للمربين خواطرهم المتفرّدة

وإني عندما أقرأ لهم أجد شيئا آخر
أجد الواقع معرّى تماما شماله وجنوبه شرقه وغربه
ثمّ حروف تحيط به تلملم شتاته وتقوّم اعوجاجه

وقد اخترت لكم بعضا من خواطر المربي د. محمد بن عبدالله الدويش
ألفيتها إضاءات جميلة وإشراقات مُفيدة سائل الله أن ينفع بها ناقلها وقارئها



الوعي بين الإملاء وإكساب الأدوات

كلنا ندرك أهمية الوعي والحاجة إليه، وأن طبيعة المرحلة التي تعيشها الأمة قد زادت من أهميته.
صحيح أن الوعي المنتظر من الناس ليس درجة واحدة، وأنه لايتوقع من عامة الناس أن يتحولوا إلى خبراء ومختصين في قضايا الواقع.
لكن هناك حد أدنى لا بد أن يمتلكه كل مسلم، وحد أعلى منه لابد أن يمتلكه من له دور إيجابي في العمل الدعوي.
إن تسارع الأحداث وتنوع المتغيرات تجعل من المستحيل أن نقدم الوعي للناس مادة جاهزة، إضافة إلى أن ذلك لايحقق الوظيفة المنتظرة من هذا الهدف.
ومن هنا فنحن بحاجة إلى الاعتناء بدرجة أكبر ببناء أدوات الوعي، وإكساب مهاراته أكثر من التوجيه المباشر وإملاء المواقف.




حتى نفهم الآخرين

كثيرا مانخطيء في فهم الآخرين وتفسير مواقفهم. ونحتاج أولا: حتى نفهم فهما صحيحاً أن نفكر بعقولهم هم لابعقولنا نحن. وأن نقيس الأمور من خلال منطلقاتهم هم لامنطلقاتنا نحن. كما نحتاج ثانيا: إلى أن نفرق بين موقفنا من رأيهم وطريقة تفكيرهم، وبين تفسيرنا لمواقفهم. ونحتاج ثالثا: أن تتسع صدرونا لمن يخالفنا الرأي وإلا فلن نرى غير أنفسنا




نحو عاطفية معتدلة

لاتزال العاطفة تقودنا ننتقد السير وراء العواطف كثيرا. لكن لاتزال العواطف تأخذ منا حيزاً أكبر مما تستحق. فتؤثر علينا في موقفنا من الأشخاص، وحكمنا على الأحداث، ولغة خطابنا وحديثنا، وردود أفعالنا. ويزداد أثر العاطفة مع ضخامة الموقف وهول المفاجأة. فمتى نتجاوز ذلك ونعطي العاطفة حجمها الطبيعي؟ وفي المقابل فالذين لاتتحرك مشاعرهم هم قوم متبلدوا الإحساس، بل هم بحاجة لمراجعة إيمانهم فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد. فالإفراط فيها مذموم، والسير وراءها وحدها مذموم، والمنهج الحق الاعتدال ووضع كل شيء في موضعه.



تجاربنا ليست معياراً

أليس هذا هو الحل الذي ينبغي اتباعه. بلى: لكنه غير واقعي، وصاحبي لايستطيع أن يفعله، فسيكون البديل حينها أسوأ مما تريد. إذا أنت تدعوني إلى التنازل؟ لا لست أدعوك إلى التنازل، ولكن سم الأمور بأسمائها، أدعوك إلى أن ترتكب أدنى المفسدتين حين تضطر إليهما، وأدعوك إلى أن تفعل أعلى المصلحتين حين تتعارضان. هذا حوار دار بين شخصين حول مشكلة أحد أبنائهما. إننا قد نكون مثاليين في حلولنا. وقد نفكر في مشكلات الناس بعقولنا نحن لابعقولهم هم. وقد نجعل من حياتنا الشخصية وتجاربنا معيارا نحاكم الناس إليه. فلو غيرنا في ذلك كله لتغيرت نظرتنا لمشكلات أولادنا وطلابنا




أكثر من رائع

يتردد كثيراً في التعليق على البرامج المسموعة والمرئية وصف البرنامج بأنه متميز، ورائع، وأكثر من رائع...إلخ هذه القائمة الطويلة من المديح والثناء. ويتكرر الأمر في تقويم أعمال ومشروعات ومنتجات أخرى، أو في تقويم الأفراد والمؤسسات.
من حق الناس أن يعبروا عن إعجابهم بشيء ما بلغتهم الخاصة، وأن يختاروا الألفاظ التي يرونها تعبر عن تقويمهم. لكن من المهم أن يتربى الناس على الاعتدال والموضوعية في التقويم، وألا ينحصروا في الأحكام المتطرفة في الثناء أو في النقد.
ولعل المربين والدعاة لهم أثر بالغ في التربية على الاعتدال؛ فحين يبالغ أحدهم في التعليق على قصة أو موقف أو منتج ما، أو في نقده فهو يربي الآخرين على التطرف في التقويم وإصدار الأحكام



اتمنى ماقطفه لكم ان ينال اعجبكم