشرف الرفيع الذي حظيت به
سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين
(أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد