حبيبتى مين
ا ميت أهلا وسهلا تفضــل اقعد على اي طرابيزة انت تحبهــا., بس شكلك أنت اول مرة تنورنــا..]خد بالك القعدة بمشاريب ...] ,اه صح بقلك ايه... أنت لازم تسجــل عندناعلشان تبقي حبيبنــا , بالزوق بالعافية هتسجــل ..ماتبصليش كده بقلك على الطلاق لتسجل يلا دووس هنا وسجل ولازم تشارك.كمـان.هينزلك خصم عالمشاريب لما تشارك معـانا
فريق الاداره
magic.......ابو تريكه
اضـغـط [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]هـنـا[/URL] لـدخـول فـى [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]عـالـم غـريـب[/URL]اضغط هنا لدخول فى عالم غريب


حبيبتى مين
ا ميت أهلا وسهلا تفضــل اقعد على اي طرابيزة انت تحبهــا., بس شكلك أنت اول مرة تنورنــا..]خد بالك القعدة بمشاريب ...] ,اه صح بقلك ايه... أنت لازم تسجــل عندناعلشان تبقي حبيبنــا , بالزوق بالعافية هتسجــل ..ماتبصليش كده بقلك على الطلاق لتسجل يلا دووس هنا وسجل ولازم تشارك.كمـان.هينزلك خصم عالمشاريب لما تشارك معـانا
فريق الاداره
magic.......ابو تريكه
اضـغـط [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]هـنـا[/URL] لـدخـول فـى [URL="http://vvv3vvv.blogspot.com/"]عـالـم غـريـب[/URL]اضغط هنا لدخول فى عالم غريب

حبيبتى مين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول


descriptionموعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى Emptyموعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى

more_horiz
بصراحه القصه اعجبتنى جدا
فحبيت انى انقلها ليكم
وباذن الله كل يوم فصل
..................................
الفصـــــل الأول
***

جلس المقدم (عمر عبد اللطيف) وبجواره زميله الرائد (كمال مختار) أمام شاشة الكمبيوتر، والتزما بالصمت تماما وهما يتابعان مقطع فيديو عبر شبكة الإنترنت، تبدو فيه فرقة عسكرية إسرائيلية وهي تحاصر مجموعة من الفلسطينيين يقاتلون في بسالة، وسط معركة غير متكافئة على الإطلاق، خاصة حينما بدأ الإسرائيليون يستخدمون القنابل الحارقة، ويطلقون النار في غزارة، فزفر (كمال) وغمغم في مرارة:
- متى سينتهي هذا الكابوس؟
تجمدت نظرات (عمر) على الشاشة وأجاب:
- لكل شيء نهاية.
وصمت لحظات ثم تابع في قوة:
- الأمر يحتاج إلى مزيد من القوة والإصرار.. يحتاج إلى الوحدة.
قال (كمال) متهكما:
- الوحدة!.. حقا؟؟ أتظن هذا ممكنا؟!
قبل أن يجيبه (عمر) اقتحم رجل ثالث المكان وهتف في انزعاج شديد:
- إسرائيل تهدم المسجد الأقصى!!
وارتجف قلبا الرجلين في فزع..

