أيتها الإنسانة .....


أهديكِ همسة في أذنيكِ .... أهديكِ كلمات من ذهب علها تشفي لوعةً بداخلكِ .... أهديكِ لآلئ احتفظي بها في قلبك
أهديكِ ما يعجز الكثيرين في الحصول عليه .... و يستطيع القلة القليلة جدا أن يحصلوا عليه
أهديكِ كلمات أحببت منذ زمن أن تحصلي عليها .... لكن أوانها لم يحن .... إلا الآن فقط ...
أيتها الإنسانة ..... اسمعيني واعي ما سأقول ..... أصغي إلي بجوارحك وفؤادكِ و لتنسي ما حولكِ من أمور فكلماتي أولى

أيتها الإنسانة ..... كلنا بشر .... كلنا من تراب .... كلنا ضعفاء .... خُلِقنا لنحيا لعبادة الله في أرضه ونعمرها

لم نُخلَق نحن فقط بل خُلِقَت كائنات أخرى من طير وحيوان ونبات ... وخُلِق من البشر الكثيريييين .....
اختلفت ألسنتهم وألوانهم .. لنتعايش سوية
وتتقارب أفئدتنا ونتبادل ثقافاتِ ولغات ومواهب ...
تلتقين بالكثر آلاف بل قد تلتقين بالملايين .... تحبين ذاك وتكرهين هذا .. ترتاحين لتلك وتتقبلين هذه ... تتعاملين مع الكثر أوقات طويلة وبعضهم أوقات قصيرة قد لا تتجاوز لحظات ثم ......
يرحلون وترحلين .... تلتقين ثم تفارقين


أيتها الإنسانة .... تلك سنة من سنن الحياة .. أن نلتقي ويدخل الكثير قلوبنا ويتربعون فيه .... ثم تأتي لحظة الانطلاق ...
لحظة اشتعال الفتيل ... لحظة انهيار الدموع دون قصد .... لحظة الفراق ... !!


نعم أيتها الإنسانة .... لابد من الفراق فهو محتوم ... قد تفارقين من قابلتِ فراقا فتبعد بينكم المسافات وتكون البحار حاجزاً بينكما ....
تضعون أملا أن تأتي لحظة تلتقون فيها .... ولا تعرفون متى لكنكم تضعون ذلك الأمل واصلا بينكماا


وقد يكون الفراق أبديا ... وهو مايجب أن يتعرض له كل مخلوق ..... فراق الموت ......... !!!
أيتها الإنسانة ..... قد تعيشين سعيدة في حياتك وتمضين أروع لحظاتٍ من عمرك ... تضحكين وتبسمين .... ثم ......... !!!

تمرين بأتعس اللحظات .. لا تفارق الدمعة عينيكِ .... ولا يفارق الألم قلبكِ الذبيح المنفطر .... لظروف يمر بها بنو البشر .... فالدنيا فيها ظلم وحقد وجور
وتسلط وكره وانتقام وعذاب وألم وغدر وقسوة خيانة ... هذه هي الحياة صدقيني ... كل تلك الأمور تجبرك أن تشعري بالتعاسة رغما عنكِ ....
لكن اعلمي أنا بالمقابل في الحياة أمور تدعو للسعادة .... وهي أضعاف أضعاف كل ما يدعوكِ لأن تبتئسي


أيتها الإنسانة .... قد تستفيقين يوما لتجدي نفسكِ وحيدة ... وحيدة بلا محب أو مؤنس أو رفيق ... وحيدة رغم كثرة البشر حولكِ وكثيرة القريبين منكِ ...
لكنها الغربة ... أقسى غربة قد تشعرين بيها ...... غربة وسط أهلكِ ..... قد ينتابكِ هذا الشعور أحيانا وقد تنجين منه ...




أيتها الإنسانة ..... كل يوم سستعرضين لمواقف ودروس .... واختبارات وتجارب .... تتألمين ... تبكين .... تضحكين أو تمرحين ...


في النهاية

تلك المواقف والتجارب ليست للهو والتسلية وشغل أوقات فراغِكِ في الحياة .... بل لتكتسبي عظة وعبرة ....
وتكتسبي خبرة في مجالات حياتكِ التي لن تنتهي إلا بانتهائكِ ....



أيتها الإنسانة .... لم أذكر كلماتي تلك لأُثقِل كاهلكِ بالحروف والنقاط .... أو لأُشعِرَكِ بالملل ... بل تلك كانت المقدمة لكلمتي الذهبية
التي أودكِ أن تحتفظي بها في مكان عميق من فؤادكِ ......



كل ما قلته قد مررتِ به أو تمرين به أو ستمرين به ..... صدقيني

أيتها الإنسانة ... إن رقة الزهور لن تجدي في تلك اللحظات من الحياة ...
وصلابة الصخور لن تنفع شيئا في تلك اللحظات القاسية .... لن ينفعكِ سوى


إرادة صلبة من الداخل و ابتسامة رضا من الخارج ..


نعم أيتها الإنسانة ...... كوني صلبة بالإرادة أمام عصِف الأيام ..... كوني قوية أمام عواصف الأوجاع وقسوتها .....
ولكن لا تُشعريها بضعفِكِ .... وسكونكِ .... فاقهريها وابتسمي أمامها برضىً
نعم ابتسمي برضىً وتحدي قسوتها ..... فأمام ابتسامتكِ تلك ستذوب ثلوج القسوة وتنهار جبال الألم ....
سيصيبها الذهول من صمودكِ رغم لين ابتسامتكِ
ستندهش من قوتكِ التي خرقت قوتها ونفذت بسكون ...
اروي حقول حياتك بالتحدي .... تحدي الحياة بما فيها من صعاب ... اصعدي جبال الظلم والحقد وتربعي على قممها لتشعريها بقوتكِ وبقائكِ رغم نفوذها الزائف ....


اصعدي وارفعي على القمة ابتسامة النصر .... ابتسامة الثبات .... ابتسامة الأبطال
اقهري وحدتكِ وغربتك بابتسامة مودة واروي عطش من حولك بها
قوي إرادتكِ وابتسمي ابتسامة رضىً وأمل أمام الفراق ... فيوما ما ستبتسمين ابتسامة لقاء وتذرفين بدل دموع الألم دموع الفرحة .. ..
ابتسمي بتحدٍ لتلك الدنيا الفانية ..... ابتسمي واحمدي الله أن أوجدكِ معافاة ... ووهبكِ المتع والراحة ... ابتسمي واصرخي بأعلى صوت



لا مكان
للضعف في حياتي .... فأنا أقوى من آلام الدنيا ...........


تلك هي الكلمات الذهبية إذا أردتِ أن تحيي