"أعزائي القرّاء، تحية طيبة لحضراتكم في نشرة أخبار "حبيبتى مين" الفنية، ونستهلها لسيادتكم بأهم عناوين الأخبار"..
. نجم الجيل تامر حسني يطلق ألبومه الغنائي الجديد "هاعيش حياتي" بإصابة ثلاث معجبات في حفل الدعاية بالدقي، فضلاً عن حدوث حالات تدافع واختناق لبضعة أشخاص.
. النجم الشاب يُعرب عن أسفه الشديد لما شهدته المظاهرة من أعمال تدافع وزحام وفوضى لدى وصوله إلى مقر الشركة، لكنه في الوقت نفسه يَعتبر الوجود الكبير بحفل إطلاق ألبومه من أحد بواعث الفرحة بداخله، وشيئاً مشجعاً على المحافظة على نجاحه.
. مصدر أمني يُؤكد: الأمن بريء من حالات العنف التي تعرّض لها الجمهور وتدافع المعجبين بشكل عشوائي وغير منظّم هو السبب.
. جمهور الهضبة عمرو دياب يُهاجمون الحفل على موقع الفيس بوك الشهير ويُشنون حملة شرسة من خلال أكثر من جروب.
. أحد المختنقين في الحادث: تمورة مالهوش دعوة باللي حصل.. أنا اللي أول ما أشوفه بفضل أصرخ لغاية ما يغمن عليّ، يغمن عليّ، أي أي أي.
. مسئول مهم في وزارة الصحة يُفكر في إصدار قانون من مجلس الشعب؛ لعمل حجر صحي حول حفلات تامر حسني؛ لتوقيع الكشف الطبي على المتعرّضين لحالات الإغماء خوفاً من احتمال إصابة أحدهم بفيروس إنفلونزا الخنازير.
فاصل
أحد التمراوية: لأ وألف لأ.. دي أكيد مؤامرة على نجمنا المحبوب تامر حسني.. شوف يا جدع الغل والحقد اللي ماليين عنين الراجل المذيع.. همّ عشان غيرانين من النجاح الكبير اللي حققه تمورة ومش عارفين يوصلوا لربع اللي وصل له بيحاربوه وكأن ما فيش وراهم غيره.. بنحبك يا تمورة مهما يلوموا الحاقدين.
أحد العمراوية: هو تامر ده فاكر نفسه مين.. وإيه البرنيطة اللي لابسها دي.. عايز يعمل لنفسه أي صيت ومنظر وخلاص.. قال يعني هو مايكل جاكسون العرب.. عايز يلفت النظر ليه بأي شكل وخلاص.. لكن الحق مش عليه لوحده.. الحق على جمهور المراهقين اللي بيعرضوا نفسهم للخطر والإغماء عشان خاطره مع إنه مش بينفعهم بحاجة.. ده غير الراجل المذيع اللي سايب الأخبار المهمة اللي في كل حتة وجاي يتكلم عن سي تامر.. بنحبك يا عمورة مهما حاول غيرك يعمل فرقعة أو يقارن نفسه بيك.
شخص تالت لا تمراوي ولا عمراوي: اتفرج يا عم على إعلامنا اللي ساب شهداء طوابير العيش، والناس مش لاقية مياه شرب والشباب اللي مش عارف يتجوز، وجاي يتكلّم عن حفلة دعاية ألبوم تامر حسني الجديد.. دول قصدهم يخلونا عايشين في الغيبوبة.. ولا الشباب التافه اللي كل همه يتلم في الشارع تحت شباك باصص منه بني آدم عادي زيه زينا وعمالين يهتفوا ليه ولا كأنه فتح عكا.. ده الرسول لما اتشتم ما حدش عمل كده، حسبنا الله ونعم الوكيل.
عدنا
"عدنا لحضراتكم بعد الفاصل، وإلى سيادتكم الموجز بالتفصيل"
تسبب تدافع الجمهور خلال حفل إطلاق ألبوم المطرب المصري الشاب تامر حسني "هاعيش حياتي" يوم الثلاثاء الموافق 30 يونيو، في إصابة ثلاث فتيات، فضلاً عن حدوث حالات تدافع واختناق لبضعة أشخاص.
وشهد الاحتفال، وجود نحو 3 آلاف شخص من معجبي تامر حسني؛ حيث وضعت الشركة المنتجة شاشة عرض كبيرة في وسط الشارع؛ لعرض أغنيات تامر لتسود حالة من البهجة قبل وقوع بعض الإصابات بين المحتفلين.