***

تثاءب جندي إسرائيلي في مشهد مقزز وهو يلوح بذراعه قائلا لزميله الذي يقف بجواره:
- تبا لكل هذا الحذر! إنني أقف معك هنا لحراسة هذه المنطقة منذ ما يقرب من ساعتين دون أن تجرؤ نملة على الاقتراب! أتظن أن هناك مجنونا واحدا يمكنه مهاجمة منطقة عسكرية إسرائيلية، في قلب القدس؟!
تلفت زميله حوله في حذر وهو يغمغم:
- كل شيء جائز يا (إيزاك).
صاح (إيزاك) في حنق:
- إلا هذا يا (حاييم)! هؤلاء الفلسطينيون مجرد مجموعة من الكلاب الضالة الحقيرة التي لا تجد مأوى! ألا تتذكر هذا الشاب الذي حاول مقاومتنا منذ أسبوع، فنزعت أظافره وسلخت جلده بالبارود؟.. حتى حينما حاولت أخته حمايته والتظاهر بالبطولة، سقط منها المسدس وانخرطت في البكاء!
التفت إليه (حاييم) وهتف:
- وماذا عن الشاب الذي قتل اثنين من جنودنا البارحة بالحجارة واستولى على أسلحتهما ليباغت المخيم ويسبب لنا أضرارا فادحة؟؟ لقد اضطررنا إلى سحق جسده تحت دبابة حتى نتخلص منه!! كلا يا (إيزاك).. إنهم يتميزون بالشجاعة والجرأة..
انهمك الاثنان في مناقشة حادة دون أن ينتبها إلى فتاة فلسطينية شابة تمر من بعيد وهي تترنح في إعياء، وقد تمزقت ثيابها وامتلأ جسدها بالجروح والكدمات، لكنها تحاملت على نفسها كي تتحرك وتتجه إلى منزل صغير فارغ، ودلفت إليه ثم أغلقت الباب خلفها وهي تبكي من فرط الألم، ثم ألقت جسدها على الأرض وهي تلهث في شدة..
تذكرت ما حدث منذ قليل حينما اقتحم الإسرائيليون منزلها الذي تقيم فيه مع زوجها، فنجح الأخير في تهريبها عبر مخرج خلفي حتى لا تواجه هذا المصير المظلم الذي يعلمه كل فلسطيني، خاصة أنها حامل وعلى وشك الوضع..
توقفت ذكرياتها بسبب هذا الألم الرهيب الذي تشعر به، وانقبضت عضلات رحمها في شدة حتى تطرد الجنين القابع داخله والذي يصر على المجيء إلى الدنيا في توقيت حرج، وحاولت أن تكتم صرختها حتى لا تكشف موقعها ولكنها لم تنجح فانطلقت عالية مدوية وتعلقت يداها بأي شيء حتى تخفف عن نفسها آلام الولادة..
ومع الصرخة الثانية، أصبح جنينها رضيعا، واندفع جسده خارج جسدها وهو يشهق ويبكي في شدة، وانفجر شلال من الدم والسوائل عقب خروج الجنين، وسط بيئة غير معقمة تسمح لمئات الأمراض أن تصيب الفتاة، إلا أنها كتمت كل الآلام في أعماقها وهي تنظر إلى ابنها في عطف وحب وحنان، ثم انفجرت دموعها وهي تردد:
- الحمد لله.. الحمد لله.
ولكن فجأة سمع جندي إسرائيلي صراخها فاقتحم المكان ورمقها بنظرة صارمة ثم صوب مدفعه إلى رضيعها، فصرخت بكل قوتها وهي تلقي جسدها أمامه حتى تتلقى عنه الرصاصات:
- كلا.. كلا.. ليس ابني.
ولكن الإسرائيلي - الذي أوقف كل مشاعر الإنسانية والرحمة داخله وتحول إلى حيوان مفترس حقير - تقدم إلى الأمام وركل جسد الفتاة بقدمه ليزيحها من أمام الطفل، فألقت الفتاة نفسها تحت قدمي الجندي وصرخت بكل ما تشعر به من ذل وانكسار وهلع وخوف وحب لابنها:
- أرجوك.. أتوسل إليك.. لا تقتله.
خيل إليها أن طفلها يبتسم في هدوء، وتخيلت كأنه فتح عينيه ونظر إليها مباشرة، وسمعت صوتا يتردد داخل رأسها فقط قائلا:
- لا تقلقي يا أماه.. سألقاكِ في الجنة إن شاء الله.
وهنا، ضرب الإسرائيلي وجهها بقدمه في قسوة ثم صوب مدفعه إلى الطفل..
وانطلقت الرصاصات..

***

(ما ترونه الآن هو نقل حي مباشر لما يحدث داخل المسجد الأقصى)..
قالها مدير المخابرات العامة المصرية في حزم وهو يدير عينيه بين وجوه رجاله، الذين جمعهم بشكل طارئ لبحث هذه الكارثة الجديدة، وقد حاول المقدم (عمر) أن ينتبه مع رئيسه لكن عينيه كانتا تقفزان رغما عنه إلى الشاشة الكبيرة المعلقة خلف المدير، والتي تنقل ما يدور عند المسجد الأقصى..
وتابع المدير:
- كما ترون.. لقد انتقلت إسرائيل من مرحلة التهديد إلى التنفيذ، ونقلوا حجر أساس المعبد اليهودي لكي يقوموا بإنشائه بعد هدم الأقصى، ولقد بدأوا بالفعل في إخلاء المكان ومهاجمة الساحة الرئيسية للمسجد..
تعلقت عينا وقلب (عمر) بالشاشة وطار عقله إلى هناك، حيث لا زال الفلسطينيون يقاومون في بسالة ولكن الرؤية كانت مهتزة والدخان منتشر في كل مكان..
وفي أعماقه، تردد تساؤل غاضب..
كيف يمكن أن يحدث هذا؟!
كيف يهاجم الإسرائيليون رمزا من رموز الإسلام أمام أكثر من مليار وربع مليار مسلم، دون أن يترددوا أو يشعروا بالقلق، كأننا أصبحنا تماثيل لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم؟؟
بل ماذا أصبحت المساجد عموما بالنسبة للمسلمين؟ هل هان أمرها إلى هذا الحد؟؟
ألا يستحق أمر كهذا أن تتمزق له القلوب وتتأجج من أجله المشاعر؟!
توقفت أفكاره فجأة حينما دوى انفجار عنيف فالتفت الجميع إلى الشاشة في حدة، ووجدوا الرؤية تهتز في شدة ثم تنقطع بغتة، فضغط المدير زرا أمامه وهتف:
- ماذا حدث هناك؟
أجابه مساعده من حجرة أخرى في انزعاج:
- إسرائيل تستخدم قنابل شديدة التفجير لتفريق الفلسطينيين، وقد حدثت شروخ بالفعل في جدار المسجد الغربي.
نهض المدير قائلا في حسم:
- لم يعد هناك مجال للانتظار إذن.

