كيف أتقي الله دائما؟
هـــــــــــي تتحدث ::::::


عندما كنت في المرحلة المتوسطة، شاركت في مسابقة لحفظ سورة آل عمران، وإلى الآن كلما ذُكِرت كلمة" التقوى" أتذكر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}..
فأتساءل في نفسي: ترى كيف يمكنني أن أحقق التقوى الحقيقية!
والآن، وبعد أكثر من عشر سنوات من القراءة والسؤال والتأمل من أجل الوصول للشخصية التي تحسن تقوى الله، بات المفهوم أوضح بعض الشيء، لأصل لأن التقوى تتحقق متى تذكر الإنسان ربه في كل حين..
"كل حين"..! ربما تبدو الكلمة شاقة بعض الشيء، فكيف يمكن لإنسان لطالما أخطأ في حق نفسه وغيره وربه، أن يتذكر الله في كل حين؟!
سأستعرض بعضاً من الأفكار، وبعدها يمكنك تحديد ما إذا كان بالإمكان أن نكون ممن يتقي الله في كل حين..
* الأولى: لعل معظمنا يتذكر مفهوم "الإحسان" الذي درسناه في الصف الأول الابتدائي في مادة التوحيد [الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك]..
* الثانية: من منا لا يريد أن يكون متميزاً في حياته؟
فكلنا نبحث عن التميز، ولكل منا مجاله الذي يركز فيه جهوده، فالبعض يريد التميز في دراسته، والبعض يريده في وظيفته، والبعض يريده في علاقاته مع أقاربه أو أصدقائه، والبعض يريده في هواياته، وغيرها من مجالات التميز..
الفكرة الأولى هي مطلب إيماني..
الفكرة الثانية هي مطلب شخصي..
ما رأيكم لو جمعنا بينهما؟ فأصبحت مطالبنا الشخصية إيمانية في الوقت نفسه؟ فنكسب في الدنيا والآخرة، صفقة رابحة، أليست كذلك؟
ماذا لو أننا تذكرنا الله عند دراستنا؟ فأتقنا المذاكرة لنحصل على أعلى الدرجات، وحافظنا على أداء الصلوات، وغيرها من العبادات، لنكون صورة للمؤمن المتميز في دراسته، وبالتالي نكون قد جمعنا بين الدراسة والإيمان!
ماذا لو تذكرنا الله عندما نتعامل مع والدينا؟ فأطعناهم وأسعدناهم، طمعاً في رضاهم وفي رضا الله عز وجل، فنكون قد طبقنا قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا}، وهكذا نكون جمعنا بين البر والتقوى؟ بر الوالدين، وتقوى الله ..
ماذا لو تذكرنا الله في أدائنا لوظائفنا؟ فأدينا عملنا بإخلاص وأمانة، وكان شعارنا "إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه" فنصبح مميزين في عملنا، محبوبين عند ربنا..
ماذا لو تذكرنا الله في تعاملنا مع الناس؟ ألن يكون ذلك دافعاً لنا لأن نكون لطفاء معهم، محسنين إليهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم".
هي هذه ببساطة كيفية تحقيق التقوى في حياتنا:
١- دائماً تذكر الله تعالى.
٢- ثم أحسن في أداء أعمالك وهواياتك من أجل أن تكون الصورة الحسنة للمؤمن الناجح الذي يحب الله..
وحتى تتذكر التقوى في كل حين، سيكون من المفيد وضع بطاقات جميلة كتبت فيها فضائل الأعمال، أو فضل التقوى، في بعض الأماكن مثل: المرآة، الطاولة، المحفظة، غرفة الجلوس.. أو أي مكان آخر تراه مناسباً..
الآن.. أتركك في رعاية الله، لتستمتع وتعيش حياة أكثر صفاء ونقاء يزينها تقوى الله في كل حين..