الزاهد؟!
فقال: الذي لا يطلب المفقود حتى يفقد الموجود.


- يقول بشر الحافي: من أراد أن يلقن الحكمة فلا يعص ربه، ومن سأل الله متاع الدنيا فإنما يسأله طول الوقوف للحساب، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، واعلم أنه من فرح بشيء من متاع الدنيا فقد أخطأ قلبه الحكمة ومن جعل شهوة الدنيا تحت قدميه فذلك الذي يفرق الشيطان من ظله، وإن بلاءك كله في هواك.


- فتح الاسكندر مدينة فاجتمع إليه أهلها فسألهم عن أولاد الملوك بها، فقالوا: بقي منهم رجل يسكن المقابر، فدعا به، فأتاه فقال له: ما دعاك إلى لزوم المقابر؟ فقال: أحببت أن أميز عظام ملوكهم من عظام عبيدهم فوجدتها سوآء.











عن أبي شبل محمد بن النعمان بن شبل الباهلي قال:
دخلـتُ المديـنـة فانتهـيـتُ إلــى قـبـر النـبـي صـلـى الله علـيـه وسـلـم، فــإذا أعـرابـي يُـوضـع عـلـى بعـيـره، فأنـاخـه وعَقَـلـه، ثــم دخــل إلــى القـبـر الشـريـف فسـلَّـم سـلامًـا حسـنًـا، ودعــا دعــاءً جمـيـلاً ثــم قــال:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنّ الله خصّك بوحيه وأنزل عليك كتابًا جمع لك فيه علم الأولين والآخرين، وقال في كتابه وقوله الحق: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا}، وقد أتيتك مقرًا بالذنوب، مستشفعًا بك إلى ربك، فهو ما وعد.

يــا خـيـر مــن دفـنــت بـالـقـاع أعـظُـمُـه ** فـطــاب مـــن طيـبـهـنّ الـقــاعُ والأكـــمُ
أنـــت الـنـبـي الـــذي تُـرجــى شفـاعـتـه ** عـنــد الـصّــراط إذا مـــا زلّـــت الـقــدمُ
نـفـسـي الـفــداء لـقـبـرٍ أنـــت سـاكـنــه ** فـيــه الـعـفـاف وفـيــه الـجــود والـكَــرَمُ

ثمّ ركب راحلته فما أشكُّ – إن شاء الله – إلا أنه راحَ بالمغفرة، ولم يُسمَع بأبلغ من هذا قط.
وذكر محمد بن عبد الله العُتبي هذا، وزاد في ءاخره: فغلبتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: "يا عُتبي، الحق الأعرابي وبشّره أنّ الله قد غفر له".
رواها الإمام النووي في "الإيضاح" ص454، وابن بشكوال في "القربة إلى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم" الورقة (16/أ).