****

جلس رجلان فلسطينيان على أرض كوخ بدائي وأشعلا النار في بعض الحطب كي يتغلبا على برودة الجو، وقال أحدهما للآخر بصوت منخفض:
- آه يا (هيثم)! آه لو نحصل على أسلحة كتلك التي يمتلكونها !
همس زميله:
- مستحيل يا (فارس).. أنت تعلم أن المساعدات التي نتلقاها من مصر وسوريا وحتى إيران قد توقفت منذ فترة بسبب هذا الحصار اللعين.. وها نحن نحرس مخزن أسلحة قديم يضم معظم ما حصلنا عليه من أسلحة خلال عدة شهور، ونرجو الله ألا ينتبه إلينا الإسرائيليون، وإلا..
بتر عبارته فجأة وأرهف سمعه ثم هتف في انفعال:
- يا إلهي!!.. هل تسمع هذا؟؟
قفز (فارس) واقفا واتجه إلى النافذة لينظر إلى الخارج في حذر، لكنه لم ير شيئا فغمغم في قلق:
- ما الذي أثار انتباهك إلى هذا الحد؟
فوجئ بـ (هيثم) يقول له من خلف ظهره في سخرية:
- استدر في بطء أيها الغبي وإلا أمطرتك برصاصاتي.
اتسعت عينا (فارس) واستدار في بطء ووجد (هيثم) يصوب إليه فوهة مدفعه فهتف:
- مستحيل!!.. هل تخون وطنك يا (هيثم)؟!
ابتسم (هيثم) في سخرية ثم فتح باب الكوخ فتدفق عشرات الجنود الإسرائيليين إلى الداخل، وحاول (فارس) أن يحذر رفاقه لكن جندي إسرائيلي ضرب رأسه بفوهة مدفعه فألقاه فاقد الوعي..
وكشف (هيثم) عن غطاء كبير يقود إلى ممر تحت الأرض يمتلئ برجال المقاومة والمخابرات الفلسطينية، وفتحه، فاندفع الإسرائيليون عبره بغتة وهاجموا مخزن الأسلحة فجأة فقتلوا المئات وهرب الباقون، واستولى اليهود على كل الأسلحة..
واتجه قائد الكتيبة نحو (هيثم) وقال له في حماس:
- عمل رائع يا رجل.. لقد أديت كل شيء على ما يُرام.
ابتسم (هيثم) في سعادة وهتف:
- هذا يعني أنني سأحصل على مكافأتي يا سيدي، أليس كذلك؟
ضحك القائد وأشار إلى أحد رجاله قائلا:
- بالطبع بالطبع.. (حونين).. امنح الرجل مكافأته.
ورفع (حونين) مدفعه فجأة نحو رأس (هيثم) فاتسعت عينا هذا الأخير وتراجع في ذعر..
وانطلقت الرصاصة..
وفي ازدراء، مط القائد شفتيه ورمق جثة (هيثم) بعين واحدة، قائلا:
- إلى الجحيم ايها الحقير.. هل كنت تظن أننا سنعتمد على فلسطيني خائن قذر مثلك؟!
وتألقت عيناه في ظفر..

***

descriptionموعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى Emptyرد: موعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى

more_horiz
لعنة الله عليهم اجمعيين
وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم
والى متى سيظل العالم العربى الاسلامى صامتا
هكذا الى متى ......؟
سنظل صامتيين هكذا الى متى ؟

descriptionموعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى Emptyرد: موعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى

more_horiz
موعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى 80826

descriptionموعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى Emptyرد: موعد مع الكرامة ... الطريق إلى الأقصى

