أذكر في مثل هذا التوقيت من
العام المنصرم
..
تحدثت مع صديقتي التي تسكن أمريكا وأخذنا الحديث بالسؤال عن الحال والأحوال ..
ولأن المكالمات رخيصة الثمن تماماً كما الانسان في بلادنا هذا شجعها لبث شكواها ..
فشكت قسوة بدنها عليها .. وعبرت عن ذلك بقولها إنني أشعر أنني بلا
حواس
أذكر أنني ضحكت من أعماق قلبي على ( فقدان حواسها )
وتساءلت فيما بيني وبين نفسي : كيف يمكن أن يفقد المرء حواسه ؟وعلا صوت تفكيري مع نفسي وسألتها مستهجنة : كيف ؟هل تبصرين ؟ وهل تسمعين وهل تشمين وهل تتذوقين ؟؟؟ وهل وهل ؟؟
قالت بتردد وكأنها تريد أن تتأكد من إجابتها : نعم
إذن كيف تفقدين الحواس ؟؟

لم تستطع صديقتي - حينها - أن تفسر ما تشعر به

فقلت
:
لن أسألك كيف فأنتِ تؤمي الروح لذلك سأجيب عنكِ لقد فقدتي التواصل مع حواسكِ أو بشكل أكثر دقة أوصدتي الباب دونه اشعر انكِ تصرخين بــــ لا أسمع .. لا أرى .. لا أتكلم وأظنك لا تسمعين صراخكِ انه إنفصال أو محاولة للأنفصال القسري عن وسائل الأتصال الأجبارية..

شعور بالهدوء والسكينة ولو مؤقتا..

أشعر أني سأهرب من حواسي ومن منا لم يفقد حواسه ذات صخب حياتي مقيت إنتهى بهدوء أشبه بالخرس ..!!

تيك هي بوادر الإنسلاخ عن المحسوس ..والإنشطار عن مغبة الجسد ..

حيث تصبح الروح هي سيدة كل المواقف والآمرة الناهية في زحام رحيلنا..

هنا .. يتساوى كل شئ .. لا طعم ولا لون ولا صوت , يعادل صمت الحواس
وغيبوبتها المفاجئة
واليوم .. أحس أنني أفقد حواسي

ولا تسألوني كيف ؟؟



لأنني لم اعرف هل كان كلامي لها حقيقي ام مجرد مواساة