حبيبتي وأنا أجلس في هذه الغربة الوحشاء
لاحت عيوني وسط السماء
فرأيتكِ أيتها الملكة الخرساء
فحدثت عنكِ كل الأصدقاء في ثناء
: قلت لهم
أن حبيبتي كالشمس حين تبعث الضياء
إنها شفافة كماء البحر المليء بالصفاء
هي حزينة مثلي تنتسب إلى عالم الحزناء
إنها أجمل نساء الكون دون أي ثناء
ليست كمثل أي حسناء
عندما كانت تقترب مني
كنت أشعر بدفء الشعراء
عندما كانت تبتعد عني
كنت أشعر ببرد كأني أسير العراء
أين أنتِ ؟
أين أنتِ أيتها الملكة الخرساء ؟ ؟ ؟
أين أجد دفء يديكِ وهمساتكِ في هذا الشقاء ؟
حبيبتي أقسم إنكِ أعظم نساء الكون بلا إستثناء
إني أتذكر كل أحداث يوم الفراق
كيف كنتِ تبكين .. وتضحكين
تبتسمين .. وتصرخين
كل ذلك من أجلي يا له من حنين
كيف كنتِ تفارقين .. وتشتاقين
تتكلمين .. وتنصتين
كل ذلك من أجلي يا له من حنين
إنها أعظم مدينة للحب بين قرى الضالين
آه من مثل هذا الفراق
وقفنا كعصفورين فوق غصن صغير
نتحدث فلا يدرك حديثنا بشر
عشنا بقلب واحد في جسدين
عشنا أيام .. ساعات .. همسات تحوينا
طار العصفورين
بعد حريق الغصن الصغير بهذا الإشتياق
وقفت أنظر في السحاب في النجوم
في دموع الغرباء
فرأيت دموعها تنزف بين دموع الغرباء
: قلت لها
يا من أحببت وسأظل أحب
... أتذكرين أحداث قصتنا الحبيبة
... أتذكرين ضحكاتنا وبكائنا وذكرياتنا العزيزة
... أتذكرين ماضينا
فالآن يا حبيبتي ماضينا يأوينا
يذكرنا.. وينسينا
يفرحنا.. ويبكينا
فلا نملك غير ماضينا ليكوينا
فلا تبكي ولا تحزني
فهذا قدر بارينا