more_horiz
[b][size=25]الفصـــــل الثاني
***

(إس جى 22)..
بدت هذه الحروف والأرقام غريبة للغاية بالنسبة للمقدم (عمر) وزملاؤه، خاصة حينما نطقها مدير المخابرات المصرية بمنتهى الحزم والثقة، لكن الجميع التزموا بالصمت وهم يحاولون استنتاج المعنى الذي يقصده المدير، حتى نهض الأخير من مكانه واتجه إلى الشاشة المعلقة خلفه والتي تبدو عليها خريطة واضحة للمسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به، وأشار إليها قائلا:
- إسرائيل تنوي نسف المسجد الأقصى تماما ومحوه من هذه الخريطة، ويريدون أن يفعلوا ذلك بشكل مفاجئ دون إثارة العالم الإسلامي ضدهم لفترة طويلة، لذا فقد اختاروا القنابل شديدة التدمير لزرعها تحت المسجد وحوله.
ولوح بذراعيه وهو يتابع:
- هذه القنابل يجب أن يتم زرعها كشبكة متصلة، وليست منفصلة، بحيث تنفجر كلها في لحظة واحدة، ويختفي الأقصى من الوجود.
نطق الجملة الأخيرة في ضيق وغضب، ثم استعاد حزمه وتابع:
- شبكة القنابل هذه أطلقت عليها إسرائيل الرمز (إس جى 22).. وتحيطها بقدر هائل من السرية، فلا أحد يعلم عنها شيئا ولم نكن نحن لنعلم بأمرها لولا فطنة المخابرات الفلسطينية.
تنحنح (عمر) وتساءل:
- عذرا يا سيدي، ولكن ما الذي يؤكد لنا أن هذه المعلومات حقيقية؟؟
أجابه المدير في صرامة:
- إنها تندرج تحت الفئة (أ) أيها المقدم.
أطبق (عمر) شفتيه تماما دون أن يعلق، فقد كان يعلم أن الفئة (أ) تعني السرية المطلقة، وتعني أن هذه المعلومات قد تم التأكد منها بكافة السبل والوسائل..
عاد المدير إلى مقعده وزفر في حرارة وهو يتابع:
- مهمتنا عسيرة للغاية هذه المرة يا سادة، فلا أحد يعلم أين توجد خريطة توزيع (إس جى 22)، وحتى لو علمنا مكانها يجب أن نحصل عليها أو على نسخة منها دون إثارة أي قدر من الشكوك، وإلا ألغت إسرائيل خطتها أو استبدلتها بخطة أخرى، ثم يتعين علينا أن نجد وسيلة لإيقاف الشبكة أو إتلافها، وتلقين اليهود درسا قاسيا يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل المساس بعقيدتنا وبوطننا العربي.
ألهبت كلماته مشاعر الجميع، مع شعورهم بمزيد من القلق بسبب صعوبة المهمة وخطورتها، في حين نهض المدير مرة أخرى وضغط زرا أمامه، فتبدلت صورة خريطة الأقصى وحلت مكانها صورة رجل طويل غليظ الملامح، تبدو عليه القسوة والشراسة، أسود الشعر والعينين واللحية، ولكنه يبتسم في مكر على نحو يجعلك تشعر بديانته اليهودية وجنسيته الإسرائيلية من النظرة الأولى..
وشرح المدير:
- ترجح المخابرات الفلسطينية أن خريطة (إس جى 22) تحتفظ بها إسرائيل في منزل هذا الرجل.. (إفرام إليعاذر).. الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي الذي شارك في عدة مذابح منها مذبحة (دير ياسين) الشهيرة، وهو واحد من أقذر مجرمي الحرب في العالم، وأكثرهم دموية وقسوة.
وصمت لحظات، ثم عقد حاجبيه متابعا:
- هذه المعلومة غير مؤكدة إطلاقا، ولكنها قد تكون طرف خيط يمكن أن يقودنا إلى شيء ما.
تساءل (عمر):
- وهل توصل الفلسطينيون إلى موعد تنفيذ (إسرائيل) لهذه الخطة؟
صمت المدير تماما هذه المرة وهو يدير عينيه بين الوجوه، فحبس الجميع أنفاسهم وهم ينتظرون الجواب في قلق، حتى جاء من المدير بطيئا وجافا:
- أسبوع على الأكثر..
وهوى جوابه كالصاعقة..
بل كالقنبلة..

****

[b][b]توقفت الطائرة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية في مطار (تل أبيب)، وهبط منها رجل طويل القامة عريض المنكبين، مفتول العضلات، يرتدي تي شيرت مزركش ونظارة شمس صغيرة، ويبدو شديد الوسامة والبساطة وهو يتحدث مع رواد الطائرة الذين يهبطون منها بدورهم..
وتقدم الرجل في خفة إلى منطقة الجوازات وناول جوازه إلى الموظف المسئول وهو يمنحه ابتسامة واسعة، فبادله الموظف ابتسامته بمثلها، وفحص جواز سفره بعينيه، ثم ناوله إياه وهو يقول:
- مستر (جون إدوارد).. هذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها (تل أبيب).
هز (جون) كتفيه في بساطة والتقط الجواز مجيبا:
- إنها الثالثة في الواقع.. لا تمر فترة إجازتي دون أن أزورها فقد أثارت إعجابي، وأنا كأمريكي أشعر بالراحة هنا.
اتسعت ابتسامة الموظف وقال:
- نرجو أن تروق لك مدينتنا دوما.
أجابه (جون) بالعبرية:
- أتمنى ذلك.
أطلق الرجل صفيرا طويلا، وقال في دهشة:
- إنك تتحدث العبرية بطلاقة.
رفع (جون) أحد حاجبيه وغمغم في خبث:
- عجبا ! يقولون أنكم حذرون للغاية في تعاملكم مع الأجانب، في حين تسألني عن تحدثي بالعبرية، وقد أنهيت فحص جواز سفري للتو! قل لي يا رجل، ألم تلاحظ أن أبي إسرائيلي وأمي أمريكية؟!
ارتبك موظف الجوازات، وابتسم في افتعال وهو يجيب:
- بالطبع.. بالطبع.. لاحظت ذلك..
هز (جون) كتفيه بنفس الأسلوب اللا مبالي، ثم مضى إلى سبيله، فمط الموظف شفتيه وهو يهمس في حنق:
- يا للأمريكان عندما يصيبهم البرود!
لم يسمع (جون) عبارته وهو يشير إلى أول تاكسي قابله ويدلف إليه وهو يقول للسائق:
- قدني إلى (برج شالوم) من فضلك.
وانطلق التاكسي إلى المكان المنشود في سرعة، في حين ظل (جون) صامتا طوال الوقت وهو يتطلع إلى ما حوله في انبهار، ويلتقط صورا للمعالم التي يمر بها عبر كاميرا المحمول الخاص به، ثم قال للسائق بالعبرية في ذهول:
- رائع! لقد تغيرت المدينة كثيرا عن آخر مرة كنت فيها هنا.
ابتسم السائق وأجاب في بساطة:
- (تل أبيب) هي أرض الميعاد يا مستر.. لن تجد مكانا على الأرض أكثر جمالا منها.
هز (جون) رأسه دون أن يعلق، ثم استمر في التقاط الصور حتى توقف التاكسي أمام (برج شالوم) - واحد من أكبر المراكز التجارية في تل أبيب - فخرج منه وأعطى السائق أجرته، ثم اتجه إلى البرج واستغرق بعض الوقت في التسوق، ثم أوقف تاكسي آخر وانطلق مباشرة إلى فندق (هيلتون تل أبيب) حيث استقبله الموظف المسئول بابتسامة كبيرة فبادله (جون) الابتسام وقال في هدوء:
- لديكم حجز عبر الانترنت باسم (جون إدوارد).
راجع الموظف أوراقه، ثم ابتسم في دبلوماسية وقال:
- بالتأكيد.. الحجرة رقم 46.. الطابق الثالث.. (ميشيل).. اصعد بالرجل إلى حجرته فلا بد أنه شديد الإرهاق.
صعد (جون) مع العامل إلى حجرته ومنحه بقشيشا مناسبا، ثم أغلق الباب خلفه وتنهد في عمق..

