الطالب قال هات الإمتحان وبلاش تلاعبني
رد الأستاذ المادة طازة والحال عاجبني


الطالب قال هات الإمتحان وبلاش تلاعبني  رد الأستاذ المادة طازة والحال عاجبني 15023684

زمان عندما كنا فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية كان الأساتذة وخصوصا قبل كل إمتحان كانوا يلقون على مسامعنا مجموعة من الجمل مثل ان الغش حرام واللى بيغش حيروح النار وإن من
غشنا فليس منا
..


ومع افول المرحلة الاعدادية وبداية الثانوية العامة تغير الخطاب الترهيبي بدل من أن الغش حرام أصبح الغش جريمة وان الغشاش حيتحرم من الامتحانات كلها وحيتحول للتحقيق ..

والشاهد أنه سواء فى التهديد الأول أو الثاني الطلبة لم يكفوا عن الغش واصبحت عملية إستغفال المراقب لها متعة ولذة خاصة ..

فالمراقب كان بالنسبة للطلبة هو كوز الرخامة المتحركة .. وكان دائما المراقب المتساهل اللى بيترك الطلبة تطَِلع اللى معاها من برشام وخلافه ليلطشوه على ورقة الإجابة كان بالنسبة لهم الفارس والشهم والأب الحنون وموش بعيد كمان بعد الإمتحان يقولوا فيه قصيدة مديح من بتوع المتنبي فى سيف الدولة الحمداني .

وأتذكر وأنا فى الإعدادية كان عندنا إمتحان مادة علوم وكان بيراقب علينا سيدتان حوالى فى الثلاثينات من العمر فى ذلك الوقت .. وكانت كل واحدة منهم عاوزه تغشش الطلبة لكن خايفة من زميلتها ..
وبمجرد خروج واحدة منهم إلى خارج اللجنة علشان تعمل حاجه معينة أسرعت المراقبة الثانية لنا وقالت يله بسرعة اللى مش عارف حاجه يسأل اللى جمبه ..
وبمجرد رجوع المراقبة الأولى إلى داخل اللجنة كان كل شىء على ما يرام ..
بعدين حصل إن المراقبة اللى غششتنا خرجت بره اللجنة لنفاجأ بموقف طريف إن المراقبة زميلتها بتقولنا خلصوا نفسكم بسرعة قبل ما ترجع .. وهنا ضجت اللجنة بالضحك .. وده من المواقف الطريفة اللى الإنسان لا يمكن إنه ينساها.

وهناك مراقبين كانوا أخر رخامة حتى وصل بهم الحال أنهم مكنوش بيتسامحوا مع الطالب اللى بيتم ضبطه بالممنوعات الدراسية ..
وفى كتير من المرات ايام الجامعة حصل فيها حاجات زى دي وتم طرد طلبة إتمسكوا فى وضع الغش بعد عشر دقائق من بدء الامتحان..
فالعلاقة بين الطالب والمراقب هى علاقة أكون أو لا اكون ..

ولو سألت مجموعة من الطلاب أنت شايف مين اللى على حق المراقب ولا الطالب ؟
حتلاقى إجابات متنوعة وحتلاقى اللى حيمسك العصاية من النص ويقولك الاتنين على حق .
فالمراقب شايف إن الغش حرام وده لو كان ملتزم وينظر للموضوع من الجانب الديني …

وجايز ينظر للموضوع من ناحية تانية وخايف على نفسه من الخصومات والجزاءات لو إنكشف وهو سايب الطلبة بيخمسوا فى الاجابات مع بعض ..

أما الطالب فشايف إن ده حقه وإن التعليم فاشل وإنه إتظلم تعليميا فى فصل به 40 طالب أو جامعة أحدث جهاز فيها يعود لعام 1950 م
ويرى الطالب كمان إنه أحيانا واضع الأسئلة متعمد إنه يضيعهم ويخليه إمتحان إسود ومهبب على دماغهم ..

وأوضح مثال على كده إن بعض الأساتذة فى الكليات بيلعبوا مع الطلبة شغل حلمبوحة
يعنى لما استاذ يقول فى المحاضرة إن الجزء الفلاني موش جاى فى الامتحان ويدخل الطلبة الامتحان يلاقوا أسئلة هذا الجزء ملطوعة فى ورقة الأسئلة أكيد هيحصل إهتزاز وعدم ثقة فى كلام أى أستاذ بعد كده ويدفع الطلبة إنها تغش …
ممكن تقول إن الطلبة تروح تشتكى .. لكن ده لو انت مثلا فى امريكا .. لكن عندنا فى بلداننا العربية ( الشكوى لغير الله مذلة ) .
وجايز تطلع انت كمان اللى غلطان ويشيلوك المادة او تتحول لمجلس تأديب .. فلو قولت للأستاذ بلاش تلاعبنى حيقولك يا بنى المادة طازة والحال عاجبني ..

وده سبب أن الطلبة لا تستجيب لأى تهديد بتحقيقات أو غيره فى حالة ضبطه متلبسا بالغش لإنهم ببساطة شايفين ان ده حقهم من وجهة نظرهم ، وشايفين إن الطالب منهم اللى بيقع فى إيد
المراقب هو من الأبطال الأبرار وده حتلاحظه فى كم العيون الساخطة على المراقب وهو ماسك الطالب اللى وقع أسيرا فى معركة الغش الحامية .


أما الوعيد الدينى برده مش بيؤثر فى الطلاب لان الالتزام الدينى غائب عن المجتمع ككل وشريحة كبيرة من الناس ( موش بس الطلاب) موش بيصلوا .. يبأه ازاى حنتوقع ان الوعيد الدينى يجيب معاهم مفعول .
أنا لا أوافق على غش الطلبة لأن الغش بشكل عام حرام ..
وفى نفس الوقت لا اوافق على كل الظروف المحيطة بهم ..

أصلحوا الظروف دي من تعليم وفساد أخلاق وأوضاع إجتماعية سيئة .. وهنا سوف تنتهى ظاهرة الغش بشكل عام مش بس الغش فى الامتحانات.