مالذي يجعلنا نرتاح لشخص ما حينما نتقابل معه ،نتعلق به ،ويعلق صوته بأذهاننا ،بليصبح لدينا شعور أننا تقابلنا قبل ذلك ،أو هوشخص ليس بغريب بل هو فرد منأفراد العائلة ،وحينما نتركه نجد أنفسنا نقول صوته يشبه صوت فلان ،أحياناكأنه هو!الكاريزما
هل استطاع العلماء أن يجيبواعلي السؤال
لماذا نتعلق بانسان دون آخر؟
أو لماذا نشعر بالارتياح لشخص دونغيره؟؟
لقد صدرمؤخرا كتاب بعنوان " تشريح الحب" للعالمة الأمريكية "هيلين فيشر" أحدث ضجةكبيرة في الأوساط العلمية وكذلك بين القراء العاديين.
تؤكد "هيلين"فيكتابها أنها كانت دائما تؤمن بأن الحب هو عاطفة أساسية وغريزة أولية لدينا ، مثلهامثل غريزة الخوف والغضب والفرح . ولا تدري لماذا كانت هذه الحقيقة غائبة عن علماءالأجناس، ربما كانوا مشغولين بأشياء أخرى.
ومن بين هذهالأشياء أنهم كانوايربطون بين الحب والزواج، علما أن هناك حضارات كثيرة قد فصلت بينهما، معتبرين أنالزواج عبارة عن مصالح متبادلة بين الأفراد، أماالحب فهو شعور من الصعب فهمه أوتحديده بسهولة .
يؤكد هؤلاءالعلماء بأن الحب عبارة عن ظاهرة كيميائية تنشأ فيداخلنا، فنحن نحب لأنأجسامنا تفرز موادا كيميائية تدفعنا تجاه شخص معين دونسواه.
وهكذا فإن الحب ليس خيالا أو تحليقا في الفضاء، بقدر ما هو غريزة أساسيةهامة لدينا، وحقيقة بيولوجية يمكن دراستها بصورة علمية.
فلأسباب عديدة سواءبفعل الجينات أو التبدلات الكيميائية في أجسامنا، يحصل لدينا الانجذاب أو النفورتجاه الطرف الآخر.
فإذا حصلانجذاب تجاه شخص ما، يفرز الدماغ مواد كيميائيةمعينة تجعلنا نشعر بالسعادةأو الارتياح لذلك الشخص، مثل الدوبامين والنوربينيفرين .
وبعد مرورفترة من الزمن، يظل الدماغ ينتج كميات كبيرة من الاندروفين وهي مادةتشبهالمورفين وهي المسؤولة عن إحساس الحبيب بالأمان والطمأنينة والهدوء، وذلككلماكان الارتباط بالحبيب قويا، ولكن يتناقص إنتاج هذه المواد نتيجة لضعفالارتباط بالمحبوب لسبب أو لآخر فيشعر الشخص المهجور عندها بعدم الارتياحوعدم الأمان وحتىالاضطراب.
وللحب أعراضشائعة ومعروفة للجميع تتسم بالاضطراب في الأفكار والسلوك والإحساس بأن ذلك الحبيب هو محور حياتنا كلها وأننا لا نستطيع العيش بدونه مطلقاوهذا مايسبب لنا العذاب والقبول بفكرة الاستعباد خوفا من أن نفقد ذلك الشخصفتصابحياتنا بالشلل.
وهنا يؤكد العلماء بأن لكل منا خريطة حب في اللاشعور لديناتجعلنا نحب هذا أو نكره ذاك.
هذا راي العلماء
لكنني اري أن القرآن الكريم قدأجاب علي هذا السؤال
في قول اللهعزوجل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّاخَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَلِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْعِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌخَبِيرٌ (13
وحديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
فإن حديث:الأرواح جنودمجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. حديث صحيحكما في الصحيحينوغيرهما، ودليل صحة ذلك في حياة الناس العادية أن الإنسانربما يطمئن أو يرتاح لشخصوهو لا يعرفه أصلاً، وربما يكون غريباً عنه وليسمن أهل بلده ولا يتكلم لغته... ويكون بجانبه ومن أقاربه وبني وطنه وقومهمن لا يرتاح له ولا يطمئن إليه، وقد قالبعض أهل العلم إن سبب ذلك هو ماجرى من التعارف بين الأرواح في عالم الذر عندما خلق الله تعالى آدم فمسح على ظهره فأخرج منه نسمات بنيه وقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى... فما تعارف من الأرواح في تلك الفترة ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وهذايفسر مايسمي بـ«الكاريزما» التى تجعل لشخص ماجاذبية وحباً عند كل من يراه أويعرفه، حتى ولو من على البعد، كما نستطيع أن نفهم لماذا تشعرنا بعض الاماكن بالراحة وأماكن أخري تصيبنا بالملل والرتابة
فكل إنسان لديه قوة كهربية داخلية نستطيع أن نرصدها من خلال رسم القلب، ورسم المخ والعضلات، وكذلك قوة مغناطيسية مستمدة من
وجودنا على هذه الأرض التى يعد جوفها أكبر مغناطيس فى هذا الكون، حتى أن هناكبعض الخبراء فى الطب البديل- خاصة فى فرنسا-
يتبنون نظرية علاج الأمراضبالمغناطيس من هذا المنطلق.
ومن خلال انبعاث هذه الموجات الكهرومغناطيسية تحدث عملية الإرسال والاستقبال، والتجاذب والتنافر بين البشر، وذلك من خلال الطول
الموجى wave length لكل منهم، بناء على ما يحملونه بداخلهم من أفكارومعتقدات وردود أفعال وأولويات فكرية وإيمانية، سواء
كانت سلبية أم إيجابية،وعندما يلتقى الطول الموجى لشخص ما مع آخر، يحدث تجاذب بينهما، ويكون ذلك دلالة علىأن أولويات فكرهما
مماسبق نجد أن العلماء إلي وقتنا الحالي يجتهدون في تفسير سرالارتياح لشخص دون آخر
لكن رسولنا الكريم _صلي الله عليه وسلم_قد سبقهم بقوله
(الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها إختلف)