*****

(سيدي)..
قالها (دافيد) مساعد مدير الموساد الإسرائيلي في احترام وهو يقف أمام مكتب سيده، فرفع هذا الأخير رأسه إليه وسأل:
- ماذا وراءك يا (دافيد)؟
وضع (دافيد) أمامه ورقة طويلة تبدو فيها صور أربعة رجال، وتحتهم بيانات طويلة، وقال في آلية:
- منذ ساعة واحدة وصل إلى مطار (تل أبيب) مستر (جون إدوارد) الأمريكي الثري المعروف، صاحب مجموعة شركات الاستيراد والتصدير المعروفة باسم (بلاك تايجر)، وهي ليست المرة الأولى التي يزور فيها مدينتنا، ولكن الغريب أن موظف الجوازات شعر بأنه مختلف عن كل مرة، وقال إن طريقته لا تروق إليه أبدا.
جذب هذا الحديث اهتمام المدير في شدة، فالتقط الورقة وتساءل:
- هل أجريتم تحرياتكم؟
أومأ (دافيد) برأسه إيجابا، وقال:
- بالتأكيد، الرجل ليس هناك في أمريكا، والجميع هناك يعلم أنه سافر إلى (تل أبيب) للاستجمام في مدينة والده الراحل، كما أنه اتبع نفس نظامه كل عام، فبدأ بزيارة (برج شالوم) ثم (فندق هيلتون) الذي حجز غرفته فيه عن طريق الإنترنت من الولايات المتحدة، وكل خبراؤنا أجمعوا على ذلك من خلال التأكد من رقم الآي بي.
صمت المدير لحظات، ثم قال بنوع من عدم الاقتناع:
- ما الداعي للشك إذن؟
لم يعلق (دافيد) في حين عقد المدير حاجبيه وتابع:
- فليكن، مر رجالنا بمراقبته والتأكد من تحركاته.
ومط شفتيه وهو يكمل:
- فالأمر كله سينتهي بعد عدة أيام..
وارتجف قلبه بين ضلوعه وهو يتخيل اللحظة التي سيتحقق فيها حلمه..
اللحظة التي يتحول فيها الأقصى إلى أنقاض..
ويا له من حلم!