واكتفى تامر حسني خلال الاحتفال بالنظر من النوافذ وإلقاء البوسترات على الجمهور الذي اصطف أسفل الشركة، مما تسبب في إغلاق منطقة الدقي، وحدوث عدد من المشاجرات.
وقد أعرب تامر عن أسفه الشديد لما شهدته المظاهرة من أعمال تدافع وزحام وفوضى لدى وصوله إلى مقر الشركة، فيما اعتبر الوجود الكبير بحفل إطلاق ألبومه يبعث على الفرحة بداخله، ويشجعه على المحافظة على نجاحه.
وإليكم جزء من الاحتفالية
المذيع: والآن وبعد مشاهدة الفيديو معنا على الهاتف الأستاذة "هـ.ن" المحررة بالقسم الفني بأحد المواقع الإلكترونية..
"هـ": ألو
المذيع: أستاذة "هـ" أنتِ كان ليكِ وجهة نظر في موضوع حفل الدعاية للمطرب تامر حسني، واللي تسبب في وقوع العديد من حالات الإغماء والاختناق نحب نسمعه منك.
"هـ": في البداية أنا عايزة أقول حاجة مهمة جداً.. إحنا مش واخدين موقف من تامر حسني، ولا بنقلل من شأنه، ولكن خلونا نتفق إن أولى مهام الصحافة -اللي بجد- إنها تدوّر على العيوب من أجل كشفها وإصلاحها، وليس من أجل المتاجرة بأخطاء الناس، وتحقيق الشهرة والنجاح من وراء الهجوم.. من هذا المنطلق أؤكد -مع كامل احترامي- أن تامر فنان موهوب عنده فعلاً حاجة مختلفة، وجديدة، لكن ليه ما يحافظش عليها، ويظهرها وينميها أكتر بدل ما يشوّه قيمتها ببعض التصرفات اللي أنا واثقة إنها غير مقصودة، زي مثلاً اللي حصل في حفل الدعاية الأخير.. أولاً هنعتبر -بلاش نعتبر.. هنقول أكيد- إن تامر هدفه كان نبيلاً، وأراد مشاركة جمهوره لحظة الفرح بميلاد ألبوم جديد ينضم لقائمة البلاي ليست بتاعة أفراح واحتفالات هذا الموسم، ويحمل أفكاراً تُعبر عن أفراح وجراح قلوب جمهوره، ويُضاف لقائمة مشواره الفني، فلماذا يكون التعبير عن الفرحة بأسلوب يفسدها ويضيع بهجتها؟!
في السيرة الذاتية لكبار ومشاهير الغناء في مصر، والعالم العربي، ومن قبله العالم الغربي، الذي يبتكر كل ما هو جديد في طرق الدعاية والتسويق، هناك ما يسمّى بحفلات التوقيع التي يعقدها أي مطرب شهير يود الاحتفال بصدور ألبوم جديد له، فيدعو الجمهور ووسائل الإعلام إلى مكان فخم وشيك، ويتسع لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، للرد على تساؤلاتهم، ومشاركتهم لحظات من الفرحة والسعادة، وتحقيق مبدأ الاتصال الجماهيري المباشر التفاعلي، الذي يتخلله الغناء لهم، والتوقيع على أوتوجرافات، وبوسترات، وإهدائهم العديد من الأشرطة والأسطوانات المجانية كنوع من الدعاية الذكية، وقياس رد الفعل بشكل مباشر وصريح وجهاً لوجه مع الجمهور.. فلماذا لم يُفكر تامر في اتباع مثل هذه الطريقة الذكية، والقيمة في الوقت نفسه، بدلاً من إطلالته من برجه العاجي على جمهور يذوب فيه عشقاً، فما كان جزاء هذا العشق والحب الجارف سوى البهدلة والمرمطة من جرّاء التدافع والتزاحم والمعاملة الفظة الغليظة من بعض أفراد الأمن؟!
هل يمكن أن يكون جزاء الجمهور أن ينظر لهم نجمهم المفضّل من أعلى، ويلقي عليهم الأشرطة والبوسترات بطريقة عشوائية، وكأنه بابا الفاتيكان، وبشكل غير منظم وغير محسوب، فيدفعهم للتهلكة؟!!..
