السؤال:
ما الشرع في الحب قبل الزواج؟ وهل له ضوابط معينة؟ وهل للفتاة أن تفصح عن هذا الحب إذا مال قلبها إلى شاب؟

الجواب:
الحب عاطفة سامية، وغريزة أودعها الله في أصل الخلقة، فالمؤمن يحب الله ورسوله ويحب المؤمن أخاه، والأم تحب طفلها، والطفل يحب أمه، كذلك وقد يحدث أن يحب الشاب فتاة أو تحب الفتاة شاباً فتعجب به ويميل قلبها إليه كما حدث مع ابنة شعيب - عليه السلام - عندما قالت لوالدها عن موسى - عليه السلام -: يا أبت استأجره، إنه خير من استأجرت القوي الأمين (القصص: 26).
وعن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلاً قال: يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: لم ير للمحتاجين مثل النكاح. أخرجه بن ماجه، والحاكم والبيهقي والطبراني وغيرهم، وقال الحاكم صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه والحديث حسن.
هذا مع ملاحظة أنه ليس المراد بالحب حب الشهوة العارمة والرغبة الجنسية العابرة، واللذة القوية فإنه حب كاذب سرعان ما يزول، تاركاً بعده أسوأ النتائج وأفدح المآسي.
فلا بأس إن أعجبت فتاة بشاب أن تفصح لأهلها عن ذلك، فهذا جائز شرعاً أما ما كان خارجاً عن حدود شرع الله ولو مجرد نظرة بشهوة أو كلمة تثير الغريزة فكل ذلك محرم شرعاً، ومن كان عنده إيمان فإنه يجتنب مثل ذلك، وكل ما يحدث بين شباب وفتيات هذا الزمان تحت اسم الحب فهو مما ينكره الشرع لما فيه من انتهاك لحرمات الله وتجاوز لحدوده، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.

============
المصدر
موقع المختار الاسلامي
http://www.islamselect.com/mat/83350