***

[/b][/b]
[center]هبط (جون إدوارد) على سلالم فندق (هيلتون تل أبيب) في سرعة ورشاقة وهو يطلق من بين شفتيه لحنا أمريكيا شهيرا، ثم توقف أمام موظف الاستقبال وقال له مع ابتسامة كبيرة:
- صباح الخير.. سأخرج للتنزه قليلا.. إذا سأل عني أي شخص فقط أخبره أنني لست هنا، وإن كان يحمل رسالة فليتركها معك.
ثم مد يده في جيبه وأخرج شيكل إسرائيلي ووضعه أمامه وهو يقول في خبث:
- ولك مائة مثله عندما أعود.
تألقت عينا الموظف فتابع (جون) وهو يلوح بذراعيه مودعا:
- الآن إلى اللقاء.. لا تنسى أن تخبر الجميع أنني في نزهة.
وقفز داخل سيارته ثم انطلق بها في سرعة وهو يطلق ذلك اللحن الأمريكي، ولم يكد يبتعد حتى ظهرت سيارة كبيرة خلفه يقودها خمسة من الموساد الإسرائيلي، قال قائدهم في صرامة:
- انطلق خلفه يا (خزرو).. لا تدعه يغيب عن بصرك قط.
لاحظ (جون) السيارة التي تتبعه من بعيد، لكنه تظاهر بالهدوء وهو يتخذ طريقا طويلا يقود إلى أطراف المدينة، فغمغم أحد رجال الموساد:
- أين يذهب هذا الرجل بالظبط؟
قال القائد:
- ربما يتجه إلى الساحل، فالمفترض أن مجرد سائح.
رفع (جون) فجأة من سرعة سيارته وانطلق بها كالصاروخ عبر طرق فرعية فصاح قائد رجال الموساد:
- الحقوا به.. زد من سرعتك يا (خزرو).
انحرف الإسرائيليون في حدة خلف (جون) لكنهم وجدوا سيارته متوقفة على جانب الطريق، فأسرعوا يوقفون سيارتهم خلفها من بعيد وقال قائدهم في خفوت كأنما يتحدث مع نفسه:
- هنا؟ هذا الشارع حدثت به عدة عمليات انتحارية من قبل.. ترى هل يكون هذا الرجل على علاقة بالفلسطينيين؟؟
أثارته الفكرة في شدة فاستل مسدسه وأشار لرجاله فقفز الجميع خارج السيارة واتجهوا نحو سيارة (جون) في حذر وبطء إلا أن المكان كان صامتا تماما، فاتجه القائد نحو مقدمة السيارة ثم اتسعت عيناه في دهشة وهو يهتف:
- هذا الخدش لم ألاحظه من قبل!
انحنى أحد رجاله يفحص الإطارات والمحرك ثم ارتد فجأة كالمصعوق وهو يصرخ:
- بحق إسرائيل!! المحرك بارد تماما.. هذه ليست سيارة (جون).
اتسعت عينا القائد في هلع وفهم الأمر فجأة..
لقد خدعهم (جون) ولم يعد من الممكن العثور عليه مرة أخرى..
أبدا..

****

ساد الهدوء في منزل ريفي صغير يقع على مشارف تل أبيب قرب الساحل المطل على البحر المتوسط، وانهمك أربعة رجال وفتاتان داخله في مناقشة طويلة وهم يفحصون خريطة أمامهم لدولة إسرائيل..
وارتفعت طرقات هادئة على الباب فنهض أحد الرجال واستل مسدسا من حزامه وهو يسأل بالعبرية في حذر:
- من؟
أجاب (جون) من خلف الباب بالعربية:
- العصافير لا تغرد في المساء.
ابتسم الرجل عندما سمع كلمة السر، ثم أخفى مسدسه وفتح الباب وهو يقول:
- والعصفور الحبيس لا يغرد أبدا.. ادخل بسرعة.
قفز (جون) إلى الداخل فأغلق الرجل الباب خلفه، واستدار إليه واحتضنه في قوة وهو يهتف من أعماق قلبه:
- مرحبا بك يا سيادة المقدم.. إننا ننتظرك منذ أربعة دقائق.
صافح (جون) - الذي لم يكن سوى المقدم (عمر) - باقي الرجال الثلاثة وأومأ برأسه للفتاتين دون أن يصافحهما بيده، ثم جلس على رأس المائدة المفرود عليها الخريطة، وقال في سرعة:
- كنت أفر من مطاردة سخيفة.. المهم، ما هي آخر المعلومات؟
جلس الرجل أمامه مباشرة وأشار إلى نقطة واضحة في قلب تل أبيب وأجاب:
- هناك حراسة مشددة على منزل (إفرام).. من الواضح أن (إس جى 22) توجد هناك بالفعل.. المنزل نفسه صغير، تواجهه حديقة واسعة، وعن شرقه ساحة صغيرة يوقف فيها سيارته عندما يعود إليه، يحيط بالمنزل سور سميك يتجاوز ارتفاعه الأمتار الثلاثة ويسري خلاله تيار كهربي قوي.. توجد عشر كاميرات مراقبة في كل ركن، ويتناوب على حراسة المكان دستتان من الرجال..
عقد (عمر) حاجبيه في شدة، ثم درس موقع المنزل على الخريطة في حرص دون أن يعلق، وتساءل في عمق:
- ترى لو كنتم مكان إسرائيل، هل ستختاروا موقعا كهذا؟
لم يرد أحد، فنهض (عمر) وسار في الحجرة وهو يتابع:
- لم لا؟ طالما أنه محاط بكل هذه الحراسة.. إذن، يتبقى السؤال الأهم: هل يعلم أحد - باستثناء (إفرام) - بوجود (إس جى 22) في المنزل؟ دعوني أجيب هذا السؤال.. كلا بالطبع فلا يجب أن يعلم أحد بأمرها أصلا إلا عدد محدود من رجال الدولة.
ثم التفت فجأة إلى الرجال وسألهم في اهتمام:
- هل هناك مواعيد ثابتة لخروج الجنرال وعودته إلى منزله؟
أومأ أحدهم برأسه وأجابه:
- نعم.. يخرج في العاشرة صباحا تماما من منزله، ويزاول بعض تمارين الجري حول حديقة منزله، ثم يتناول إفطاره ويخرج، ولا يعود إلا في السادسة مساء.
صمت (عمر) تماما وهو يقلب الأمر من جميع جوانبه، وطال صمته هذه المرة لكن أحدا لم يتحدث، حتى تألقت عيناه في شدة وضرب سطح المائدة بقبضته وهو يقول في حماس:
- وجدتها.
وكان يعني ما يقول..