هل سيكون جزاء تامر إذا ما نزل إلى جمهوره واحتفل وسطهم هو التجمهر عليه، وتمزيق ملابسه وجسده من شدة الحب؟! دعوني أذكّركم بمن هم أكثر منه شهرة وجماهيرية وكثيراً ما نزلوا إلى جمهورهم ومؤيديهم دون أن يُصابوا بأدنى أذى.. ألم تقرأوا التاريخ وتتابعوا سيرة ماهتما غاندي وأدولف هتلر والزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟
ألم تشاهدوا نزول أبو تريكة بنفسه للاحتفال مع جمهوره بعد تحقيق العديد من البطولات؟
ألم تشاهدوا غيرهم من مشاهير السياسة والفن والرياضة ممن نزلوا بأنفسهم إلى جمهورهم فحققوا أهدافهم، ولم يتسببوا لهذا الجمهور العاشق المحب بأدنى ضرر أو أذى؟
مع كامل احترامي الشديد لتامر حسني، وحرصي على الاستماع لأغنياته، أعتقد أنه ليس من حقه الإطلالة من برجه العاجي على جمهوره والحديث معهم بهذه الطريقة، وكأنه جمال عبد الناصر يقرأ على شعبه خطاب تأميم قناة السويس، أو إمام مسجد حرام في خطبة يوم عرفة، أو بابا الفاتيكان في موعظة عالمية لشعوب العالم.
المذيع: "هـ" إحنا بنشكرك على مداخلتك، ومعنا الآن مداخلة تليفونية أخرى من الناقد الفني "ش.ع"، تعقيباً على ما حدث في حفل توقيع ألبوم المطرب تامر حسني.
"ش.ع": في الحقيقة الهدف من المداخلة، ليس التعليق على تامر إطلاقاً، وإنما هناك رسالة أتمنّى توجيهها إلى الجمهور نفسه الذي رضي على نفسه هذه المهانة.. نعم من حقهم مشاركة نجمهم المفضّل فرحته.. نعم من حقهم الحرص على رؤيته والتعبير عن حبهم له، ولكن في حدود المعقول دون تعريض أنفسهم للخطر من أجل أمر بسيط، فما الذي سيعود عليهم من التعرّض للاختناق والضرب والسقوط تحت الأقدام؟!!
وأي هدف إنساني نبيل الذي يستحق هذه التضحية؟!! فإذا كان نجمهم المفضّل نفسه خشي على ذاته وجسده من الإصابة والاختناق والتعرض للخدش والتمزقات، وفضّل أن يطل عليهم من بعيد، فلماذا يضعون أنفسهم في هذا الموقف الحرج؟! وأي إضافة تلك التي سيضيفونها إلى تاريخ ونجومية تامر باختناقهم وإغماءاتهم؟ بكل أسف البعض كاد أن يدفع حياته هباءً منثوراً، دون أن يجني مصلحة، أو يفيد نجمه المفضل!
مادام تامر لم ينظّم هذا اللقاء في مكان يتسع لكل الحاضرين، ولم يراعِ فيه الضوابط الأمنية والترتيبات الكافية التي تُحافظ على الأرواح والأجساد، فيكفي أن نفرح له ونشاركه فرحته بشراء الألبوم والاستماع إليه، بل وإرسال باقة من الورد حتى إلى الشركة المنتجة، دون أن نلقي بأنفسنا إلى التهلكة بلا ثمن!
أما عن البعض الذين يتهمون وسائل الإعلام بالخوض في أمور فرعية لا تغني ولا تسمن من جوع، فدعونا نذكّرهم أن من أسمى رسالات الإعلام توجيه الجمهور إلى السلوك القويم في كافة الاتجاهات السياسية والفنية والرياضية، فالتنوير والإصلاح الفكري والمجتمعي لا يتجزأ، وفي الوقت الذي يتناول فيه القسم السياسي أزمات رغيف العيش، والمياه الملوّثة، وحل أزمة مجلس الشعب، يكون على القسم الفني مناقشة الظواهر والقضايا والموضوعات الفنية الهامة، وليس من حق أحد أن يزايد علينا ويتهمنا بتغييب الجمهور؛ لأننا نناقش كافة الموضوعات على كافة الأصعدة وكل المجالات، ومن يبحث عن الموضوعات التي تمس المهمّشين والمطحونين سيجدها في القسم السياسي.
المذيع:
بنشكركم على مداخلتكم التليفونية
والآن..
في انتظار مداخلات الجمهور للتعليق
على حالات الإغماء والاختناق
التي يختص بها نجم الجيل دون غيره!!!