****

طرق (دافيد) باب حجرة مدير الموساد في حماس، ثم قفز إلى الداخل، فرفع المدير رأسه إليه وهو يقول:
- هات ما عندك.
ابتسم (دافيد) وأجاب في ثقة:
- هذا الرجل مثير للريبة يا سيدي.. لقد راقبناه كما أمرتنا عبر الأقمار الصناعية التي كشفت حركة سيارته لحظة بلحظة، وأمرنا بعض رجالنا بمطاردته لضمان بقائه تحت أعيننا.. ورغم أنه ناورهم في مهارة، لكن القمر الصناعي رصد حركته في دقة، فقد اتجه إلى منزل قرب الساحل وبقى داخله قرابة الساعة، ثم خرج منه وعاد مباشرة إلى الفندق.
شبك المدير أصابعه دون أن يعلق، فتابع (دافيد):
- هذا المنزل يخص ستة أشقاء، منهم امرأتين، وجميعهم من اليهود، ويقيمون في تل أبيب منذ عام واحد، لكنهم لا يستقرون طويلا.
رد المدير في سرعة وصرامة:
- أريدهم هنا.. حالا.
وتألقت عينا (دافيد) في شراسة..

****

انطلقت سيارة الجنرال (إفرام) تشق شوارع تل أبيب في سرعة، وقد أحاط بهذا الأخير داخلها خمسة حراس، بالإضافة إلى السائق، وعلى الرغم من ذلك تلفت (إفرام) حوله في حذر وحرص طوال الوقت..
وفجأة، ظهر رجل عجوز متغضن الوجه، ينحني ظهره على نحو بشع ويرتكز بكلتا يديه على عصا قصيرة، وهو يعبر الطريق أمام السيارة مباشرة..
وفي سخط، ضغط السائق فرامل سيارته ليمنع نفسه من الارتطام بالرجل ثم صاح في غضب:
- أيها العجوز الحقير! كدت أن أقتلك.. ابتعد عن هنا.
امتقع وجه العجوز واتجه إلى نافذة السيارة وهو يصيح في ضعف:
- أهكذا تعامل عجوزا مثلي؟ أهكذا تعامل عضوا في الكنيست ومجلس الشيوخ؟!
ضاقت حدقتا (إفرام) في شدة وأصابه التوتر بسبب هذه الكلمة الأخيرة، وقال للعجوز مع ابتسامة مرتبكة:
- عذرا يا.. أيا كان اسمك.. لكننا لم نقصد إغضابك.
اتسعت عينا العجوز وهو يتطلع إليه مباشرة ويهتف:
- (إفرام إليعاذر)؟! يا إلهي.. لقد تغيرت ملامحك كثيرا يا رجل.. دعني أصافحك، فقد افتقدتك في شدة.
مد العجوز يده عبر النافذة إلى (إفرام) لكنه شهق فجأة وسعل في شدة عدة مرات واحتقن وجهه، فقفز هذا الأخير من سيارته وحاول أن يساعده على التماسك وهو يهتف برجاله:
- الرجل يختنق.. إنه يحتاج إلى الإسعاف.
شعر رجاله بالدهشة وهم يرون قائدهم الذي كان يذبح الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة وهو يتحدث بكل هذه اللهفة والعطف في حق الرجل، فقط عندما علم أنه عضو في الكنيست، لكن العجوز استند على (إفرام) بكلتا يديه وغمغم في تهالك:
- لا عليك يا ولدي.. إنني بخير.
ثم عاد يلتقط عصاه وهو يلوح بيده ويقول للسائق:
- في المرة القادمة عليك بالأدب في معاملة الشيوخ.
كتم الجميع ضحكاتهم، في حين احمر وجه السائق، وعاد (إفرام) إلى سيارته وهو يهتف:
- هيا.. فلننطلق.
وبمجرد أن ابتعدت السيارة، اعتدلت قامة العجوز وارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى البطاقة المغناطيسية الخاصة بـ (إفرام)، والتي سرقها منه حينما استند عليه، ثم دسها في جيبه بسرعة واختفى عن الأنظار..

****

[center][b][b][b][b](كانت لعبة متقنة منذ البداية)..
قال مدير المخابرات العامة المصرية هذه العبارة في حزم وهو يواجه رجاله في ذلك الاجتماع المغلق الذي عقده بشكل طارئ لبحث عملية (تل أبيب)، ثم تابع في قوة:
- (جون إدوارد) أصيب بنزلة برد قبل يوم واحد من سفره إلى إسرائيل، وهذه الحقيقة خدمتنا في الواقع، لأن (عمر) لا يجيد تقليد الأصوات، وفي نفس الوقت كان هو أنسب رجل لقيادة هذه العملية، لذا فبمجرد أن انطلق (جون) من أمريكا إلى إسرائيل حتى كنا بانتظاره في مطار (باريس) الذي ستهبط فيه طائرته مؤقتا أثناء الرحلة، وهناك اختفى (جون) وحل محله (عمر) الذي أجاد تقمص شخصيته في الواقع.
ثم نهض وأشار إلى خريطة كبيرة لمدينة (تل أبيب) معروضة على شاشة ضخمة أمام الجميع، وتابع وهو يشير إليها:
- المعلومات التي أرسلها (عمر) شديدة الخطورة، فمنزل الجنرال محاط بحراسة مشددة، ولا أظن أن المساعدات التي يتلقاها هناك من (فارس) و(جهاد) ستكون كافية.
غمغم أحد رجاله:
- خاصة أن ابن (فارس) مات رضيعا بعد دقائق من ولادته، بعد أن قتله جندي إسرائيلي بالرصاص، وبعده ماتت أمه حزنا عليه، وربما ماتت بسبب الدم الذي فقدته أثناء الولادة التي تمت بشكل بشع للغاية.
أكمل المدير:
- ولكل هذه الأسباب، أظن أن مهمة (عمر) عسيرة للغاية.
وساد الصمت بعد هذه العبارة..
تماما..

****

اتجه (إفرام) نحو البوابة الخارجية لمنزله التي يقف على حراستها أربعة رجال، وأبرز بطاقته المغناطيسية الخاصة وهو يسعل في قوة ويقول بصوت مبحوح:
- أسرع يا رجل.. إنني مريض.
لم يلق أي من الرجال الأربعة نظرة واحدة على البطاقة بل اكتفوا بإفساح الطرق أمام (عمر) المتنكر في هيئة (إفرام) فأسرع الأخير نحو باب المنزل، ودلف إليه وهو يتنهد في عمق و..
وفجأة، أضاءت كل أنوار المنزل في لحظة واحدة، وتجمدت عينا (عمر) على (إفرام إليعاذر) الحقيقي وهو يقف في نهاية المنزل وحوله دستة من رجاله، وجميعهم يصوبون مدافعهم الرشاشة إلى صدر (عمر)، في حين قال (إفرام) في شماتة وزهو:
- ألن تعترف لي بالتفوق والمهارة يا (جون)؟
ثم ابتسم في خبث وهو يتابع:
- أم تحب أن أناديك باسمك الحقيقي أيها المقدم؟
وهنا، انعقد حاجبا (عمر) وانفجر في أعماقه بركان من الغضب..
فهذا لا يعني فقط أن حياته قد انتهت..
ولكن يعني أن مهمته قد فشلت..
وأن (إس جى 22) لا تزال في قبضة الإسرائيليين..
بل والأدهى، أن الأقصى سيظل مهددا بالخطر !!
وأطلق (إفرام) ضحكة ساخرة عالية وهو يتابع في تلذذ:
- كانت خطتكم رائعة بالفعل يا رجال المخابرات المصرية.. أعترف لكم بذلك.. ولكن ماذا تساوي خطتكم أمام عبقرية الموساد؟؟
لم يعلق (عمر) في حين تابع (إفرام):
- آه! يؤسفني إبلاغك أننا اضطررنا إلى قتل الرجال الأربعة وتعذيب الفتاتين.. لا أعلم لماذا أصر الرجال على عدم التفوه بحرف واحد؟ حتى بعد أن شويناهم أحياء ظلوا على عنادهم! ولكن لحظك السيء، نحن لا نجيد أساليب التعذيب فقط مع النساء.. هناك أساليب أكثر فاعلية معهن.
وقهقه ضاحكا في شدة، وانفجر غضب (عمر) حينما أدرك معنى هذه الجملة الأخيرة، وصرخ:
- أيها القذر الحقير.. سأقتلك يا (إفرام).. أقسم أنني سأقتلك.
عبس وجه (إفرام) فجأة وأشار إلى رجاله وهو يقول في شراسة:
- اخرس.
وفي لحظات أحاط رجال (إفرام) بـ (عمر) وحملوه إلى سيارة كبيرة، انطلقت مباشرة إلى مبنى الموساد الإسرائيلي

****

(المهمة فشلت)..
كانت هذه العبارة تحمل كل ألم ومرارة الدنيا وهي تخرج من بين شفتي مساعد مدير المخابرات المصرية وهو يخبر بها المدير، فامتقع وجه هذا الأخير وردد:
- فشلت؟!
أومأ المساعد برأسه وغمغم في أسى:
- نعم.. لقد قُتِل (فارس) ورجاله وتعرضت (فاتن) إلى أساليب إسرائيل القذرة من اغتصاب وتعذيب بعد أن ألقوا القبض عليهم، وقادهم هذا إلى (عمر) الذي سقط في أيديهم بدوره، وتم ترحيله إلى الموساد حيث يتم استجوابه.
تمتم المدير في ألم:
- يا إلهي! يا إلهي!
ثم ساد الصمت..
صمت يحمل طعم الهزيمة..
وكل مرارة الدنيا..
[/b][/b][/b][/b]

[/center]
[/center]

[/size]
[/b]
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد